مقالات

الجامع بين بيان ٢١ مارس٢٠١١م وبيان ٤ مايو ٢٠١٧م !! بقلم / سامي عطا

بقلم / سامي عطا
مثلما حدث بعد جمعة الكرامة وتحديداً في ٢١ مارس ٢٠١١م، فإنه حدث نفس الأمر في الجنوب في ٤ مايو ٢٠١٧.
في الواقعة الأولى تسلق الجنرال العجوز انتفاضة شباب فبراير وبدأ عدد من السياسيين والكتبة ينعتوه بحامي الثورة ومنها تسللت أحزاب اللقاء المشترك بعد أن كانت تصريحات قيادات فيه تنفي أية علاقة بـ” ثورة الشباب ” وبعد الجمعة الدموية جرى لقاء نظمه السفير الأمريكي وحضره قيادات في أحزاب المشترك وممثلين لطرفي النظام المنشق، وبدأت تتسرب حلول يضعها هذا الطرف أو ذاك ومن تلك المقترحات أن علي صالح طرح في مقابل تسليمه السلطة وخروجه من المشهد السياسي خروج بيت الأحمر وعلي محسن ، ويقال بأن هذا المقترح لقى قبول من جميع الأطراف إلاّ السفير الأمريكي الذي فرض سيناريو أخر ، دخول أحزاب المشترك كطرف وسحب بساط “الثورة ” من الساحات إلى الغرف المغلقة ، ومن أجل إنجاح هذه الخطوة ظهر الجنرال علي محسن ببيان انضمامه لساحات الثورة وساق في بيانه مجموعة تعهدات أخذت بلب الكثيرين ، منها أنه زاهد وعازف عن السلطة، وأنه سينجز مهمته هذه في حماية الثورة وإنجاحها وسيتوارى عن المشهد السياسي بمجرد ما تنتقل السلطة. وخرج مجموعة من السياسيين وتنابلة الأحزاب تشيد وتصفق وتنعته بحامي الثورة وفارسها ورويداً رويداً سحبوا البساط من الساحات إلى الغرف المغلقة ، وحتى هتافات الساحات تغير ، إذ تحول من ” الشعب يريد اسقاط النظام ” ( أي نظام سياسي هو بشقيه سلطة ومعارضة ) إلى هتاف ” إرحل إرحل إرحل ” ومن خلال هذه الخطوة جرى تحول جوهري في أهداف ” الانتفاضة” وتحولت من مشروع ثورة إلى أزمة تم حصرها في رأس النظام والمطالبة برحيله وتوالت انشقاقات شخصيات كانت محسوبة على رأس النظام، وهذا عزز وحول الوضع من حالة غليان شعبي إلى أزمة، تم نقل حلها إلى الغرف المغلقة، ومنذاك تحولت الجماهير من صانعة إلى أدوات يجري تحريكها وتسيير ساحاتها وفق أجندات يجري طبخها وتعد خلف الكواليس.
وفي الواقعة الثانية أو ما جرى ويجري في الجنوب منذ بداية الحرب يتشابه مع ما جرى في ٢٠١١م .
حيث أتضح أن كل حراك شعبي يتوجس منه اللاعب الدولي ويذهب إلى إجهاضه ، ويعد له ” حصان طروادة ” بهدف دك حصونه من الداخل، وإذا كان حصان ٢٠١١م تمثل في تسلل الفرقة وجنرالها ومن وراءه أحزاب اللقاء المشترك، فإن حصان الجنوب أثناء هذه الحرب هي الجماعات السلفية وهاني بن بريك وما تلاه من تأسيس مجلس انتقالي ضم كثير من عناصر نظام ٧/٧ سواءاً تلك المحسوبة على علي صالح أو المحسوبة على علي محسن أو المحسوبة على عبدربه أو حتى محسوبة على أحزاب اللقاء المشترك، والغاية منها وأد القضية الجنوبية وسحب البساط من تحتها وتحويلها إلى أزمة يتم حلها خلف الكواليس والغرف المغلقة.
ووجه الشبه أن انتفاضة فبراير ٢٠١١م انتهت بالمبادرة الخليجية ، وقضية الجنوب انتهت بمبادرة الرياض والمبادرة التكميلية..
وهذا يؤكد أن الناهب الدولي وأدواته الاقليمية يقلقها أي حراك جماهيري شعبوي ويقض مضجعها كل وضع ثوري ، ولذا فإن إجهاض هكذا وضع في المهد يكون في جدول أعماله دائماً، ويحول دون حدوث أي تغيير بإرادات الجماهير، ويسعى إلى جعله تغييراً تسووياً يجري هندسته في الغرف المغلقة وخلف الكواليس ضمن توافقات فوقية بين عدد محدود من الشخصيات الموجودة أو يتم صناعة نجوم سياسية إذا لزم الأمر من أجل تنفيذ أجندته السياسية وتنفيذ سيناريوهاته للحفاظ على مصالحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى