في ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة .. حيروت الإخباري يجري حواراً مع العقيد / أياد فرحان رئيس منظمة “أحرار”
الجمعة, 16 أكتوبر 2020 - 11:53 م
0 43
حيروت – خاص
أطلت علينا الذكرى السابعة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة لتبعث فينا روح النضال في وقت تعاني فيه بلادنا من ظروف تتشابه والأوضاع السائدة إبان فترة الإستعمار البريطاني , وحتى نقتبس من ألق تلك الثورة العظيمة المباركة , ونعيش مع نفحات من وحيها الثوري والنضالي ضد المحتل الذي يعبث بمقدراتنا , ونلتمس جمال صداها الذي تخطى حدود الوطن ليلامس القضايا العربية والإسلامية , كان لـ”حيروت الإخباري ” شرف الحوار مع سعادة العقيد أياد علوي فرحان رئيس منظمة أبناء شهداء ومناضلي ثورة 14 أكتوبر المجيدة “أحرار ” والذي تكرم بإبداء رأيه حول هذه الثورة المباركة ومدى تأثيرها في أنفس أبناء الجنوب كما تناول حوارنا معه عدداً من القضايا المحلية والعربية والإقليمية في ظل الأوضاع المتوترة التي تعيشها بلادنا ومنطقتنا العربية والعالم بصورة عامة .
حاوره / عدنان الحميدي
س- ثورة 14 أكتوبر , ماذا تعني لأبناء شهداء ومناضلي تلك الثورة العظيمة؟
ج- ثورة ١٤اكتوبر المجيدة عنوان لحضن دافئ كان باكورة مواليدها هو الوطن الذي نعرفه اليوم . أوجدته هذه الثورة بعدما كان مقسماً لأكثر من عشرين كيان . اكتوبر رمز للهوية والحرية والإعتزاز بالإنتماء ومشعلاً أضاء المنطقة, وبوابة المجد لولادة دولة انعشت آمال الأمة بالحرية في وقت عصيب على إثر نكسة ٦٧م.
س- بصفتكم رئيس منظمة أبناء شهداء ومناضلي ثورة ١٤ اكتوبر والتي أتت تجسيداً لروح ثورة اكتوبر باعتبارها تضم أبناء شهدائها ومناضليها ..ماهو موقفكم من التدخل العسكري السعودي الإماراتي في اليمن؟!
ج- من الطبيعي أن نرفض أي تدخلات أجنبية أيا كانت هويتها أو مبرراتها ،فأباؤنا رفضوها قبلنا فكيف نقبل بها اليوم , خاصة وأننا نعلم جميعاً أن هذه التدخلات كانت دائماً وحتى اللحظة لاتأتي لنا إلا بمزيد من الصراعات التي أخرت البلد عقوداً عن التنمية وأبعدته كثيراً عن المكانة اللائقة بحجمه الكبير وتاريخه التليد ووزنه الحقيقي في المنطقة , فبلادنا مارد نائم سعى كثيرون لابقائه كذلك أطول وقت ممكن ,ومايحدث اليوم هو استمرار لهذا التنويم والإبعاد، فالبعض يريدنا أن نكون توابعاً في المنطقة .
“فرحان : ثورة 14 أكتوبر مشعل إضاءة المنطقة وبوابة المجد “
س – كيف ينظر رئيس منظمة “أحرار” لدور المكونات السياسية المختلفة سواء في الجنوب أو الشمال خصوصاً خلال فترة الحرب ؟! وهل تربطكم بهم علاقة ..بمعنى هل لكم تواصل مع المكونات السياسية الفاعلة على الساحة؟!
ج- قد لاتسرك نظرتي لهذه المكونات لأني أراها بصراحة ليست جديرة بأن تكون منتمية لبلد كبلدنا العظيم وشعبه الأصيل،هذا البلد عرف الدولة والنظام والسياسة قبل أي مكان آخر بآلاف السنين ، في الحقيقة , مامن مكون منها قدم مشروعا حضارياً وطنياً خالصاً نقي السريرة يليق ببلاده وتاريخها وحجمها بالمنطقة وصبرها وتضحياتها وطموح شعبها ..إن استمرار تصارع هذه المكونات على السلطة وثروات البلاد ومقدراتها وسعي من تسمي نفسها نخباً سياسية إلى التسابق على الإثراء بصور وأشكال لاتنتهي من الفساد والتربح على حساب معاناة الشعب ، تجعل بلادنا بأيديهم “جوهرة بيد فحام” , وربما هذا الإنحراف عن الصواب والفشل الذريع المتكرر لهذه النخب والمكونات وعبادتها للمكاسب والمنافع الذاتية والمشاريع الضيقة القزمة هو مافتح شهية الطامعين في بلادنا , لكن على الرغم من هذا الواقع المؤلم نتواصل مع كثير من الكيانات وقياداتها لكننا لا نتوقع الكثير منها .
“فرحان : لن نقبل بالتدخلات الخارجية ، ومهما تعددت المشاريع فإن الشعب هو صاحب الكلمة “
س – هل لعبت منظمتكم دوراً في الأحداث الدائرة؟! وأين موقعكم مما يدور في الساحة خصوصا أننا لم نركم تطالبون بالمشاركة في مفاوضات الرياض كما فعلت مكونات جنوبية عديدة؟!
ج- عملنا في السابق ولانزال وسنظل محاولين أن نكون جزءاً من أية جهود تعمل على إيجاد صيغة لحالة وفاق بين إخوة الوطن الواحد..ولو علمنا أن هناك مفاوضات حقيقة بإرادة وطنية مستقلة وبالتالي لها فرص سانحة في النجاح ولو كانت في الصين لذهبنا إلى هناك , نحن نؤمن قطعياً أن أي مفاوضات لايمكن أن تنجح إلا متى ماكان أطرافها أحراراً في اتخاذ قراراتهم ولديهم إرادة حقيقية للتفاوض والوصول للحلول وانجاز السلام .
س- نقلت وكالات إخبارية عالمية عن تردد ضباط من الموساد الإسرائيلي على جزيرة سقطرى برعاية أبوظبي , تزامن ذلك مع إعلان الأخيرة التطبيع مع الدولة العبرية , ورأينا مظاهرات حاشدة خرجت منددة بما يحدث..على ضوء ذلك ,هل تتوقعون تصاعد الغضب الشعبي في الجنوب خلال الأيام القادمة وكيف سيكون لذلك صدى وتأثيرا على القيادات والمكونات السياسية الجنوبية ؟!
ج- شعبنا أصيل فهو اصل العروبة ومنبعها, وتقدير الجار واحترامه واحترام حرماته وتقديس حقوق الجيرة جزء لا يتجزأ من اخلاقياته ، فالروابط المختلفة والأواصر والوشائج والقرابات لايفرط فيها شعبنا وهذا في صلب ثقافته،رغم أن جزءاً كبيراً من مساحة أرضه قد قضمت ,وتعرض على مدى عقود طويلة للظلم والإقصاء والتهميش والنكران ومحاولات الهيمنة من بعض جيرانه ،إلا أنه لايضمر السوء أو الشر لجيرانه ويؤمن بوحدة الأرض والدم معهم , ولهذا تجد شعبنا دائما في مقدمة من يلبي نداء الواجب مع اخوته وهكذا تصرف عندما ناصر الدين الاسلامي الحنيف وكان في مقدمة الجيوش الفاتحة للأمصار والأقطار, وهو نفس الموقف الثابت مع إخوته في فلسطين وبيت المقدس وحقهم في استعادة أرضهم وحريتهم . اليمانيون انخرطوا في النضال الفلسطيني وقدموا تضحيات فيه وهذا يعني أن لامساومة في هذه القضية خصوصاً وأن إسرائيل لاتفهم لغة السلام ، هذا من جانب .ومن جانب آخر لو كان الجيران قد تحلوا بالحكمة مبكراً وانتبهوا لمسألة الأمن القومي العربي التي صارت تشغلهم الآن كثيرا و أعطوا اليمن حقه في الجيرة واستوعبوه ضمن العائلة منذ عقود لربما ماكنا لنصل إلى ماوصلنا إليه الآن، ولكان هذا الخزان البشري الكبير والعمق الاستراتيجي الهام درعاً واقياً للجزيرة في يدها اليسرى وسيفا بتاراً بيدها اليمنى. وبما أن البعض لازال يتكلم عن مفهوم الأمن القومي العربي الذي اشك تماما بوجوده في الوقت الراهن وفي ظل هذه الصراعات البينية المستعرة ,فإن التدخل في بلادنا على هذه الشاكلة الفجة الغير مسبوقة, والسيطرة على رموز سيادته وجزره وموانئه ومنافذه, واقصائه للوجود الرسمي لدولته وغيرها من الممارسات هو نسف لهذا المفهوم وتعرية له بصورة تدعو للسخرية.. اقول لك بصراحة أن صحت هذه المعلومات فإن شعبنا لايمكن أن ينسى هذه الصفعة القاسية والطعنة بالظهر من خلال هذه الانتهازية التي يقابل بها الآن وهو في ذروة انشغاله في هذه الحرب العبثية واثقالها المهولة التي لا يتحملها الا شعب صلب و اصيل, وسينفجر غضبه ولو بعد حين , وانت تعلم أن التغيير سنة من سنن الله التي لايحابي فيها أحد , ودوام حال من المحال,ولنا في تاريخ المنطقة أمثلة عديدة توضح كيف اختفت قوى جبارة فيها وظهرت أخرى بغمضة عين.فهل يعتبرون ؟!
“فرحان : الهرولة نحو التطبيع مع إسرائيل أسقط آخر أقنعة الأنظمة المطبعة ”
س- ماهي قراءتكم للأوضاع العربية والإقليمية بعد التطبيع مع تل ابيب؟!
ج- الحقيقة أن الدول العربية تجني اليوم حصادا مرا، وهو لم يأتي من فراغ،هذه الدول لم تبني شيئا واحدا صحيحا،فهي لم تبني علاقتها بشعوبها بناء صحيحا لأنها لم تبني مستقبلا مزدهرا لها , بل علاوة على ذلك تدمر أسباب وجودها, ولم تبن علاقات بينية صحيحة فيما بينها ,ولم تبن مؤسسات ولا توجد استراتيجية جامعة لها إزاء مايدور حولها , حتى جيوشها وأمنها مرهون بأشخاص ودول اجنبية وليس بمؤسسات وطنية حقيقية ،لا اعتقد أن الحكام والسياسيين العرب لم يقرأوا أو يطلعوا على الخطط القديمة المتجددة التي تحاك على المنطقة، هم يعلمون بها تماما ولكنهم مستسلمون لها بل وينخرط بعضهم فيها على أمل أن يسلم رأسه وكرسيه..وهو عشم ابليس في الجنة..! اعتقد أن الهرولة نحو التطبيع سيسقط آخر الأقنعة لهذه الأنظمة وستجد الشعوب نفسها وحيدة في الميدان في مواجهة موجة الهيمنة الصهيونية القادمة اذا استمر الحال على ماهو عليه لاسمح الله دون أن تقاوم الشعوب هذا الاستسلام المسمى بالسلام مع تل أبيب, فصفعة القرن التي تسعى واشنطن لفرضها على المنطقة هدفها واضح هو تركيع الجميع لسيدة المنطقة دون أدنى منازع وأعني بذلك إسرائيل,ولن تصفي القضية الفلسطينية وحسب بل ستجعل من أبناء المنطقة وثرواتهم ومقدراتهم أدوات ومواد في مشاريعها لتصير أكثر قوة وعظمة..الأخوة في الفصائل الفلسطينية معنيون أكثر من غيرهم بمواجهة الحقيقة المره هذه التي مفادها “أن لا تتوقعوا أي مساندة من الأنظمة العربية بعد الآن أبدا كما تعودتم منذ ستينات القرن الفائت , وربما قريبا لن تحصلوا حتى على مجرد بيان إدانة من الجامعة العربية التي لاتجيد سوى الهراء. وهذا معناه ان عليهم مسابقة الوقت وابرام المصالحة الوطنية سريعا وإعادة النظر جذريا في كل شؤونهم تقريبا , والاستعداد لما هو قادم بواقعية وبصف فلسطيني موحد..ربما في هذه الحالة أن فعلوا ذلك سيخفف هذا آثار هذه التطبيعات على قضيتهم وشعبهم وصموده في وجه القادم وهذا مااتمناه.
س- كيف تقيمون تعاطي كلاً من دولة الكويت وسلطنة عمان مع الملف اليمني؟!
ج- هاتان الدولتان المحترمتان الشقيقتان في المنطقة تمثلان نموذجاً مثالياً يحتذى به لما يجب عليه أن تكون الدول العربية في علاقاتها البينية وانتهز هذه الفرصة لأعبر عن خالص التعازي للكويت الحبيبة شعبا وقيادة في رحيل الأمير صباح الاحمد الجابر وتمنياتي بالتوفيق والسداد لأميرها الجديد حفظه الله .. لقد ارتبطت بهذه البلاد الطيبة بذكريات غزيرة منذ عقود, وشعبنا يحب الكويت لأنها كانت دائما صاحبة بصمات بيضاء في مساعدته دون تدخل او املاءات..الكويت كانت دائما إحدى أهم أيقونات العمل العربي المشترك والساعي الدائم للملمة الصف العربي والتوسط لحل الخلافات ولها تاريخ مشرف في هذا,وأشعر بالسعادة لعودة الدور الكويتي في هذا الشأن لأن المنطقة في أمس الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمن يطفئون الحرائق وليس لمن يشعلونها..اما السلطنة فإني احترم رصانتها وحكمتها وهي ميزة بانيها ومؤسس عهدها الحديث السلطان قابوس رحمه الله الذي استطاع أن يبني دولة محترمة لها ثقلها في المنطقة وأوجد علاقات خارجية تتسم بالاستقرار والتطور ,واعتقد أن الموقف العماني ممايحدث في اليمن هو موقف مسؤول وواعي لأن قيادة ذلك البلد الشقيق تدرك أهمية السلام للمنطقة وماهي حقوق الجار لجاره..إن مثل هذه التدخلات المبنية على نوايا الخير وإصلاح ذات البين بين الإخوة هي التي تكون في محل ترحيب وتقدير واحترام. وهذا ما يجب أن يكون سائداً في علاقات الجيرة وفي العلاقات العربية العربية عامة.
س- هل لديكم مشروع واضح للحل في اليمن وإيقاف الحرب التي أثقلت كاهل المواطن في الجنوب والشمال على حد سواء؟! وكيف تتوقعون يمن مابعد الحرب ؟!
ج- حقيقة ليس لدينا تصور واضح للحل في اليمن لأن الصراع طال وتعقد كثيراً ,لقد خرج عن مجرد صراع سياسي لقوى محلية كما تعودنا في سابق الصراعات،أعتقد أن أول شروط بناء الحل في اليمن هو انتهاء التدخل الأجنبي في شؤونه بكل انواعه, فهذه الحرب القذرة صارت حرباً بالوكالة لها امراؤها ومنتفعيها وطبقات صنعتها وشرائح أوجدتها وحثالات وطفيليات نمت كأورام سرطانية في جسد الأمة وصار بعضها أرقاماً تكتنز مصادر المال والقوة , لكني على أمل كبير أن الأمر لازال بيد الشعب ومادام هناك جهود تبذل لوقفها , صحيح أن التحدي قوي ولكن الشعوب القوية تنتصر في النهاية،بالنسبة للجنوب فإن مايحدث الآن يشوش على البعض الرؤية ويجعلهم مخدوعين بمشاريع لايقبلها عقل, كما أن الشخصنة وعبادة الأشخاص صارت اكبر المشكلات بالإضافة إلى الفوضى والفساد الرهيب,ومتى ما انقشع غبار الحرب ستفهم الناس مايجري . اعتقد ان عين الصواب أن نترك الكلمة الفصل للشعب في تقرير مصيره وتهيئة الظروف لذلك,بدلاً عن محاولة فرض المشاريع السياسية بالقوة..واتمنى ان يدرك الناس أن صيغة التعايش تظل ممكنة متى ما توفرت إرادة تحقيق السلام , ولنا في التجربة اللبنانية مثال ساطع,ولو اني أتمنى أن لا ترتفع فاتورة الدم ونظل نتقاتل ١٥ عاماً كما فعل الاشقاء اللبنانيون ليصلوا لهذه القناعة.
– كلمة أخيرة للعقيد اياد علوي فرحان؟
اقول كل عام وانتم بخير والوطن والشعب بعافية وسلام..أتمنى أن يتحقق السلام، فالتركة ستكون ثقيلة جدا ومداواة الجراح ستطول ، لكن المثل يقول إن صلح هاجس البيت تصلح جميع الهواجس .