مقالات

تصحيح مفاهيم “4” .. هل الوحدة خيار أم حتمية ؟!

بقلم / أزال الجاوي
بعد احداث يناير 86 انهار العقد الاجتماعي المنظم للعلاقة بين الأفراد والفئات الاجتماعية بعد سلسلة من الانهيارات التي بدأت تطفو على السطح مباشرة بعد ثورة ١٤ اكتوبر لتصل الى ذروتها في يناير ٨٦ م , وظهر واضحاً فشل القوى الوطنية في بناء دولة ( اي دولة ) سواء كانت تقدمية او رجعية  , فانهار مشروع الدولة حتى عام ٩٠ لم يتبقى من الدولة إلا نصف محافظة ( ثلاث مديريات ) بتوجه سياسي وإيديولوجي واحد وإقصاء بقية المحافظات والتوجهات السياسية والإديولوجية بطريقه أشبه بصراع وجودي ( حياة او موت ) على صورة نحن او انتم لاغير.
 من ناحية اخرى كانت الدولة الوطنية التي نشأت بعد ٣٠ نوفمبر ومن اول يوم تعتمد اعتمادا كلياً على المساعدات الخارجية وتحديدا علئ دول المعسكر الاشتراكي التي وصلت الى استنتاج بعد كارثة عام ٨٦ الى استحالة اقامة دولة في الجنوب بعد ان تم انهاء وتدمير ثلاث إدارات او ثلاث دول هي :
١- الدولة التي تركها الإنجليز بكادرها الذي تم تصفيته وتشريده كاملاً .
٢- الدولة التي ساعد في انشائها الصينيون لتنهار بالمجمل بعد الإطاحة بالرئيس سالمين.
٣- الدولة التي تم انشاؤها  على عجل من قبل السوفييت والمعسكر الشرقي بعمل شبيه بخطة مارشال في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية , فقد تم بناء البنية الاساسية على عجالة ( مصانع , ورش , مرافق … الخ )
وكذا تأهيل كادر بصورة مستعجلة حيث تم أخذ ناس من الريف لا يحملون اي شهادات ابتدائية او حتى تعليم اساسي عرفي ( معلامة ) ليتم تأهيلهم في أكبر الجامعات والأكاديميات الاوربية الشرقية وسرعان ماتم القضاء على تلك الدولة وكوادرها جميعاً او تشريدهم بعد احداث ياناير ٨٦ .
أيضاً في نهاية عقد الثمانينات بدأ المعسكر الاشتراكي بالترنح والاهتزاز بقوة متجهاً نحو الانهيار وهو الداعم الأوحد للدولة الجنوبية التي بدورها كانت في حالة انهيار وعدم قدرة على ايجاد بدائل محلية داعمة او انشاء عقد اجتماعي جامع مرضي للجميع .
عام ٩٠ لم تكن عاطفة الرئيس البيض ولا نضال الشعب اليمني في الشمال والجنوب كما يزعم كثيرون هي السبب الوحيد في تحقيق الوحدة بل الواقع الداخلي وكذا القناعات الدولية للمعسكرين الشرقي والغربي ( اصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي في عام 88 بياناً أيد فيه الوحدة بين الشطرين قبل الاتفاق على الوحدة بين النظامين ) التي ترسخت انهُ لا مناص من الوحدة للخروج من حالة فشل الدولتين في الشمال والجنوب وانهُ لاخيار الا جمع المتعوس على خائب الرجاء كمخرج وحيد بعد الفشل الداخلي وكذا تبديد الدور الدولي في المساعدة لإنشاء دولة في اي من الشطرين .
منذُ عام ٩٠ الى يومنا هذا لم يتغير اي شي على المستوى الداخلي ولا على المستوى الدولي حتى تزول حتمية الوحدة كي يصبح الانفصال خيارا , فما زال واقع الخصومة والتناقض الداخلي في الجنوب قائم ان لم نقل أن الشقوق تزايدت رغم شعار التصالح والتسامح والذي لم يترجم الى عقد اجتماعي ينهي حالة التصادم ويؤسس لحالة تناغم ووئام وانسجام اجتماعي يمكن ان يؤسس لدولة .
“خلاصة”
“الوحدة كانت ومازالت حتمية وحتى اشعار آخر”
من حساب الأستاذ أزال الجاوي على الفيسبوك , نشرت بتاريخ  21 يوليو 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى