اخبار مميزةالأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

التفاعل الشعبي في ذكرى الاستقلال.. رسالة للتحالف: أزف الرحيل!

لم يعهد اليمنيون الحفاوة بعيد استقلال الجنوب من الاحتلال البريطاني، كحفاوة السنوات الأخيرة، التي تحوّلت الذكرى إلى محطة أمل للشعب خصوصاً والبلاد تمر بأسوأ أيامها في ظل الاحتلال السعودي الإماراتي.
خلال العقود الماضية تحتل ذكرى الاستقلال مكانة، لكن الاحتفاء دائماً رسمياً، بينما شعبياً لا تلاقي الذكرى صدى كهذه السنوات التي تلت الحرب على اليمن، الأمر الذي يؤكد بأن الشعب يريد الخلاص من الاحتلال الجديد، ويرى في الذكرى فرصة لاعادة الاستقلال  للبلاد والتحرير هذه المرة من الاحتلال الجديد للجنوب.
وما يؤكد هذه الفرضية النشاط اللافت الذي تعجّ به وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الأيام، حيث ينكب السياسيون والنشطاء والإعلاميون لتعبير عن واقع البلاد الحالي وربط ما يدرو حالياً بتلك الأيام التي سبقت طرد الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر من العام 1967.
وبرغم البرقيات الرسمية التي عبّر عنها قادة البلاد بمختلف مشاربهم، سواء الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس حكومته معين عبدالملك، أو رئيس المجلس السياسي في صنعاء، مهدي المشاط، أو رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، توالت تلك البرقيات، لكنها برقيات رسمية لا تلامس هواجس الشعب الحقيقية، خلافاً لطريقة الاحتفاء الشعبي، التي تأتي بشكل عفوي غير منظم لكنها تعبّر بشكل حقيقي تنقل مرارة الواقع بكل جرأة وتعكس حالة الشوق الوطني للانعتاق من الاحتلال السعودي الإماراتي الجاثم على البلاد منذ ست سنوات.
كما أن الذكرى أيضاً تعيد للأذهان التجربة التي تلت الاستقلال الوطني، عندما انفردت الجبهة القومية بالسلطة وأزاحت بقية المكونات من الساحة، في سيناريو شبيه بمحاولة بعض المكونات، اليوم، الاستئثار بالجنوب ومصادرة السلطة والثروة بقوة السلاح.
ويتساءل مراقبون هل يتحوّل الحلم الشعبي بتحقيق الاستقلال إلى حقيقة، على غرار الحلم بطرد الاحتلال البريطاني؟، وهل التفاعل الشعبي العريض مع ذكرى الاستقلال مؤشر لانطلاقة عمل تنظيمي لمواجهة الاحتلال الحالي، وهل وصلت رسالة الشعب للتحالف؟ كل الفرضيات تؤكد أنه قد أزف الرحيل بالنسبة للتحالف خصوصاً والتاريخ يعيد نفسه، لكن هذه المرة على نفس الرقعة الجغرافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى