غير مصنف

هادي والإصلاح.. هل هما كبش فداء سبب حرب “العاصفة” وهزيمتها في اليمن؟

بقلم/ نصر صالح

الملاحظ، أن الإعلام الخليجي ارتفعت بشدة وتيرة إنتقاداته لمقاتلي ما تسمى الشرعية وحزب الإصلاح بصورة لافتة، وازداد التعنيف العلني لهذه القوى وإعتبارها سببا رئيسا للهزائم في الجبهات واتهامهم بتعمد إفشال العمليات الحربية التي تقودها عاصفة حزم السعودية (ومن ورائها) على اليمن، وأنهما متفقان مع الحوثي في ذلك [وكان كال المحلل والمحرض الحربي الدكتور شليلي انتقادات متلاحقة للإخوان، حيث قال بعد معركة نهم “أن عناصر حزب الإصلاح معنا في نهم بالنهار وبالليل مع الحوثيين”.
فهل هذه الحملة الإعلامية العنيفة على هادي وحزب الإصلاح، المنظمة والمستمرة منذ عام نصف، الغرض منها تلبيسهما وحدهما مسئولية إخفاق حرب “العاصفة” على اليمن، ومن ثم تحميلهما الهزيمة العسكرية كاملة؟ 
.. وهل، ربما، المراد كذلك تحميلهما مسئولية التسبب في شن الحرب على اليمن؟!، حيث أن هادي – كما هو معروف – قد أصدر يوم 24 مارس 2015 بيان إستدعاء “رسمي” لجيوش أجنبية لتشن الحرب على بلاده؟! (استدعى قوات درع الخليج بعذر محاربة الحوثيين داخل بلاده الذين ابعدوه عن السلطة، رغم أن فترة ولايته قانونيا قد انتهت بوجب “المبادرة الخليجية” الصادرة في نوفمر 2011 التي جاءت به إلى السلطة يوم 20 فبراير 2012 لفترة انتقالية محددة بعامين فقط، أي قبل سيطرة الحوثي على الحكم بخمسة أشهر، ورغم أنه قدم استقالته – بعد ذلك – من مهامه قبل نهاية عام التمديد بشهر واحد).
وهل، ربما، لاحقا، قد يحملون هادي أيضا جريمة انتحال صفة رئيس الجمهورية اليمنية وهو قد غادر كرسي الرئاسة في 20 فبراير 2015 (بموجب المبادرة الخليجية وبعد انتهاء عام التمديد له من قبل الأحزاب اليمنية ومجلس النواب اليمني)؟!. 
ومن يدري، فلعلهم ربما يتعللون بأنه لم يخبرهم أنه قد فات عليه أربعة أيام بالوفاء والتمام منذ انتهاء ولايته القانونية للفترة الإنتقالية.. كما لا يُستبعد أن يحملوا قادة الأحزاب اليمنية الأخرى الذين آزروهم في إعلان الحرب على بلادهم، تحت مبرر أنهم هم أيضا لم يطلعوا السعودية قائدة “العاصفة” بأمر انتهاء صلاحية عبد ربه منصور هادي كرئيس لليمن، علما أنهم هم (السعودية) صنّاع “المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة في اليمن – نوفمبر 2011”. وهم – كما هو معروف – أصحاب سلطة الوصاية السياسية على القرار اليمني حتى 21 سبتمبر 2014.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى