استطلاعات وتحقيقاتالأخبارمحليات

نازحو المناطق الشمالية في أبين .. جوع وشتات ومعاناة لاتنتهي

حيروت – خاص / ناصر الجريري .
يعيش نازحو المناطق الشمالية  والذين أستقر بهم المطاف في محافظة أبين أوضاعاً مأساوية من جوع وشتات وإنعدام مصدر الرزق وغياب المنظمات في دعمهم ، وتعقيد معيشتهم بسبب وضع الظروف المعيشية بالوقت الراهن ، ولايجدون مايسد رمق جوعهم غير بعض المعونات الضئيلة التي تقدمها بعض المنظمات وفاعلي الخير من المواطنين.
يقضي النازحون مشوار معاناتهم اليومي في ظل غياب تام لدور الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة في تقديم بعض الدعم اللازم لهم من مواد غذائية وإيوائية وصحية ، فضلاً عن حرمانهم من التعليم والحصول على عمل ، لاسيما وأن المساعدات التي تقدم لبعض النازحين لا تفي بتغطية نفقة شهر واحد في ظل الوضع المعيشي الصعب مع ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة ، فيما البعض محرومون حتى من مساعدات المنظمات مما يضطر بهم  الى ممارسة بعض الاعمال الشاقة بالأجر اليومي ، ويجبرون النساء والاطفال لمساعدتهم في ممارسة البيع في الشوارع و الطرقات العامة من اجل كسب لقمة العيش لهم ولأسرهم.
«حيروت الإخباري » نفذ نزولاً ميدانياً الى موقع النازحين في بعض المخيمات في مديرية زنجبار وابرزها مخيم « حصن شداد» وتلمس معاناتهم والتقى بعدد من سكان مخيمات النزوح المتهالك، حيث يقطن فيه النازح علي عبده بهيش والذي يقول: نعيش في ظروف صعبة في ظل تنصل السلطة المحلية والدولة عن واجبهم تجاه النازحين وعدم إلتزام المنظمات التي تقدم لنا المساعدات باستمرارها بصورة شهرية , حيث مر علينا قرابة شهرين لم نتسلم اي مساعدات او دعم بإستثناء منظمتي« كير و إدرا » ونعيش في خيم غير صالحة للسكن الآدمي كوننا نعاني من عوامل التعرية ونتعرض لهطول الامطار كون خيمنا لا تقينا حتى من الرياح ، فاغلب النازحين في عشش من اوراق واشجار «الموز » وطرابيل .
وطالب المواطن بهيش السلطات المحلية و المنظمات الداعمة الى توفير مخيمات صالحة للسكن تليق بحياة الإنسان ، ومدهم بالمساعدات الغذائية والايوائية وخاصة المواد الإستهلاكية والمنزلية.
وشرح احمد منصور احد النازحين من ابناء تهامة ظروف معيشة النازحين وما يعانونه بسبب الحرب والتي اجبرتهم على النزوح إلى محافظة ابين وغيرها من المناطق وترك منازلهم ومزارعهم خوفاً على حياتهم وحياة اسرهم من بطش الحوثي ، ولم تعتني بهم الدولة التي تقع على عاتقها المسؤولية , مطالبا في الوقت نفسه الحكومة الجديدة ان تضع نصب اعينها والاخذ بالحسبان مايعانيه النازحون من اوضاع مأساوية وظروف معيشية صعبة ، وان تعمل في برنامجها على مساعدة ودعم النازحين والاهتمام بهم الى حين العودة الى ديارهم وقراهم في المستقبل القريب .
ويرى محمد قايد رئيس جمعية الحياة للبيئة والتنمية في المحافظة بان المخيمات غير لائقة للسكن  كونها  مباني من القش و الطرابيل وبعض الخيام متقاربة في حين لو سمح الله وحدث حريق او ماشابه ذلك في احد هذه المساكن لاحترقت بكاملها ناهيك عن عوامل التعرية من الامطار والرياح والتي تؤدي الى تدمير واتلاف هذه العشش .
واوضح محمد قائد بأن المعيشة صعبة جدا حيث يعاني هؤلاء النازحون من قلة المؤن والمساعدات الانسانية والتي تأتي لهم متأخراً  , وأضاف “ولذا نطالب وندعو الجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية للاسراع في حل مشكلة المخيمات ونقل النازحين الى مخيمات اكثر اماناً قبل حدوث مالايحمد عقباه وتصير كارثة انسانية وبيئية في المستقبل. .
من جهته يرى علي القعيطي منسق الوحدة التنفيذية للنازحين مديرية زنجبار ان معاناة النازحين حساسة من الناحية الإنسانية المتدهورة في خلق بيئة غير منتظمة صحياً وعلمياً – وعن دورهم في مساعدتهم في تقديم الدعم المطلوب للنازحين افاد بأن « تقديم الدعم والمساعدات من قبلنا لانستطيع القيام به كما ينبغي بسبب الاوضاع التي تمر بها البلاد واليمن بشكل عام وكذلك قلة الموارد التي تكفل تقديم الدعم لهؤلاء النازحين .
مع تجاهل معاناة النازحين تستمر اوجاعهم المثقلة على كاهلهم فهم بغير مساعدات تليق بحياتهم ولا رواتب ولا تعليم لأطفالهم، بل هم منسيون حتى من لفتة الحكومة وكأنهم ليسوا مواطنين يمنيين لهم حقوق  بموجب نص القانون اليمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى