مقالات

تصحيح مفاهيم”9″.. الانكفاء السلبي يعني الموت الفعلي !! بقلم / أزال الجاوي

بقلم / أزال الجاوي
بدأت السلبية في العمل الحراكي منذ ثورة فبراير 2011 م عندما عجز الفكر القيادي في الحراك عن قراءة الواقع والتعاطي معه بموضوعية فتم اختراع مصطلح “لايعنينا” كتغطية للعجز السلبي المفرط الذي انحدر بالحراك من مرحلة الفعل المخيف لطغاة الفاسدين إلى مرحلة ردة الفعل دون فعل حقيقي وصولاً إلى ردة الفعل المتأخر الفاتر الذي لايعتدّ به ولا يحسب له حساب .
 
لم يقف الانحدار عند ذلك الحد  ، بل تدرّج نزولاً إلى مرحلة اللّاموقف من كل شيء ،وهو مايعني في الواقع أنه لم يعد هناك شيء اسمه حراكٌ في الفعل الميداني والعملي فحسب ، ولكن حتى على المستوى الورقي والشفهي على صعيد المواقف من الأحداث التي تدور حولنا وتؤثر علينا بشكل أو بآخر ودون أن نؤثر فيها أو بتعبير أدق أصبح الحراك مفعولاً به بصمت وهو مايعني الرضى المطلق وفق قاعدة ( السكوت علامة الرضى ) .
 
قد يكون الرئيس هادي نجح في احتواء أو إنهاء الحراك دون تقديم أيّ شيء يذكر للحراك ،وهذا مانلمسه من بعض الحراكيين في دفاعهم عن الجرعة كمتلازمة للرئيس هادي رغم أن الواقع يقول أن قرار الجرعة توافقي بين الأحزاب المقتسمة للسلطة والوطن جميعاً وربما يكون في ذلك أيضاً مؤشر لاختراق الحراك واستخدامه كمطية من قبل تلك الأحزاب التي ربما تريد أن تضع الرئيس هادي في مواجهة مع الشعب وتفجير الأوضاع وهو ماعجزت عن فعله في حرب عمران الأخيرة .
 
خلال الأيام القليلة الماضية تعبنا في سعي حثيث إلى إقناع بعض مكونات الحراك أن يكون لها موقف مما يدور في الوطن وعجزت عن التوصل حتى للحد الأدنى وهو “اللّاموقف”  ،وهو فقط أن يقولوا في بيان “أننا مازلنا حاضرين وخياراتنا مفتوحة” دون أن يكون هناك موقف حقيقي لا من الخروج ضد الجرعة والنظام الفاسد أو من مساندتها ، فقط طلبنا أن يقولوا ( إحم نحن هنا ) ولو من باب الهنجمة وإرسال رسالة للعالم أن الحراك مازال موجوداً ولو شكلياً ،وفشلنا حتى في ذلك تحت مبررات أوهى من بيت العنكبوت بل دون أي مبررات سوى دعنا ننتظر لعل الله يضرب الظالمين بالظالمين ويخرجنا منهم سالمين .
 
حالة “اللّاموقف” تلك هي الدالة الأساسية  في أن الحراك ومكوناته انتقلت من حالة العجز إلى حالة الموت وهذا مايجعلنا نقول لابد من إعادة تقييم حقيقية للفترة السابقة من سنوات الحراك لإيجاد بديل حقيقي يعبر ويحمل القضية الجنوبية باعتبارها القضية الوطنية المركزية ،مالم فإننا نفتح الساحة الجنوبية للصراعات المفتوحة المحلية والإقليمية ، أو سيصبح أنصار الله هم الحامل الحقيقي والوحيد لها على اعتبار أنهم القادرون على حملها وهم من دافع عنها بصدق أثناء مايسمى بالحوار وقبله  ،وربما هم وحدهم من سيملك الحل لها مستقبلاً باعتبار أن من يحملها الآن  مجرد موظفين- ربما بالأجر اليومي – عند مترفيّ صنعاء .
 
والله المستعان
من حساب الأستاذ أزال الجاوي على الفيسبوك ,نشرت بتاريخ – 23 أغسطس 2014 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى