اتفاق الرياض… الشرعية في الهجوم والانتقالي “يترنح” بالدفاع!
حيروت- خاص:
ككرة الثلج عادت اتهامات عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض ما بين قيادات الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي تتصاعد، من الرياض إلى أبوظبي ووصولاً إلى عدن، كل محور يفسر الاتفاق وفقا لمصالحه، وينفخ في كير الخلافات التي يبدو بأنها ستعصف بالاتفاق بتفجير صدام مسلح، وإن كانت معظم المؤشرات تصب في مصلحة الحكومة الشرعية التي تدعمها الرياض التي مازال موقفها غامضا من الانتقالي وإن كان هناك من يرى بأن جهودها لإضعافه وتفكيكه بدأت أكثر وضوحا من ذي قبل.
أحدث مواقف الحكومة الشرعية ضد الانتقالي ترجمها مستشار وزير الاعلام مختار الرحبي، الذي اعتبر بأن تنفيذ بنود اتفاق الرياض يعني انتهاء مشروع المجلس الانتقالي.
الرحبي قال بإن “المجلس الانتقالي لم ينفذ اتفاق الرياض كما فعلت جماعة الحوثي في عدم تنفيذ اتفاق استوكهولم، وفسر ذلك بأن “المجلس يدرك بأن تنفيذ الاتفاق يعني نهاية مشروعه”.
من جهته رأى الخبير العسكري الاماراتي خلفان الكعبي، أن تنفيذ اتفاق الرياض مصلحة لليمن وجنوبه.
وقال في تغريدة على حائط صحفته في تويتر” هل تنتظر الحكومة اليمنية تدخل جريفيث لتدويل القضية ام تتحمل مسؤوليتها وتنفذ اتفاق الرياض والذي رعته المملكة. معتبراً أن “تدويل القضية ليس لصالح الحكومة اليمنية”.
واختتم قائلاً:” تنفيذ اتفاق الرياض مصلحه لليمن وجنوبه , وابعاد التوتر عن المنطقة ويكفي ما يدور حولنا من أحداث، حيث لم نسمع بأعمال قتالية ضد الحوثة”.
بدوره انتقد القيادي في المجلس الانتقالي عادل الشبحي من: “يستخدمون أوصاف ضد المجلس لاتعبر عن رغبة في تنفيذ الاتفاق”، مشددا على أنهم في المجلس “مؤمنون بأهمية الاتفاق وقناعتهم بأنه سيتنفذ مهما سعوا لإعاقته” في إشارة ضمنية إلى الشرعية.
وفي عدن دارت ماكنة تبريرات المجلس الانتقالي للتوقيع على اتفاق الرياض، إذ ربطها رئيس الجمعية الوطنية احمد بن بريك، “بحرص المجلس على قضية الجنوب لتحقيق الأهداف السامية والحفاظ على أمن واستقرار الجنوب”.
حديث بن بريك، جاء خلال مشاركته في حفل إشهار مبادرة “هويتي”، الذي نظمه مركز رؤى للدراسات، اليوم الثلاثاء بالعاصمة عدن، تحت شعار “لن نفرط في معالمنا و آثارنا”، وهناك من فسر ما قاله بإنه امتداد لرؤية مختلفة في التعاطي مع المستجدات أطلقها مؤخرا رئيس المجلس عيدروس الزبيدي بتأكيده بأن الانفصال الان غير ممكن، وبأن السعودية باتت هي الحاكمة الفعلية على الأرض بموجب الاتفاق.
هو تسليم إذن من الانتقالي بكل ما يرشح من تعليمات وأوامر من الرياض، بما فيها التسريع في عملية دمج قواته ممثلة بالاحزمة والنخب ضمن الجيش اليمني، بمعنى القبول بخلع أنيابه، طواعية، والتحول إلى مجرد حزب سياسي، وإن كانت هناك أحنجة مازالت تحاول الالتفاف على بنود الاتقاق من خلال توزيع استمارات ضم وحدات من الأحزمة إلى قوات المجلس كاحتياط لمواجهة التطورات التي بات يخشى منها أكثر من أي وقت مضى، بعد أن اقتنع بأن الإمارات تخلت عنه نهائياً، وأن السعودية تستخدمه كورقة لابتزاز الشرعية تارة وكسب ودها من خلال تظاهرها بأنها تضغط على الانتقالي لينفذ الاتفاق كاملة في نهاية المطاف.