عدن .. ساحة صراع وأزمات متلاحقة بدون منتصر
حيروت _ خاص / عدنان الجعفري
مدينة عدن ذات القطعة الجغرافية الصغيرة في جنوب اليمن تعيش في مستنقع صراعات الساسة وتدفع فاتورة حماقتهم بصورة مستمرة عند كل منعطف سياسي لتدفع فاتورة الإختلاف التي تنعكس سلبا على حياة المواطن العدني ويتجرع ويلاتها في عدم استقرار المعيشة وتعذيبهم في ملف الخدمات على مدار العام.
فيما مضى ، قضى سكان مدينة عدن صيفا حارا تسبب في موت كبار السن ومرض الأطفال وأرتسمت الحرارة على جسد كل ساكن في المدينة ورمى الناس بأجسادهم على الأرصفة للبحث عن الهواء بعد مغادرتهم منازلهم نتيجة الحرارة الشديدة.
ومع دخول فصل الشتاء وتعايش الناس مع انطفاء الكهرباء وأصبح هذا الملف غير مجدي بالنسبة لتجار الحرب وبالذات مع تعدل الأجواء ، نلحظ اليوم اللعب على ملف المشتقات النفطية وتمكن المخرج من صناعة أزمة في محطات البنزين بشكل مرتب حيث أغلقت المحطات في يوم واحد وبنفس اللحظة إنتشرت السوق السوداء بأسعار باهظة وصل سعر الدبة 20 لتر إلى أكثر من 15الف ريال.
في كل مرحلة صراع تكون مدينة عدن هي الميدان دون رحمة للمواطن ، والمعارض يلجأ الى إفشال خصمه باللجوء إلى تخريب الخدمات والدفع بأجندته لتعطيل أي خدمات لمدينة عدن وسكانها .
اللاعبان الأساسيان في الميدان في هذه المرحلة هما المجلس الإنتقالي وفريق الشرعية ومع تولي منصب محافظ عدن أحمد حامد لملس يسعى فريق الشرعية الى تشتيت جهوده ورمي الأشواك في طريقه لأجل أن يتعثر ويصنع من المواطنين ثورة تطالب برحيله ، وفي الجهة المقابلة ، أفشل فريق المجلس الإنتقالي جهود الشرعية عندما قامت بتعيين عبدالعزيز المفلحي محافظا لعدن والذي منع حتى من دخول مكتبه وممارسة مهامه ، وهكذا يستمر الصراع دون تحقيق أي انتصار لأي طرف ، غير معاناة المواطنين المستمرة في زمن متصارعين تخلوا عن مصالح الشعب ، وأما المحافظ الوحيد الذي تم التوافق عليه من جميع الأطراف وهو جعفر سعد تم التخلص منه باغتياله قبل أن يحقق أي انجاز لمدينة عدن.