البحسني وبن عديو.. لمن الغلبة في حرب “بيادق” فساد “الشرعية”؟ تقرير خاص
حيروت- خاص
الحرب الخفية بين محافظ حضرموت فرج سالمين البحسني ونظيره في شبوة محمد بن عديو بدأت تخرج إلى العلن، بعد كيل الأخير اتهامات للأول بالرضوخ للإمارات والتسليم بتعطيلها مطار الريان الدولي، وميناء المكلا.
هجوم بن عديو على البحسني كان قبل حوالي شهر خلال مقابلة على شاشة قناة حضرموت الفضائية التي تبث من السعودية.
بن عديو في المقابلة لم ينسى التفاخر بكيفيه سحق “النخبة الشبوانية”، وطردها من شبوة إلى الأبد، ووصف قياداتها “بأنهم عصابات وقطاع طرق”، وفي حديثه كان أيضا يلمح إلى “ضرورة تفكيك النخبة الحضرمية وأن مصيرها إلى الزوال لأنها صنيعة الإمارات”.
رد البحسني على ما قاله بن عديو لم يتأخر صحيح أنه لم يأتي على لسانه شخصياً، ولكنه دفع بـ”الجوكر” الذي استطاع فعلا أن ينغص عيشة محافظ شبوة، ويفضح على ما يبدو جانباً من فساده الذي حاول إخفاءه تحت هالة المشروعات العملاقة في المحافظة.
مدير شركة النفط في ساحل حضرموت خالد العكبري، استغل إطلالته من القناة ذاتها التي استاسد فيها بن عديو على البحسني، وقدم بالأدلة وثائق على وجود مكتب لشركة النفط بمحافظة شبوة على خط الستين في المكلا، يقوم ببيع نفط المحافظة لتجار من خارجها، ويورد المبلغ لحساب خاص بمحافظ شبوة.
شركة النفط بشبوة، أعلنت الطوارئ وفي إجراء عملي سريع على اتهامات العكبري رفعت خطاب إلى النائب العام بالجمهورية بفتح تحقيق عاجل معه، باعتبار أن ما تفوه به “ادعاءات تضمنت إفتراء وتشهير وتحريض الشارع في شبوة ضد الفرع وموظفيه”.
وأكدت الشركة على حقها في التوجه إلى القضاء و”محاسبة” العكبري على “واقعة التشهير والتحريض وإثارة الفوضى وتكدير السلم الاجتماعي والسكينة العامة”، مبدية استعدادها “لتقديم كافة والوثائق والأدلة التي من شأنها دحض اتهامات العكبري”.
الشارع العام في شبوة وحضرموت ينتظر فصل النائب العام في القضية، وتبيان من هو المدعي ومن هو الجاني ومن هو اللص ومن هو الحرامي، دون ان يبدي البعض تخوفه من دفن القضية في أضابير النائب العام، وعقد اتفاق صلح من تحت الطاولة بين البحسني وبن عديو ولو مؤقتاً.
هي إذا حرب “بيادق” الفساد في الحكومة الشرعية، التفوق فيها مازال لبن عديو الذي يعد أكثر جراءة وصراحة في رفض سياسات “التحالف” ويهاجم الإمارات علانية على تعطيلها مصالح شبوة ومنشأة بلحاف، بينما يلتزم البحسني الصمت تجاه التدهور المريع في الخدمات العامة وانهيار المنظومة الكهربائية في ساحل حضرموت بالذات، ودخوله في صدام مع بن عديو سيسهم في إلهاء الحضارم عن إخفاقاته ومنح أنصاره نفس إعلامي للتغني بـ”انجازاته” الوهمية في انتظار عودته الاستثنائية من الرياض، بولاية ثانية بعد الاتفاق على تشكيل حكومة الشراكة ما بين “الشرعية” والمجلس الانتقالي الجنوبي وكلاهما مع “التحالف” لم يجدوا أجدر منه لإدارة حضرموت بالوعود الكاذبة والكلام المعسل الذي يدغدغ به عواطف الحضارم في موسم الشتاء والصيف.