أين ذهبت الحكمة اليمانية؟
بقلم د / إبراهيم الكبسي
عندما لا تكون أهلا لمقولة وشهادة عظيمة قيلت في حقك من قبل رجل عظيم وحكيم، فعندها تصبح هذه المقولة والشهادة وصمة عار على جبينك.
ففي يوم ما، قال فينا نبي الإنسانية والمعلم العظيم والقائد الحكيم المصطفى الكريم محمد صلوات ربي وسلامه عليه: الإيمان يمان والحكمة يمانية. فأين هذا الإيمان فينا اليوم؟ وأين ذهبت الحكمة اليمانية؟
نتقاتل اليوم على الهوية المذهبية ونحن أهل ملة واحدة! نتقاتل على العصبية المناطقية ونحن أبناء وطن واحد! نعيش على الطبقية والسلالية والعنصرية! نعيش على الفساد والمحسوبية والوساطة والغش والرشوة.
يأكل القوي فينا الضعيف ويظلمه ويغتصب حقوقه.
نولي علينا الفاسدين ونرضى بهم ونهتف لهم بطول العمر.
نتعامل بالمدح والنفاق الإجتماعي والتطبيل للفاسدين!
نعشق الكراسي ونقدسها ونتقاتل على من يجلس فوقها!
نقدس الأشخاص والأوثان البشرية ونقدمهم على وطننا!
يظلم حكامنا شعبهم ويقتلونهم ويجوعونهم. نبيع وطننا للأجنبي ونأخذ الأموال منه لتخريب وطننا.
نعامل وطننا كعدو بجريرة أعمال حكامنا الظالمين. نؤذي بعضنا البعض ولا نحسن الجوار والتعايش مع بعضنا. تركنا التكافل فيما بيننا وأصبح شعارنا (نفسي نفسي).
نرمي القمائم والقاذورات في شوارع وطننا حتى شوهنا صورة بلادنا على مستوى العالم ولا نبالي، حتى أصبحت شهرة بلادنا على مستوى العالم بأنها بلد القمامات والشوارع المليئة بالمخلفات.
نعكس الطريق بسياراتنا ونقودها في الطرقات بلا ذوق ولا فن ولا أخلاق.
نتقاتل على الأراضي ويسعى بعضنا لإغتصاب أراضي البعض بالتزييف والتدليس والتزوير.
انتشرت بيننا المخدرات ودمرت عقول شبابنا وجعلتهم كائنات بلا عقل ترتكب الفواحش والمحرمات.
هجرنا الأعراف والتقاليد اليمانية العريقة، بل ورفضنا تطبيق الشرع والقانون على أنفسنا أولا قبل الأخرين وصار شعارنا اللف والدوران في تعاملاتنا.
أضعنا حضارتنا منذ أن أوقفنا عقولنا عن التفكير، ونعيش التيه والضياع منذ مئات السنين ونحن أهل حضارة.
وغيرها وغيرها من الأمور التي لا يتسع المجال لذكرها. بعد كل هذا ألا نخجل من أن نقابل يوما ما من قال فينا (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، وماذا سنقول له؟
نحتاج أن نتحلى بقليل من الشجاعة الأدبية، وأن نجيب بصدق على هذا السؤال الهام التالي: هل لا نزال أهلا لهذه المقولة والشهادة العظيمة؟