الأخبارمحليات

صحافي جنوبي يحدد الأطراف التي أبعدت الرئيس ناصر عن المشهد السياسي

حيروت- خاص

حدد صحفي جنوبي الأطراف التي كان لها دور في إبعاد الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد من صنعاء من المشهد السياسي عند قيام الوحدة عام 90م، وبعدها. 

وقال السقلدي في منشوراً له على الفيسبوك” الحديث عن إقصاء الرئيس ناصر من المشهد السياسية لم يكن موقفا للاشتراكي فقط، بل أن قوى ما بعد حرب 94م كان لها ذات الموقف وأشد تطرفا تجاه الرجل، بسبب خوفها من أي دور له بعد تلك المرحلة خصوصا وأنه يتمتع بصفات كبيرة تفتقرها غيرها من القيادات الجنوبية الأخرى، -والدليل على ذلك بحسب السقلدي – أن الرئيس ناصر لم يعد إلى صنعاء وظل خارجها  في منفاه حتى اليوم برغم إخراج الاشتراكي من السلطة بل من الوطن كله قبل ربع قرن.

كاشفاً السقلدي في الوقت نفسه عن محاولة اغتيال تعرض لها الرئيس ناصر عند زيارته عام 96م إلى عدن، وعودته إلى مفتاه عبر البحر، بحسب زعم السقلدي.

وكان الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد، قد تحدث لاول مرة عن اشتراطات خروجه من العاصمة اليمنية صنعاء في العام 1990 .

ونقل السياسي شفيع العبد عن ناصر اشتراط القيادات الاشتراكية لإخراجه والقيادات الأخرى من صنعاء مقابل اتمام الوحدة.

ناصر لاول مرة تحدث عن ذلك مؤكدا صدقية الرواية .

كان العبد قد تحدث عن هذه الواقعة بالقول :” رفض الآخر والنضال لشطبه من الخارطة السياسية نمط سلوكي لدى البعض انتجته تراكمات تاريخية لها علاقة بالاستحواذ والهيمنة المستندة لحالة نقص مركب.

عند توقيع اتفاقية الوحدة كان هاجس حكام الجنوب وقتها اخوانهم من الطرف الخاسر حرب 86 المنفيين في صنعاء، واشترطوا اخراجهم من اليمن قاطبة وحرمانهم من ممارسة حقوقهم كمواطنين باعتبارهم خطر على الوحدة والديمقراطية.

لم يكتفوا باشتراط اخراج علي ناصر واحمد مساعد ومحمد علي احمد، بل اضافوا اليهم الدكتور ناصر العولقي الوزير في حكومة الشمال، وأصروا على حرمانه من التواجد في حكومة الوحدة، رغم انه على حصة الشمال لا الجنوب.

هي ثقافة متراكمة اساسها نزوات الاستحواذ والهيمنة وفق لون جغرافي أكثر منه سياسي.

المشهد يتكرر اليوم بطلب اخراج الميسري والجبواني من أي تشكيل وزاري قادم.

لاعلاقة للأمر إذن بالقضية الوطنية جنوبا رغم بريق الشعارات والعناوين العريضة التي تدعي كل شيء لكنها في حقيقتها ومضامينها لا تؤدي إلى إلا وادي واحد لا يقبل الشراكة ولا يغذي إلا نزوات الذات الأنانية المسكونة بعداء مطلق للآخر.

لاحظوا انه في كل مرة يتم التركيز على الأسماء للانتقام منها أكثر من التمسك بالاهداف والشعارات المرفوعة.

ليس للأمر هنا علاقة بالنبش في الماضي الأليم للتشفي بقدر ما هو للتذكير من منطلق ان التاريخ يمنحنا العبرة والعضة بصورة مجانية تحتاج قليلا من العقل حتى لا نعيده بصورة أكثر مأساوية.

وجاء الرد من علي ناصر موضحا بالقول:”

العزيز شفيع

ماذكرته عن خروجي وخروج القادة الآخرين مؤكد تماما.

بالنسبة لي فقد خرجت في يناير ١٩٩٠ بعد الصفقة التي تمت بين العليين. اما الأخوة احمد مساعد ومحمد علي احمد وعبد ربه منصور وعبدالله علي عليوة واحمد عبدالله الحسني فقد استدعاهم الرئيس علي عبد الله صالح إلى الرئاسة قبل اعلان الوحدة وقال لهم أن الأخوة في عدن لن يدخلوا صنعاء وانتم موجودين فيها ودفع لكل منهم ٣٠ الف دولار ليتوجهوا إلى الهند او إلى مصر أو إلى اي بلد آخر وبعدها سيقدم لهم المساعدة طالما هم في الخارج أو انهم سيعودون بعد أن يرتب لهم الأمور في وقت لاحق.

فقال له محمد علي احمد: انت تآمرت وفرطت بالرئيس علي ناصر وتخلصت منه وتريد الآن التخلص منا.

فقال له علي عبدالله صالح: انت كاذب فأنا لم أتخلص من علي ناصر.

فرد عليه محمد علي احمد: بل انت الكاذب.

وكاد ان يؤدي ذلك الى اشتباك لولا تدخل بعض العقلاء.

ورفض محمد علي المبلغ وغادر الاجتماع.

وعندما علمت بالمشكلة تواصلت من دمشق مع العميد علي محسن الاحمر واخبرته ان يبلغ الرئيس بأنه اذا أصرّ على خروج الاخوة القياديين فانني سوف اتخذ موقف ضد هذا القرار الذي يهدد الوحدة الوطنية واليمنية لاننا كنا شريك أساسي سياسيا وعسكريا وجماهيريا، وأن ذلك يتعارض مع الاتفاق الذي تم مع الرئيس علي عبد الله صالح قبل مغادرتي لصنعاء في يناير من عام ١٩٩٠م.

وعليه تم الاتفاق على ان يغادروا صنعاء وليس اليمن وتم ذلك.

اما محمد علي احمد رفض الخروج من صنعاء واتصل بي في الساعة ١٢ ظهرا يوم رفع علم الوحدة ٢٢ مايو وقال لي: ان كان هناك من يستحق التهنئة اليوم بالوحدة ورفع علمها فهو انت وليس الآخرين، لان اسمك ارتبط بالوحدة واتفاقياتها ودستورها وبأمن واستقرار اليمن.

واتذكر في ليلة ٣٠ ديسمبر ١٩٨٩ حينما كلف علي عبد الله صالح احد الاصدقاء بابلاغي بان عليّ ان اغادر صنعاء، وبأن علي عبد الله صالح اتفق مع البيض على اخراجي من اليمن وان علي ان احزم امتعتي وارحل من صنعاء لانهم لن يدخلوا صنعاء وانا فيها.

احسست حينها ان علي اتخاذ قرار متوازن وغير متسرع لاخراج الموقف امام عشرات الالاف من الناس الذين كانوا ملتحقين بالقيادة الشرعية وامام الملايين من ابناء شعبنا والاصدقاء والاشقاء والتاريخ. وكتبت بيانين في الاول اعلنت تنحيّ عن العمل السياسي والثاني تشكيل حزب جديد بدلا عن الحزب الاشتراكي- القيادة الشرعية.

وفي الصباح التقيت بالرئيس علي عبد الله صالح في مقر القيادة العامة وقلت له بأن رسالتك وصلت بشأن الصفقة التي تمت على حسابنا بخروجي من صنعاء. واذا كان ذلك سيخدم الأمن والاستقرار في اليمن بعد الحروب التي مرينا بها فلا مانع، ولكن لديّ اربع مطالب:

١- إصدار بيان من إذاعة وتلفزيون صنعاء أشرح فيه أسباب خروجي.

٢- تشكيل حزب جديد.

٣- ترتيب أوضاع الملتحقين بالقيادة الشرعية في كافة مؤسسات الدولة المدنية والامنية والعسكرية.

٤- معاملة أسر الشهداء أسوة بأسر شهداء الثورة.

مالم فإنني لن أغادر صنعاء، وقد قبل بذلك من أجل إخراجي.

وانا لا أريد بهذا الكلام أن أنبش آلام الماضي بعد التصالح والتسامح ولكن هذا للتوضيح والتاريخ رداً على استفساركم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى