مقالات

عدن بين طريق الحرير وطريق الحمير !!

بقلم / محمد ناشر 
تشهد مدينة كريتر ازمة اختناق حادة في المياه في المناطق المرتفعة مثل شِعْب العيدروس !؟
بالاضافة الى تردي وضع خدمة الكهرباء !
هذة المدينة المحاطة بسلسلة جبال بركانية من جميع الجهات عدا فتحة بطول 500 متر فقط تبدأ من عند مخبازة المعمري بصيرة الى مستشفى ومحكمة عدن ، تعاني الأمرين !
حرارة زائدة بسبب الموقع وانحباس في صنابير المياه ! وعن الكهرباء حدّث عنها بلا حرج !
قال عنها ذات يوم الشاعر الفرنسي وتاجر الرقيق رامبو الذي سكن امام منارة عدن في رسالة الى خطيبته في باريس :
انها جهنم الأرض صيفًا ولا تطاق !
لجأ سكان المناطق المرتفعة الى تربية الحمير بدلا عن الدجاج والحمام لما وجدوا فيها من فائدة في نقل
( دبات المياه البلاستيكية ) وقدرتها على السير في شوارع الحي الضيقة والمزدحمة والالتفاف على المصدات والترسانات الخرسانية التي اغلقت مدخل الطريق الى الشِّعب بسبب البنك المركزي وهذا سبب آخر لمعاناة سكان الحي الذي يلجأ فيه السكان الى السير عبر طرق التفافية عبر شارع المتحف ثم الزعفران ! تماما مثل تلك الطرق الذي افتعلها الإسرائيليون في مدن الضفة ليصل المواطن صاحب السيارة بعد ساعة ونصف بدلا عن 5دقائق !
نعود الى موضوع المياه والحمير الذي تبدأ الاستعداد فيه لرحلة البحث ونقل المياه في الساعة الثالثة عصراً ، يتم تجهيزها وتحميلها بالدبات البلاستيكية والانطلاق نحو اول صنبور مياه يبدأ بالصب ، وتستمر العملية الى مابعد صلاة العشاء ، ثم تبدأ رحلة العودة الى الجبل عبر عدة مسارات سالكة في سباق مثير مثل سباقات الهجن الخليجية !!!!
محمد عمر حماره يعاني من عرج خفيف ، يصل وقد تسرب حوالي ربع المياه الذي يحملها ، ثم يسقيه الربع ليصل الى بيته نصف الكمية وهي حوالي 40 لتراً ، عملية مكلفة وغير ذات جدوى !
قال محمد عمر لصديقه شهاب علي :
افكر لشراء جاري جمل من سوق الحسوة ! مارأيك بالدخول شراكة معي !
وافق شهاب وذهب الى بيته ليطلب الهكبة سريعا ……
نتوقع بذلك دخول الجمال الى الحلبة قريباً !
فتخيلوا منظر عدن بالحمير والجمال !
بات الطريق من امام منزل رامبو العتيق المحطة الثانية لتجمع حمير عدن ،،، وهكذا تستمر رحلة الحمير لتأمين المياه لسكان حي عريق عجز عن تأمينه مؤسسة المياه ومن خلفها من قوى ودول ، المفترض ان تكون هي المعنية بتوفير الخدمات ،،،،
تعودنا يا سيادة محافظ عدن الجديد سماع نهيق الحمير عصرا ليلا بدلا عن زقزقة العصافير وهديل الطيور !؟؟
وكما قال تعالى في محكم كتابه :
( ان أنكر الاصوات لصوت الحمير )
بعد ان فقدنا الأمل بالالتحاق بمشروع طريق الحرير لا تجعلوا شوارع عدن طرقا للحمير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى