مغامرة الانتقالي في ميناء عدن… “خدمة” للسعودية و”إحراج” للشرعية
حيروت- خاص:
مازال مصير الأموال التي استولى عليها المجلس الانتقالي الجنوبي، من ميناءعدن، مجهولاً، رغم محاولاته تبرير خطوته وتغليفها بمسميات مختلفة. ورغم الحديث عن ضغوط قوية مارسها التحالف العربي على قيادة المجلس افضت الى الالتزام باعادة الحاويات أموال البنك المركزي اليمني إلى الحكومة، إلا أنه لم يرشح من الأخيرة أي بيان رسمي باستلام الأموال واستعادتها كاملة.
قراءء فاحصة في بيان المجلس بعد المغامرة، تفترض تجاوز جزئية وصف الخطوة بأنها كانت “فردية وخاطئة”، والالتزام باعادة الحاويات اليوم إلى الحكومة، والتدقيق في تسميتها بعملية “تحفظ”، يقول المتحدث باسم المجلس نزار هيثم، في بيان، بإنها من باب الحرص على تنفيذ “إتفاق الرياض”، وتجنبا لتسليمها (الأمول) إلى مجموعة الفساد، التي تديرها ما يسمى بالحكومة الشرعية، وتسليمها إلى قيادة قوة الواجب “802” السعودية في العاصمة عدن.
هيثم إذا رمى الكرة في ملعب السعودية، وجعل البعض يشتم رائحة أن الأخيرة أرادات استخدام المجلس لاحراج الحكومة الشرعية، فالأموال إذا لم تكن فعليا في قبضة اللجنة السعودية وهم على الأقل سيشرفون على عملية تصريفها، كما يوضح هيثم لتشمل جميع المجالات لدعم الأمن والاستقرار من خلال دفع المرتبات والمخصصات، وعلاج الجرحى للقطاعات العسكرية والأمنية والتي سيتم البدء في صرفها خلال الأسبوع القادم.
المحلل الاقتصادي ماجد الداعري رأى أن خبر اقتحام ميناء الحاويات ونهب عدة حاويات أموال مطبوعة كانت هناك منذ حوالي عامين تابعة للبنك المركزي اليمني بعدن بالقوة العسكرية “أمرا كارثيا وصادم”.
وأكد أنه إذا كانت قوة عسكرية تابعة للإنتقالي الجنوبي هي من تقف حقيقة خلفه، يعكس تصرفا مليشياويا لايمت للدولة المنشودة جنوبا. مشيراً إلى أن يعني هذا وفاة اتفاق الرياض وخسارة الجنوب والإنتقالي لكل مكاسبه السياسية في الشراكة والسلطة من جهة أخرى.
وتابع بعد هذه العملية قد يحول المجلس إلى جهة انقلابية تضطر التحالف الي معاقبتها وتأديبها بالقوة والتعامل معها كمليشيات متمردة.
وكانت إدارة ميناء عدن قد سارعت لاعلان توقيف العمل في الميناء بعد ما قالت أن قوة تابعة للانتقالي نهب 18 مليار ريال بالقوة.
تحصلت صحيفة عدن الغد على تسجيل مرئي لشحنة الاموال التي استولى عليها المجلس الانتقالي مساء امس قبل ان تستعيدها القوات السعودية.
وتظهر في الفيديو الحاويات وهي سعة 40قدم وهي في طريقها الى مقر التحالف بمديرية البريقة بعدن ترافقها قوة سعودية.
وكانت قوة تابعة للمجلس الانتقالي قد نهبت هذه الاموال امس قبل ان تصدر توجيهات سعودية بتسليمها..