مقالات

حتى اشعار آخر..!

 

وضاح اليمن الحريري

مازالت أصداء توسع قوات الانتقالي الجنوبي شرقا في حضرموت والمهرة، تتحرك في أروقة السياسة وبين السياسيين وفي الشارع العام، محليا واقليميا وبالتاكيد دوليا، ليقيمها كل وفق حساباته، الحالية والمستقبلية، سواء على مستوى الدول أو القوى والجماعات او حتى الافراد، داخليا وخارجيا، بتوقعات واحتمالات تعود للتقدير المتوقع، المبني على التحليل والمعلومات، انطلاقا من فكرة كيفية التعامل مع هذه الأزمة والكفاءة في ادارتها ولكل اساليبه ومناهجه وطرقه في ذلك.

لا تبدو كل الخيارات مرة، عند الحلول التوفيقية، لكن الشغلة مرتبطة اساسا بالأسئلة الصعبة، التي يواجهها الجميع، بالأخص الجهات الداخلة وأطراف هذه الأزمة، لا أتوقع أن يقول أحد ليس هناك أزمة، لقد جاءت لجان ووفود وعقدت اجتماعات وجرت اتصالات، لكن حتى هذه اللحظة لم تمارس اي ضغوط متبادلة، واضحة او معلنة في الظاهر او ملموسة، هذا يعني ان تقديرات معقدة تجري لرسم الوضع القادم، بأساليب يمكن ان تكون تقليدية او غير تقليدية، تحشد الطاقات من أجلها وتعد العدد ( بضم العين الثانية).

يتداخل في خضم الأزمة، البسيط بالمركب، لأن الأثر والابعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والأمنية هي جانب مركب، بينما الطموحات والآمال والتوقعات هي البسيط المختلط بالمركب، لذا نقول إن من الارجح أن من سيفوز هو من يستطيع التخلص من التشويش، ليفصل بين التبعات والأثر وبين الطموحات والتوقعات، بالتأكيد لا أقصد هنا التأثير سلبا على انصار موقف ما، كان من جمهور الانتقالي الجنوبي او الشرعية او المملكة السعودية او غيرهم.

يمضي الانتقالي الجنوبي منفردا في اجراءاته، بلسان حال يقول ( الفرصة مواتية واللحظة قد لا تتكرر)، اما الشرعية وانصارها كما يبدو في لحظة غيظ لايوصف، لأنها مقيدة عن اتخاذ قرارتها منفردة، المملكة وعمان يتصرفان بهدوء تاركين المسألة للوقت، لكن مع قرارات شبه جاهزة ومحسومة ستنفذ في وقتها المناسب.

إذن ما الذي يحدث بالضبط؟!

الذي يحدث كما اتابع هو:

١. الانتقالي الجنوبي يضغط، لكنه لا يعرف يقينا الى اي حد يؤثر ضغطه.

٢. الشرعية تبحث الامر مع اخرين متعددين وترتب أوراقها، هذا أكيد

 

٣. المملكة تدرس الاحتمالات والقرارات، لأنها أكثر المؤثرين واكبرهم في مسار ومصير اليمن.

٤. عمان تجهز حالها بالبقاء في دائرة التأثير والنفوذ لاحقا.

٥. الأمارات تفكر الى أي حد ستستطيع ان تذهب بعيدا عن السعودية.

٦. قوى أخرى تنتظر الخلاصة وفق مقدار اهتمامها باليمن.

٧. الجمهور والمواطنون كل ينتظر وينظر وهو في بقعته او مساحته السياسية المتاحة.

٨. الحوثي يتحرك بمقدار ما يحققه من تسويات مع السعودية وفق توازنها مع المصالح الايرانية.

ما ذكرته لا يعني إننا المشكلة الوحيدة في العالم، العالم يمتلئ بمشاكل ومنازعات لاحدود لها، قد نكون في اوضاعنا الحالية اقلها أهمية عند الغير، عدا الجانب الانساني.

طيب، ما الذي سيحدث قريبا؟!

لا استطيع القول هنا أبدا ( حتى اشعار آخر..!).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى