تقارير وتحليلاتمقالات

إنفجار بيروت وتداعياته

بقلم: د.الخضر محمد الجعري

إنفجار بيروت يوم الثلاثاء الماضي تاريخ 4-8-2020م والذي ذهب ضحيته حوالي 140 قتيلاً ومايُقارب 5000 جريحاً عدى المفقودين جاء ليتمم حالات الحصار على لبنان وتدهور العملة وإستهداف لبنان ارضاً وسيادةً وثروةً ومياه .ما جرى من نكبة لا يجب إستبعاد يد المخابرات الصهيونية والغربية عبر عملائهم في لبنان لعلمهم بوجود هذه المواد منذ عام 2014 م ورغم وجود حكومات كانت موالية لفرنسا وأتباعها ,إلا إنها لم تتخذ أي خطوة لمعالجة وتجنيب البلاد ماحل بها من كارثة,بل السؤال هو ولماذا لم يتم الإنفجار طوال الفترة الماضية حتى عام 2020م؟ 

 ان تهديد تدمير البنى التحيه مرفأ ومطار لبنان كان موضوع نقاش في مجلس الأمن في عام 2019م على خلفية اتهام الكيان الصهيوني لحزب الله باستخدام مرفأ بيروت لتهريب السلاح، وردت السلطات اللبنانية باتهام الكيان الصهيوني بتهديد بنيتها التحتية المدنية. و حذرت مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة أمل مدللي من أن الإتهام الصهيوني قد يكون مقدمة لشن هجوم على المطارات والموانئ المدنية في لبنان وبنيته التحتية وهو ماحصل في يوم 4-8-2020م.

إن ماحصل في الجولان من عملية صهيونية وقتل أربعة عناصر بحسب إدعاء الكيان الصهيوني من جبهة المقاومة في الجولان وتحميلها حزب الله وبعدها قدوم وزير خارجية فرنسا ليعرض شروط الخضوع والتخلي اللبناني عن سيادته وقراره المستقل وتسليم الدولة ورقاب اللبنانيين للبنك الدولي وشركات الغرب وبعدها بيومين يتم الانفجار.وبعد يومين من التفجير يصل الى بيروت الرئيس الفرنسي ماكرون مستغلاً وضع الكارثة وحالة الغضب الشعبي وتوجهه الى الشارع مباشرة بهدف تحريض الشارع ضد الحكومة اللبنانية وانتهاك صارخ للسياده بقوله من انه سيسلم المساعدات لمنظمات غير حكومة ونيته وضع ميثاق جديد للبنانيين.. ان هذه الوقاحة هي تجاوز للاعراف الدبلوماسية والبروتكول,  قطعاً لن يسمح لها ان تجري على أرضه في فرنسا.

كما ان تجهيز قوائم بعض النفعيين لقوائم تدعي الى عودة الاحتلال الفرنسي تدل دلالةً تامةٍ على ان هناك برنامج متكامل سياسي ودبلوماسي وأمني واجتماعي واقتصادي.. محضر للبنان.

أن مايجري تمريره من مخطط في لحظة ضعف وكارثة وأزمة مدبرة لا تختلف في تفاصيلها عن مؤامرة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في عام 2005م,وكان زلزالاً لابد أن يحدثوه حتى يذهبوا الى مجلس الامن لإستخراج قراراً اممياً بخروج القوات السورية حماية للكيان الصهيوني واضعافاً لجبهة المقاومة وتشكيل محكمة دولية للتحقيق . وما يحدث اليوم هو زلزال أخر يحاكي زلزال اغتيال الحريري لتمرير مُخطط وصدور قرارات وفرض شروط لإستسلام لبنان وتجريده من سياداته وحرية قرارة المستقل وإستهداف مقاومة الكيان الصهيوني وتجريدها من كل اسلحة الصمود والمقاومة.بل ان نفس التيار الذي كان خلف دعوة تشكيل محكمة دولية يومها هو نفسه اليوم وبشخوصه وتحالفاته يدعي الى تشكيل لجنة تحقيق اجنبية في أنتهاك لسلطة النيابة والقضاء اللبنانيين مع ان هناك جرائم جرت ورفضت بعض الدول تشكيل لجنة تحقيق دولية!!. 

لكننا نعول على الشعب اللبناني وكل أحزابه وقواه الوطنية الحية بأنه لن يساوم على حريته وسيادته واستقلاله في ميزان المقايضة الرخيصة, فشعوبنا العربية دفعت تضحيات جسيمة في طول الوطن العربي وعرضه في ظل سيطرة الاستعمار والهيمنة الاجنبية ونأمل أنها استوعبت دروس التاريخ ومآسيه.

7-8-2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى