مقالات

بعد 35 عاماً من اختفائه .. مصمم البنك المركزي وطيران اليمنية يظهر في صنعاء

بقلم / جميل الصامت

ثلاثة عقود ونصف قضاها المهندس/احمدسالم مقبل السروري مخفيا قسرا في احد السجون السرية لنظام صالح الاجرامي .
السروري ظهر فجأة في صنعاء تم التعرف عليه واعادته الى قريته في بني شيبه جنوب محافظة تعز ،دون ان تذكر اي تفاصيل حول عملية الوصول اليه او معرفة مكان تواجده ،وربما ان ذلك سرا لم تستطع الاسرة البوح به لئلا يدفع بالكثير للبحث والمتابعة عن ذويهم المخفين قسرا خلال الحقبة الممتدة مابين 1977م وحتى 1994م ،فتعرف الجهة التي ارشدت اليه او المكان الذي خرج منه ..؟!

ظهور السروري ،يفتح ملف الاخفاء القسري في اليمن خلال تلك الحقبة من حكم صالح وزمرته ،وهنا يجب على اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات الانتهاك لحقوق الانسان المسارعة لتوثيق حالة السروري ..

الذاكرة الشعبية مشحونة بملفات الاخفاء وحوادث تميزت بها مرحلة نظام صالح .
خلال ثورة 11فبراير ملأت صور الشهداء والمخفين قسرا لعقود الساحات ،لتشهد اليمن ابشع عملية محاكمة لنظام تلوثت ايدي رموزه بالدم وغرق بين جثامين الضحايا التي كانت وقوده للحكم .

وعندما اندلعت المواجهات هبت الجموع لدك معاقل ذلك النظام وهدم سجونه واقبيته سجانيه الغير مشروعه ،ولعلنا شاهدنا وتابعنا كيف كان اللهف وراء تتبع ماتتعرض له تلك السجون والاقبية ،وكيف كان التحفز لمسح تلك المواقع ونبش متعلقاتها ليس بحثا عن كنوز انما للبحث عن مايدين ذلك النظام مما ارتسم في الذاكرة حولها .

سقط الامن السياسي بتعز فراجت الاخبار عن وجود سرداب الى مقبرة الاجينات والسبب انه لم يعثر على اي مما كان الكثير يبحث عنه .
سقطت الفرقة الاولى مدرع فراجت الاخبار عن وجود اقبية فيها تحوي جثامين قادة حركة 15 اكتوبر الناصرية 1978م .
وكلما سقط قصر او معقل تتردد اخبار مشابهة ،وتتناقل الناس تلك الاخبار كتعويض عن حقيقة غائبة عنهم .
ذووا الضحايا مايزال كثير منهم على امل في ان تكشف الايام لهم اسرار كثيرة .

ظهور مصمم البنك المركزي وشعار الطيران اليمني المهندس مقبل السروري بعد 35 عاما من الاخفاء القسري في سجون صنعاء يكشف لنا عن ملف مايزال مفتوحا لم يغلق بعد ولم تجر فيه اي تحقيقات ومايزال بانتظاره عدالة انتقالية مشرعة للجناة يعترف فيها الجناة بجرمهم ويقدمون اعتذارهم وينصف الضحايا ويعوض ذووهم بمايسمى جبر الضرر ..

المخفي السروري كان رساما ماهرا ومهدسا بارعا تم اخفائه قسرا خلال مرحلة شهدت ضراوة ضد الناصرين وكل من يحاول التذكير بالشهيد الحمدي برسم او صورة او تذكير بموقف او الاشادة بانجاز ..
السروري ليس الوحيد ولن يكون الاخير ربما انهيار منظومة الحكم لصالح وزمرته فتحت الابواب لخروج كثير من المخفين من اقبية وسجون سرية ،وتم اطلاق بعضهم الى الشارع نظرا لعدم وجود ملفات لهم .
ازعم ان هناك بعض من هؤلاء تغيرت ملامحهم وفقدوا ذواكرهم وصعب على اسرهم معرفتهم .

يبقى امام الفريق/علي محسن الاحمر ،وغالب مطهر القمش ،ومحسن اليوسفي وعلي الانسي ومحمداليدومي ،وكل الضباط المقربين من صالح ودوائر حكمه تبرئة ذممهم ومكاشفة الناس وطرح الحقائق عن المخفين قسرا ..؟!
فالاخفاء القسري لم يعد من اسرار الدولة بقدر ما يشكل جريمة لايعف منها حتى من لديه علم او وثيقة ..

الروايات لاتكاد تتوقف عن جرائم نظام سقط .
احد الشهود بلغ به العمر مبلغه لكنه ظلت صورة لاتفارق مخيلته عن واقعة شهدها تمثلت بدفن كوكبة من خيرة من انجبتهم اليمن احياء مكبلين جرى قذفهم في حفرة وطمرهم بالغراف …؟!
الرواية منقولة عن رجل مسن من ابناء المحويت كشف عنها لشخصية مهمة بعيد ثورة 11فبراير فاعتبر سقوط نظام صالح غضب إلهي حل به قادته اليه جرائمه وكان شاهدا على حادثة دفن الاحياء في احدى مناطق صنعاء …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى