صفوان وأم أحمد .. مأساة إنسانية خلفتها أحداث المنصورة
الثلاثاء, 25 أغسطس 2020 - 3:00 م
0 145
حيروت – خاص / عدنان الجعفري
لم يدر بخلد أم أحمد وهي تجمع حبات البردين وتستلف قيمة باب مدخل منزلها لتبني إمبراطورة حياتها وحلمها الكبير في ستر حالها المعيشي في بيع الحناء حتى تتمكن من سد رمقها وتنفق على فلذة أكبادها ، بأن قذيفة ستنهال على مشروع حياتها وتنجو منها بإعجوبة ، على يد من يفترض أن يؤمِّنوا حياة الناس.
ليلة إشتباكات مدينة المنصورة في محافظة عدن تشكلت كالكابوس على البسطاء الآمنين ، بعد جنون أمني يبحث عن مطلوب أمنياً وسط زحام المواطنين الآمنين في منازلهم منتصف ليل مرعب.
أم أحمد بائعة الحناء أستحدثت أمام منزلها مساحة صغير لا تتجاوز متر مربع ولكنها في نظرها بمثابة قصر مشيد يتناسب مع إمكانياتها فكل ما جمعته خسرته بغمضة عين والجاني مجهول رغم ضجيج الرصاص والقذائف بعد ساعات من الإقتتال ,وذهب المتقاتلون تاركين أم أحمد غارقة في حزنها دون رحمة أو تعويض وعيناها غارقة بالدموع وهي تنظر لبقايا جدار وباب منزل مزقته القذائف ورأس مالها أكياس الحناء منثورة بين الباروت.
لم تكون أم أحمد هي وحدها فالأنين والنحيب والدماء مسفوكة في منزل صفوان الحلاق الذي أخترقت منزله قذيفة وأردته قتيلآ على الفور .
مأساة إنسانية قطعت قلوب الأحياء قبل أن تقطع جسد صفوان وسط أسرته التي تضرجت بدمه المسفوك وتلطخت أيديهم التي أحتضنت جثته وعجزت عن إسعافه نتيجة الإشتباكات ، ليكتب لها القدر مواراة جثمانه لتعود إلى تنظيف الدماء في غرفته المكسوة بالحزن .
مات صفوان وتدمر منزل أم أحمد وقيدت قضيتهم ضد مجهول وعجزت السلطات الأمنية والقضائية ضبط مرتكبي الجريمة كعجز الأسرتين على لملمة حزنهم العميق الذي لم يبارح ذاكرتهم وسيبقى وجعاً اليماً الى نهاية الحياة المثخنة بالألم.