قوة الرد على ترامب ونتنياهو
الدكتور/ الخضر محمد الجعري
لم يتأخر الرد السعودي على تخرصات ترامب ونتنياهو في مؤتمرهما الصحفي الذي حاولا فيها التشويش بلؤم وحقارة على موقف السعودية وبقية الدول العربية والإسلامية واظهارهم أمام شعوبهم بانهم موافقون على اطروحات ومخطط ترامب بشأن تهجير سكان غزة والتطبيع ..في موقف يدل على عدم احترام للسعودية كقيادة بل وإظهار بانهم موافقون على كل ماقاله في محاولة لدق اسفين بين السعودية وشعبها وبقية الشعوب الاسلامية التي تناصر قضية شعب فلسطين بدون تحفظ وكخلخله للموقف السداسي للدول العربية الذي انعقد في الأسبوع الماضي في القاهره ورفض مشروع ترامب لتهجير سكان غزه إلى مصر والأردن.
ان الوضوح الذي اتسم به بيان وزارة الخارجيه السعوديه والذي لم يتأخر وجاء سريعا بالتأكيد على عبارة ان موقف السعو دية من حل الدولتين واضح وثابت وراسخ عبارة تدل على الحنق من قبل القيادة السعوديه على محاولات اقحامها وكأنها مفرطة..بحق الشعب الفلسطيني الذي يخوض مواجهة ضد المشروع الصهيوني- الامريكي نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية باعتباره الخندق المدافع عن الجميع ضد الهجمة الصليبية- الصهيونية التي تستهدف الأمتين العربية والإسلامية و تصدر للعالم خطاب الدجل والتضليل والباسه ثوب محاربة الإرهاب و إحلال السلام..
ان الموقف الجديد للدول العربية منذ اللقاء السداسي في القاهرة الاسبوع الماضي قد بدأ يطور نفسه من خلال هذا الموقف السعودي القوي ونتمنى أن يسمع ترامب موقفا مماثلا اثناء زيارات الملك عبدالله بن الحسين والرئيس عبد الفتاح السيسي في قادم الأيام لواشنطن او في زيارات ترامب للمنطقه ..
ان هذه المواقف الجديده تعبر عن الموقف الشعبي العام الرافض لمخططات واشنطن وتل ابيب
وتكسب هذه الانظمة العربية شيئا من الالتفاف الشعبي حول مواقفها الواضحه والصريحة بعد أن تأثرت سلبا اثناء الحرب على غزة التي كانت مواقف الانظمة العربية مخزيه وانتقلت إلى مواقف الحياد أمام العدوان الصهيوني الامريكي على شعب محاصر منذ ١٧ عاما.. ولم ترتق الانظمة العربية إلى مستوى الشارع العام في العالم أو الى مستوى مواقف دول امريكا اللاتينية المبهرة التي قطعت العلاقات مع الكيان الصهيوني وباركت قرار محكمة الجنائية الدولية باعتبار بنيامين نتنياهو و يواف جالانت مجرما حرب ومطلوبين لمحكمة الجنائية الدولية بسبب فظائع الإبادة الجماعيةالتي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني اثناء الحرب على غزة منذ أكتوبر ٢٠٢٣م وعلى مدى ١٥ شهرا..وكان لجمهورية جنوب أفريقيا الدور العظيم و الابرز في رفع القضية وتبنيها في محكمة العدل الدولية..
ان على السداسية العربية وفي مقدمتها السعوديه ان لا تكتفي بماقامت به حتى الآن بل ان عليها ان تخطواخطوات اكثر قوة بالدعوة إلى مؤتمر قمة عربي ومؤتمر قمة لمنظمة التعاون الاسلامي لتسند مواقف السداسية العربية برفض التهجير واسناد كفاح الشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة بموجب قر ارات الشرعية الدولية..واسماع الصهيونيين ترامب ونتنياهو مواقف واضحه وصريحة وان مخططاتهما ليست قدرا بل بالعزيمة والتلاحم لدول المنطقة يمكن افشالها وبسهوله..وان هذاالاصطفاف وحده قادر على ان يجعل ترامب يعيد.حساباته..وان أي تهاون او تفريط في هذه القضية سيجعل الطريق سالكا لاكمال مخططات ابعد من قضية فلسطين نفسها.