سنبقى أسفل القاع مادمنا نقدس ولاة أشرف من فيهم فاسد مستحي …
بقلم / عفراء خالد الحريري
بعد يقيني بأن هذه البلد لايستطيع الحياة فيها إلاّ المنافقين والمنافقات والكاذبين و الكاذبات (المرتزقة) أولئك اللذين واللواتي جعلوا وجعلن حياتنا بلا معنى وبلاقيمة وبلا كرامة، أولئك اللذين واللواتي كالذباب نجدهم ونجدهن في إدارات مجلس الرئاسة وإدارات مجلس الوزراء ومجالس القضاء ودواوين النيابات و المحافظة ومكاتب المأمورين والمدراء ومكاتب القادة العسكرين و الامنيين و معسكرات الاحزمة الأمنية ومباني الهياكل التنظيمية للمجلس الإنتقالي والدنو من دبلوماسيين ودبلوماسيات وقادة أحزاب بإس لهم ولهن والتسول للأكادميين والأكادميات….إلخ، لأني إذا عددت كم سأعُدد أولئك اللذين واللواتي أحالوا قيمنا إلى قُمامة وأستهزأوا بنا بإنّا وباللهجة الدارجة(مزايدات ونغرد خارج السرب ولن نجد موقع ولا منصب لنا وإننا زناطات وقائمة طويلة من النعوت …)فأصبحنا غرباء وأعدادنا قليلة وتهلل غبطة وفرح السلطة السياسية والتنفيذية والقضائية كلما قل عددنا أكثر لأننا لن نوقظ ضمائرها من غفوتها تجاه كلُّ إنتهاك للحريات والحرمان من الحقوق، مطلوب منا بأن نتطبع مع بقية القطيع في قطاع وسائل التواصل الإجتماعي مستعرضين عضلاتنا و عالية اصواتنا ومغترين بأفكارنا هناك في ذلك القطاع، حتى تجاه غزة علينا تكييف مشاعرنا وأحاسيسنا مثلما يقرر كفيل القائد الهُمام و كفيل الوالي الأول في مجلس الثمانية العِظام”بكسر حرف العين” وكفيل عنترة الشاب رئيس حكومة وظيفتها الأساسية الحصول على الراتب وماتيسر وتعسر من المال الخاص والعام وماقد تراه العين من رواتب الموظفين والمتقاعدين( رجال ونساء من العوام) و بيع مايحوي باطن الأرض وسطحها في ظل تواطؤا من علاه وصمت من معاه، وسير بقية حاشية السلطة التنفيذية المحلية على نفس خطى السلطة التنفيذية و المجلس الرئاسي في فساد المال و التعيينات بحسب مؤهل النفاق، وتجد التخبط في ذلك المؤهل إذ أن من يحصل عليه يشتغل في كلُّ شيء( الاعلام، الحقوق، السياسة، التدريب،..إلخ) بدون معايير وشروط وخبرة تراكميه وكفاءة يكفي أن تكون صاحب مؤهل نفاق عالي و تجيد فن التطبيل للمسؤول الأصغر كالمأمور إلى الأكبر كالمحافظ او الوزير فالأكبر منهم رئيس الوزراء ثم رئيس المجلس الرئاسي واعضاءه، لذلك لم يعد يؤثر في هذا الهيكل الوظيفي السياسي أي حديث عن فساده حتى وإن كان بالدليل لأن حاشية النفاق ستقوم بمهمة الدفاع عنه ببسالة طالما و الأفواه مكممة بالعطاء و بسخاء إلى الحد الذي يشعر به ذلك المسؤول بأنه طاهر وشريف ويصدق نفسه ويمشي مختال فخورا ويُصدقه المنافق فيجعل من كفه المبللة” كف المسؤول” بكد وتعب ورزق البسطاء كف بيضاء ويده الملطخة بالدم تفوح برائحة المسك، وإذا تغير موقعه و جاء بعده ذهب المنافق يعزف سيمفونية التمجيد للمسؤول الجديد ….وهكذا.
والمضحك في الأمر بأن أولئك المتسلقين والمتسلقات نفاقًا وكذبًا على أكتاف الشرفاء يثرثرون ويثرثرن عنهم وعنهن( في حين أن كلُّ العلاقة سلف ودين) #صنعت جميل معي، فأعدته لك#
ولاوجه للمقارنة بين منافق ذليل و صادق شجاع” رجل أو أمرأة” فلامساومة في المبادئ والقيم والأخلاق من أجل أن أكون في منصب وموقع في المديرية او المحافظة او الوزارة او الرئاسة وأنا لاأستحق لان قدراتي لاتسمح ولن تسمح
هذه المعادلة التي ترتكز عليها التعيينات في هذه البلاد و دوران عجلة الفساد لانها تدور بهذا النفاق والتدليس والغش والتطبيل ومع كلُّ دورة ولفه تسحق معها كثير من حقوق الناس وتأخذ معها ناس على نفس العينة و الشاكلة فتتسع رقعة الفسادين والفاسدات على حساب كلُّ شيء معناتنا وحقوقنا وتضحياتنا.
يدرك الموظف بأن مسؤوله فاسد فيقول له:” أنت أشرف من أشتغلت معه” فيترقى في الوظيفة ويتبعه غيره …وهكذا وأمثال هؤلاء هم من جعلوا من مسؤولينا أصنام ليعبدوها ويطوفون حولها، ثم يريدون أن يتحدثون عن الحرية وحرية الرأي والتعبير و حقوق الإنسان والديمقراطية…والخ، و المضحك بأنهم يكررون بأن الغرب الكافر مازال أفضل منهم؟! ( أتحدث عن الشعوب+ الحكام بمعزل عن قضية غزة)، بون شاسع بين الشهادة المشتراه والوظيفة بالنفاق والوساطة والمحسوبية ومسح الجوخ، وبين الشهادة بالدراسة والعلم والصدق والأمانة والشرف والقيم والأخلاق فالأول أضاع بلد بأكملها وتركها في قاع الجهل والتخلف والآخر رفعها إلى أفق التطور والتقدم، نحن سنبقى في أسفل القاع مادمنا نقدس ولاة أشرف من فيهم فاسد مستحي