العسكريون .. نحو مزيد من المعاناة بسبب انقطاع الرواتب
الخميس, 19 نوفمبر 2020 - 7:08 م
0 138
حيروت -تقرير/ ناصر الجريري
تعد مشكلة انقطاع وتاخر صرف المرتبات لاشهر كثيرة مشكلة عويصة تسببت بمعاناة كبيرة للعسكريين والامنيين سواء القدامى منهم ام المستحدثين , حيث عانى الكثير من العسكريين طوال الفترة السابقة من أوضاع معيشية صعبة في ظل تقاعس الدولة والحكومة عن صرف الرواتب المتاخرة لهم , ناهيك عن الاوضاع السياسية والعسكرية والصراع الدائر هذه الايام والذي يؤثر سلبا على مجريات الامور بشكل عام .
لذا التقينا بعضا من العسكريين القدامى في أبين وبعضاً من الشباب الملتحقين بالسلك العسكري والامني حديثا ( الجدد) واخذنا اراءهم حول حجم المعاناة التي يعانوا منها بسبب تأخر مرتباتهم لاشهر عدة وما اثر ذلك على حياتهم المعيشية في ظل الاوضاع الصعبة الراهنة .
يقول سعيدعلوي احمد وهو عسكري وجندي قديم في القوات المسلحة عن مشكلة تاخر صرف الرواتب للعسكريين شهر بعد كل 3- 4 اشهر بانها مشكلة كبيرة ومعاناة لازمت كل عسكري وكل اسرة حيث عانوا بسببها الكثير وخاصة في الامور المعيشية لهذه الاسر . واضاف : وسبب المشكلة هو تقاعس الدولة والحكومة عن صرف المرتبات بصورة منتظمة لكافة القطاعات والوحدات العسكرية حيث يتم صرف مرتب لشهر واحد بعد كل ثلاثة او اربعة اشهر في انتظار الراتب الاخر وهكذا وهو مايعاني منه اغلب العسكريين بسبب ذلك . اضف الى ذلك الخصم والاستقطاعات التي تطال رواتب بعض الافراد في الوحدات ويصل الى نصف الراتب تقريباً . وناشد سعيد علوي رئيس الجمهورية / عبدربه منصور هادي ان ينظر بعين الاعتبار لحال وظروف هؤلاء العسكريين والامنيين وتوجيه الجهات المعنية بصرف مرتبات الجيش الامن بصورة منتظمة ومن دون تلاعب من تلك الجهات .
وهذا ما اكده الجندي عبده محفوظ الدبش جندي في الامن العام عن حجم المعاناة التي يعاني منها واسرته حيث قال :
ان تاخر صرف المرتبات سببت لي معاناة ولاسرتي فراتب شهر واحد 60000 الف لايكفي قوت شهر بسبب الديون المتراكمة والالتزامات لاصحاب المحلات التجارية وغيرها . واضاف : هذا بالاضافة الى انني كشاب اريد ان اتزوج وافتح بيت ولكن لا استطيع في ظل هذه الظروف الصعبة وفي ظل انقطاع وتاخر الرواتب والتي لاتسمن ولاتغني من جوع . وطالب في حديثه : الدولة ان تقوم بمسؤوليتها تجاه هؤلاء العسكريين وتجاه هؤلاء الجنود من الشباب كي يعيلوا اسرهم ويكونوا مستقبلهم ويقوموا بمهامهم بالشكل المطلوب .
وهذا الجندي م ،أ ، ع في القوات الخاصة يحكي عن المعاناة نفسها التي يعانيها زملاؤه في القوات الخاصة وغيرها من الوحدات العسكرية حيث تحدث قائلاً : والله نعاني ظروف معيشية صعبه بسبب تاخر صرف رواتبنا ومستحقاتنا لاشهر متاخره والكل يعرف ارتفاع الاسعار كل يوم سعر والراتب هو هو 60000 الف لايكفي قوت شهر لي ولاسرتي هذا من غير الالتزامات الاخرى من علاج وكساء وغيرها من الامور .
واشار : وحتى اني لا استطيع ان افتح بيتاً بسبب تاخر المرتبات والمستحقات المتاخرة على الاقل يستمر الراتب , لانريد مستحقات متاخره ولا يحزنون اقل تقدير يقوموا بصرف المرتبات شهريا وبصورة منتظمة اسوة بالقطاع المدني .
كما ان للشخصيات الاجتماعية وللاحزاب السياسية رأي من هذه المشكلة وماتعانيه هذه الشريحة الهامة من شرائح المجتمع .
أ/ علي دهمس علي شخصية اجتماعية معروفة وعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني كان له رأي حول مشكلة تاخر صرف مرتبات العسكريين في كافة القطاعات والوحدات العسكرية . حيث قال : ان مشكلة تاخر صرف المرتبات لهؤلاء وانقطاعها لاشهر مشكلة عويصة وكبيرة وعلى الدولة الالتزام بدفع رواتب الناس وهذه من ضمن الاستحقاقات ولاتدخل في المساومة السياسية , واذا ظل هذا الوضع كما هو عليه سوف يسبب قنبلة موقوته بسبب الجوع والحاجة .
واضاف : فقد تجد اكثر من 15 فردا في الاسرة الواحدة ومعيلهم هذا العسكري او هذا الجندي والذي لايتعدى راتبه 60000 الف ريال وبعد كل 3 اشهر فلا يستطيع ان يتحمل تبعات هذا الامر .
واشار الى بعض الحلول والمعالجات لحل هذه المشكلة منها : على الدولة توحيد مؤسساتها في اطار نظام مؤسسي واحد ومنظم في القطاع العسكري او المدني وضرورة ايصال جميع ايرادات المحافظات الى خزينة البنك المركزي ليتم بعد ذلك صرف مرتبات كافة القطاعات بما فيهم المؤسسة العسكرية والامنية . بالاضافة الى تشغيل وتفعيل الموانئ البرية والبحرية والجوية وتصدير النفط الخام وغيره بالعملة الصعبة ورفد تلك العملة الى خزينة الدولة لكي تسهل عملية صرف المرتبات .
واخيرا على الدولة والحكومة أن تفعل هيئة مكافحة الفساد في كل مرافق الدولة من اعلى مستوى الى ادنى مستوى اذا ارادت حل جميع المشكلات المتعلقة بالوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن وكذلك لحل مشكلة صرف المرتبات المتاخرة للقوات المسلحة والامن .