مفاوضات الرياض .. تباينات جنوبية تطفو على السطح
حيروت ـ تقارير
تباينات في الأراء والمواقف وجدل يسود بين الأوساط السياسية الجنوبية إثر الإعلان عن بدء المفاوضات بين السعودية ووفد الحوثيين الذي توجه يوم أمس إلى العاصمة السعودية الرياض رفقة الوساطة العمانية .
المجلس الانتقالي الجنوبي ، بدوره ، أصدر بياناً ، أمس الجمعة ، جدد فيه موقفه المرحب بالمبادرة السعودية للسلام التي أعلنت في مارس 2021م ” ، مشيراً إلى حرصه على ” تحقيق عملية سياسية شاملة ومستدامة تؤسس لحوار غير مشروط لضمان معالجة جميع القضايا وفي طليعة ذلك الاقرار بقضية شعب الجنوب” ،وفق البيان .
” قضية شعب الجنوب ” التي لم يوضح ماهيتها البيان الرسمي ، تلتها تغريدة للقيادي في الإنتقالي ورئيس جمعيته الوطنية ، أحمد سعيد بن بريك ، والذي أعلن تأييد مجلسهم للتحالف ” في تحقيق سلام دائم وإيقاف الحرب نهائياً ، شريطة أن ” يتم تحقيق مطالب شعبنا في فك الارتباط ” ، وفق تعبيره .
هذا الموقف الذي أعلنه الإنتقالي الجنوبي ، قوبل برد جنوبي آخر يدحض المزاعم التي تحملها عبارة ” مطالب شعب الجنوب” ، والتي درج المجلس وقياداته على استخدامها في البيانات والتصريحات ، إذ أعلن مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي ، وفق أمينه العام ، القيادي / أزال عمر الجاوي ، دعم وفد صنعاء في المفاوضات الجارية في الرياض .
هذا التأييد لصنعاء من مكونات جنوبية يتصدرها مجلس الإنقاذ الجنوبي ، بدا محدد المعالم ، بعبارة أخرى ، فإن هذا التأييد والدعم مرتبط بقدرة وفد صنعاء على حسم الأمور الجوهرية المتعلقة بالكيان اليمني ككل ، والمتمثلة ، بحسب الأمين العام للإنقاذ أزال الجاوي ، في استعادة السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني وتحقيق سلام دائم وشامل وعادل وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً تحت سقف الوحدة الوطنية اليمنية وبما يرتضيه الشعب دون تسلط أو إكراه او استقواء بالخارج أو تبعية ” .
وكانت وكالة رويترز قد كشفت ، نقلاً عن مصادر طلبت عدم نشر أسمائها ، أن المحادثات بين السعودية والحوثيين تركز على إعادة الفتح الكامل للموانئ التي تخضع لسيطرة الحركة ولمطار صنعاء ودفع أجور موظفي القطاع العام من عائدات النفط وجهود إعادة الإعمار ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من اليمن.
وفي حين تتجه أنظار الساسة صوب العاصمة السعودية الرياض ، فإن الشارع الجنوبي كشقيقه الشمالي يترقب بشائر أمل تعيد البسمة إلى الوطن اليمني الذي أثخن بالجراح والمعاناة والتمزق ، وتضع عن كاهلهم تداعيات الوضع المعيشي المتردي الذي أفرزته الحرب المستمرة منذ مايقارب التسعة أعوام .