مقالات

53 عام على إجلاء اخر جندي بريطاني من ارض الجنوب

بقلم/ ناصر الجريري

تحتفل بلادنا هذه الأيام ولا سيما أبناء الجنوب بذكرى 30 من نوفمبر من العام 1967م ذكرى خروج وإجلاء اخر جندي بريطاني مستعمر من ارض الجنوب الحبيب حيث تنفس أبنائه الصعداء جراء سياسة القمع والتنكيل والاضطهاد من قبل هذا المستعمر البغيظ الذي جثى على ارض الجنوب 129 عاما ذاق خلالها شعب الجنوب مرارة الاستعمار والذل من قبل هذا المستعمر.

وهذا يعود بفضل الله عز وجل وبفضل تضحيات أولاءك الرجال والثوار الذين سطروا بدمائهم الزكية اروع وأنبل البطولات والتضحيات الجسام كي يعيش هذا الشعب الأبي حلاوة الانتصار وطعم الحرية من دماء هؤلاء الأبطال والمقاومين ضد المستعمر البريطاني.

ولكن للأسف لم تدم الفرحة طويلاً فحيكت المؤامرات ضد هذا الشعب الصابر ورجالاته وتربعت على حكم الجنوب ساسة وحكام وحكومات جعلوا هذا الشعب والبلاد تمر بمنعطفات ونكبات وصراعات مفتعلة وتصفيات إلى يومنا هذا.. ومانراه من فساد وإفساد، وقتل ٍ واقتتال وضياع للحقوق وذهاب القانون ونهب للمال العام ولمقدرات شعب الجنوب، وتردي الوضع الاقتصادي ببعيد عنا اليوم والحالة التي وصل إليها المواطن لهي اكبر دليل على المؤامرات وسوء الإدارة والسياسة العمياء التي تنتهجها جميع الأطراف والمكونات المسيطرة على زمام الأمور، سواءً في الخارج أو الداخل.
ماذا عملوا وماذا قدموا لهذا الشعب وللمواطن ؟؟
لاشيء …!

لو كان يعلمُ الثوار ورجالات المقاومة ما وصل إليه شعب الجنوب لما قدموا ارواحهم دفاعاً عن ارض الجنوب وشعبها !

لكنها الحمية والوطنية النزيهة والشريفة التي تجري في عروقهم وحب الوطن وتراب الوطن ودفاعا عن عقيدتهم ثمناً قدموه من اجل ذلك ومن اجل حرية وكرامة هذا الشعب الأبي.
ليس كمثل وطنية اليوم وهذا الزمان التي اختلطت بوطنية المصلحة والاستئثار بالسلطة والاستحواذ عليها باسم الوطنية التي، قد دفنت تحت التراب منذ زمن مع المناضلين وثوار 14 اكتوبر و30 من نوفمبر في 67 م.

اما وطنية اليوم والحاضر انظروا الى إين اودت بالبلاد والعباد .. قسموا اليمن الى دويلات وحكومات في الداخل وفي الخارج والاملائات والوصايا تأتي دولية 100% لتقسيم اليمن وخاصة شعب الجنوب وارض الجنوب حيث جعلوه يعيش الصراع تلوا الصراع والنكبات تلوا النكبات هذا همهم ودأبهم الى قيام الساعة، كل ذلك كي لايتحرر اليمن والجنوب ويعيد بناء البيت من الداخل ورص صفوفه بتعاون رجالاته وقياداته الوطنية الشريفة واستثمار عقول شبابه وتسخير ثرواته ومقدراته لصالح الوطن والمواطن، وحماية سيادة اراضية ومكتسباته .

انظروا الى ثورات العالم والدول المتقدمة، حق لها ولشعوبها ان تعيش ذكرى ثوراتها ويفخروا بما قدمه ثوارهم ومناضليهم لانه قد تحقق ماكان يصبوا اليه هؤلاء الثوار والمناضلين لشعوبهم ولآوطانهم من الحرية والكرامة ومن التقدم والتطور والازدهار في جميع مناحي ومجالات الحياة الانسانية الكريمة.

الا الشعب اليمني بشماله وجنوبه لازال يتأخر ويكابد الامرين جراء السياسة الفاشلة الا مسؤولة للدولة وللحكومة تجاه هذا الشعب وتجاه المواطن .
فكلما حانت واقتربت ذكرى الثورات والاعياد قاموا بدغدغة مشاعر المواطن والشعب بالاغاني والاناشيد الوطنية المحمسة للثورة وتناسوا مايعيشه المواطن من ضنك الحياة المريرة والوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب.
فيكفينا دغدغة للمشاعر والاحاسيس نريد دغدغة وانتعاش للوضع الاقتصادي وتثبيت الامن والامان وترك السلاح جانباً والعمل على ترتيب البيت من الداخل لتكون كلمتنا سواء وصفنا واحد وهمنا بناء الوطن والانسان قبل كل شيئ.
فالاوطان تبنى وتزدهر بعقول شبابها ورجالها ومفكريها وليس بكروش منفوخة وعقول خاويه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى