منذ العام 2011م شهدت محافظة أبين جنوبي اليمن حروباً متتالية أكلت الأخضر واليابس على هذه المحافظة المحرومة والتي تعتبر مسقط رأس الرئيس (هادي) والكثير من المسؤولين والوزراء لكن ظلت آثار الدمار منذ وقت اندلاع الحرب الجيش وتنظيم القاعدة.
دمرت تلك الحرب البنية التحتية والمنشآت الرياضية والمرافق الحكومية حتى منازل المواطنين لم تسلم من هذه الحرب التي كان لأبناء محافظة أبين نصيب الأسد فيها بتشريدهم وتدمير لمنازلهم، وتواصلت الحرب على هذه المحافظة المحرومة من أبسط الخدمات وافتقارها إلى مقومات الحياة، حيث شهدت في العام 2015م حرباً ضروساً بين الشرعية والحوثيين , على إثر ذلك عانت المحافظة من غياب الخدمات الأساسية وظل ساكنوها يعانون الأمرين رافضين النزوح مرة أخرى حتى تم تحريرها , ليظن أبناؤها أنهم تنفسوا الصعداء وصنعوا الأحلام الوردية بتعويض أضرارهم وجبر ضررهم وبدء مشوار التنمية , لكن سرعان ماتلاشت أحلامهم بحكومة غائبة ونائمة في العسل ناهيك عن أدوات الأحتلال الإماراتي السعودي الذين جرى دعمهم بقوة من تحالف أرعن ليطلقوا الرصاصة الأخيرة في وجه أحلام أبناء المحافظة .
ولايبدو أن الأمل قريب للمحافظة , فالمعارك التي تدور رحاها بين الشرعية والإنتقالي المدعوم إماراتياً قد عمقت جراح المحافظة التي أصبحت في نظر الجهات المتصارعة كالبقرة الحلوب والوسيلة لبلوغ السلطة.
ومع كل هذه العوامل وغياب أبناء المحافظة وعدم وقوفهم ضد هذا الإقتتال وتنصل المسؤولين عن القيام بواجبهم , يأتي دور التحالف الذي يعتبر السبب الأول والرئيسي لمعاناة محافظة أبين بشكل خاص واليمن بشكل عام فمنذ قدومه كان الداعم بالعتاد العسكري فقط وأطالة أمد الحرب حتى أصبح منبوذاً من أبناء الشعب اليمني الذين يطالبون برحيله , كون أطماعه أصبحت واضحة للجميع والكل يصرخ بصوت واحد فليرحل تحالف الشر , وهنا نؤكد أن الخلاص لأبين وبقية المحافظات لن يتم الا بوجود قيادات صادقة بعيده عن المصالح والأرتزاق.