الثورة .. الدولة .. الرؤية الوطنية
بقلم /حسين زيد بن يحيى
.. ما يحسب ويميز ثورة 21 سبتمبر 2014 انها اولا أطاحت بالقوى التقليدية (القبلية + العسكرية + الدينية) التي حكمت اليمن لأكثر من ستة عقود ، وثانيا باطاحتها بالقوى التقليدية الرجعية هدمت أركان نظام الوصاية السعودية الأمريكية الذي كان يعتمد عليها أدوات لحكم اليمن طيلة العقود الست الماضية ، وثالثا ان قوى ثورة 21 سبتمبر من الحراك الجنوبي وانصار الله وثوار 11 فبراير قوى جديدة مرجعيتها الفكرية يسارية ثورية وكذا انتمائهم الطبقية .
كل تلك العوامل دفع قوى الوصاية إلى خيار التدخل الخارجي المباشر لإسقاط الثورة من خلال عدوان 26 مارس 2015 ، الاعتماد على العمق الشعبي للثورة في المواجهة والصمود افشل العدوان وجعل من إمكانية إسقاط الثورة مستحيلا ، أبعد من ذلك مع استمرار العدوان أخذ عود الثورة في التصلب رغم حداثت قوى الثورة وافتقارها للخبرة واندساس قوى الثورة المضادة فيما كان يسمى ( اللجنة الثورية العليا ) التي لم تستطيع ان تعبر تعبيرا حقيقيا عن قوى الثورة وتطلعات جماهير الثورة في دولة مدنية حديثة قادرة وعادلة ، تلك الثغرة لفتت انتباه قوى العدوان ومنعا من تكرار تجربة الثورة الإيرانية في التخلص من بقايا النظام الشاهنشاهي أثناء معركة الثمان سنوات جاء تفضيل خيار احتواء الثورة من الداخل .
المنطق الثوري السليم في مواجهة العدوان الإمبريالي الصهيوني الرجعي حتم على قيادة ثورة 21 سبتمبر الانفتاح الإيجابي مع دعوات رص الصفوف لمواجهة العدوان ، انطلاقا من ذلك كان القبول بشراكة قوى النظام السابق (المؤتمر الشعبي + اللقاء المشترك) وتشكيل المجلس السياسي الأعلى حرصا على تمتين الجبهة الداخلية ، خيبة قوى العدوان انها اعتمدت على قوى تقليدية رجعية لأحداث ثورة ولهذا كان الرفض الشعبي لانتفاضة عفاش وسقوطها في 2 – 4 ديسمبر 2017 ومن ثم تداعياتها في تمرد ياسر العواضي .
للحيلولة دون انتصار الشعب اليمني في معركة التحرير والاستقلال بدأت مرحلة جديدة واخطر للالتفاف على الثورة من خلال العناصر المتسلقة للثورة ، كان المفترض بعد سقوط فتنة عفاش العودة الى خيار الثورة ، شعار التحول إلى (الدولة) مطية استخدمتها قوى الثورة المضادة لإسقاط الثورة من الداخل، لاخلاف التحول من الثورة إلى الدولة مطلب شعبي ولكن عبر أدوات الثورة من خلال دستور جديد مستفتى عليه يفضي إلى انتخابات رئاسية ونيابية وحكومة الشعب الحره المستقلة ، ثم اننا وهذا مايؤكده دوما في خطاباته قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي اننا في معركة التحرير والاستقلال وهذا يتطلب برنامج ( مرحلة التحرر الوطني ) ، فكانت كذبة ( الرؤية الوطنية لبناء دولة الحديثة ) قفاز ناعم للانحراف بالثورة والمسيرة ، وعوضا عن بناء الدولة الوطنية المستقلة المعبرة عن طموحات جماهيرها من المستضعفين والكادحين تجري عملية إعادة إنتاج للنظام السابق وهذا ما يعيق اليوم قيادة الثورة في استكمال معركة التحرير والاستقلال وهو ما يؤخر اليوم رضى الله وإتمام نصره كما حصل مع الثورة الإسلامية في إيران …
اللهم إني بلغت اللهم أشهد .