الذكرى الـ 15 للتصالح والتسامح
بقلم الرئيس/ علي ناصر محمد
انطلقت فكرة التصالح والتسامح من جمعية أبناء ردفان عام 2006م وباركت الجماهير هذه الدعوة وتجسدت بانطلاق الحراك عام 2007م .
تابع العالم وشاهد لأول مرة المهرجان الجماهيري الطوعي في الحبيلين الذي لم يحدث مثله في تاريخ الجنوب، فقد غطت الجماهير التي جاءت من كل أنحاء الجنوب على حسابها الساحات والتلال تجسيداً لمبدأ التصالح والتسامح ورد الاعتبار للثورة التي انطلقت عام 1963م من ردفان الإباء والكبرياء.
انتقل الحراك إلى كافة أنحاء الجنوب شرقاً وغرباً في مسيرات لم يشهد لها الجنوب مثيلاً بإرادة جماهيرية وليس بالمال والسلاح والسلطة. ومع الأسف أن بعض القيادات ركبت موجة الحراك السلمي وحرفته عن مساره الذي قامت من أجله، وتحول من حراك جماهيري سلمي موحد الى أكثر من 70 مكون.
ومنذ بداية الحراك أكدنا على وحدته وقلتُ إن قوة الحراك في وحدته ومقتله في تفرقه.
وحدث ماكنا نحذر منه، واشتعل الصراع من جديد في أبشع صوره في عدن وعدة محافظات، في سباق حول من يحسم ويحكم الجنوب، وكان هذا مستحيلاً بإقصاء الآخرين الذين اتسعت لهم جمعية ردفان ومهرجان الحبيلين وغيره من المهرجانات الشعبية، ويتسع لهم التصالح والتسامح كقيمة دينية ووطنية كبرى تتجاوز كل صراعات الماضي وآلامه ومآسيه .
لقد حاولنا لم الشمل من جديد في عدد من اللقاءات في عدن والإمارات والاردن ولبنان ومؤتمر القاهرة عام 2011م الذي حضره أكثر من 650 شخصية، ومنذ ذلك جرت تحت الجسر مياه كثيرة وصراعات وخلافات وحروب ألقت بظلالها على مبدأ التصالح والتسامح
أما آن لنا اليوم في ذكرى التصالح والتسامح أن ننبذ الكراهية والتطرف والإقصاء ونحتكم للحوار لحل خلافاتنا ونطوي صفحة الماضي، فالتصالح والتسامح يبدأ بعودة الابتسامة الى عدن وعودة أبنائها فعدن تتسع للجميع والجنوب يتسع للجميع والشمال يتسع للجميع، ولكن ذلك لن يتحقق إلا بوقف الحرب التي بدأت عام 2015م وبعودة الملايين الى أرض الوطن في الشمال والجنوب وعودة الأمن والاستقرار الى ربوع وطننا العزيز والجريح.
وهذا أيضاً لن يتحقق إلا بوقف الحرب والدخول في حوار تناقش فيها كل الخيارات ..
إن التصالح والتسامح لن يتحقق إلا بذلك لأنه لا يمكن لأي طرف أن يحكم الشمال أو الجنوب وحده، والشمال والجنوب يتسعان للجميع وكذلك السلطة تتسع للجميع.
وعلينا أن نستفيد من التصالح والتسامح بين قطر ودول الخليج لهذا فإننا نطالب الأشقاء بوقف الحرب وإعادة إعمار ما دمرته الحرب في اليمن لأن في استقرار اليمن استقرار للمنطقة والعالم.