دراسة بريطانية تقلب المفاهيم حول أضرار العاب الفيديو
بعد سنوات من الجدل حول مخاطر قضاء وقت طويل مع ألعاب الفيديو وما يمكن أن يسببه من إدمان ومشاكل تتعلق بالصحة الذهنية للأطفال والشباب، وبعد أن عززت منظمة الصحة العالمية هذه الآراء في عام 2018 وصنّفت هذا الإدمان ضمن خانة الأمراض الذهنية؛ يعلن باحثون من جامعة أوكسفورد البريطانية University of Oxford توصلهم إلى نتائج تؤكد على أنّ الانغماس في ألعاب الفيديو قد يكون مفيداً للصحة الذهنية، على عكس ما يتصور البعض، وإلى وجود رابط بين ممارسة هذه الألعاب والشعور بالراحة والسعادة وتحسّن الصحة العقلية.
كان القائمون على الدراسة الجديدة قد استخدموا بيانات واستجابات استقصائية شملت 518 لاعبًا من مختلف الأعمار، وتمَّ استطلاع آرائهم بشكل فردي وتحليل أوضاعهم النفسية، كما شارك مطورو الألعاب في رفد الدراسة ببيانات حول عادات اللعب لدى هؤلاء الأشخاص وأوقات اللعب ومدتها؛ وخلص الباحثون إلى أن الوقت الذي يقضيه هؤلاء الأشخاص في اللعب كان مرتبطاً دائماً بالإبلاغ عن شعورهم بالسعادة والرضا حيث يؤكد أندرو برزيبيلسكي، المشرف على الدراسة، على أن اللعب هو نشاط يرتبط بشكل إيجابي بالصحة العقلية للبشر وان منعه يمكن أن يحجب هذه الفوائد عنهم. لأنَّ الألعاب الإلكترونية توفر بديلاً مقبولاً في حالات توقف اللقاءات المباشرة بين الناس خصوصاً في هذه المرحلة الإستثنائية في ظل تفشي جائحة كورونا والخضوع لتدابير الحجر الصحي.
ويذكر أن الباحثين قد ركزوا في دراستهم على لعبتين من ألعاب الفيديو هما فيلم “Animal Crossing: New Horizons” ، الذي صدر في شهر مارس/ آذار الماضي وبيعت منه 5 ملايين نسخة رقمية خلال شهر واحد و “Plants vs Zombies” وهي لعبة إطلاق نار من منظور شخص ثالث، وبيّنت نتائج الدراسة أنّ الأشخاص الذين أمضوا أكثر من أربع ساعات يومياً في ممارسة هاتين اللعبتين، قد أكدوا بإنهم أكثر سعادة وبأفضل وضع نفسي. وقد شدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث المشتركة لتحديد ما إذا كانت هذه الألعاب بعينها هي التي تسببت في تحسين الصحة العقلية أم أنَّ الأمر يشمل كل الألعاب الأخرى .