مقالات

ماذا قال لي صديق قادم من إحدى دول الخليج؟

 

الدكتور- الخضر محمد ناصر الجعري

في عام 2014م التقيت شخصاً صديق  قادم من  إحدى دول الخليج وجلسنا في مقهى على حافة الشارع  ونتبادل الحديث عن الاوضاع  وماهي المآلات في المستقبل. فبادرني بفكرة انه لا مخرج للجنوب الا بان تنفرد كل محافظة بنفسها واراني فيديو يظهر فيه رتل طويل من السيارات التي تستخدم كاطقم.وسألته يتبع من هذا الرتل؟ قال تبعنا نحن نشتغل على هذا, قلت انت تتكلم عن فصل كل محافظة في الجنوب لحالها وماذا عن الشمال؟ قال يبقى كما هو. قلت له انا ارفض هذه الفكرة لان فيها تمزيق للحمة الجنوبية واضعاف للجنوب بينما  الشمال يبقى موحداً.

كان هذا الحديث قبل عام من حرب 2015م وغزو الجنوب.

اليوم مايجري في المحافظات الجنوبية من تشكيل مجالس قبلية يعيد بي الذاكرة الى ذلك اللقاء وماطرحه من فكرة, بل ان ماقاله يتحقق بالمسطرة تماماً برضى قوى محلية ودفع من أحزاب يمنية وبمباركة اقليمية.وسواءاً المنخرطون في هذه التكتلات التي تريد إعادة عجلة التاريخ الى الخلف مدركون لخطورة مثل هذه الخطوات ام لا يدركون.لكن مايُلاحظ بان اغلب المنخرطين اما كانوا مسؤولين او منخرطون في احزاب يمنية او على علاقة بعتاولة النظام  اليمني..

فاين كانوا في ذلك الوقت من معاناة الناس والإهتمام بمصالحهم كما يدعون اليوم من هدف التشكيل؟

لماذا لم يعارضوا ممرسات النظام اليمني بحق ابناء الجنوب ولم يشكلوا تكتلات او مجالس لرفض سوء الاحوال المعيشية واقصاء ابناء الجنوب من الوظائف وحرمانهم من التعليم وحق الصحة والمنح الدراسية ونهب الثروة والبسط على الاراضي وتشريدهم في كل اصقاع الارض ؟

لماذا انخرط البعض في الفساد ولم يتألم لاحوال ابناء منطقته وجيرانه بل وحتى أقاربة؟

لماذا السير في مخطط جهنمي يهدف الى تشظي الجنوب فقط ؟

نصيحة لبعض المشائخ والشخصيات الاجتماعية الذين لم يتلوثوا خلال العقود الماضية بان حافظوا على مكانتكم ونظافتكم وسمعتكم فهي لا تقدر بثمن فالمال والمنصب يزولان أما الصدق فيبقى,فحبل الكذب كما يقال قصير, وغداً سيكتشف الناس الفجائع ..عندها ستدعي الناس لأمر هام  يستدعي توحُد الناس ووقفتها فلن يسمع لك أحد لان الناس قد جربوك وخبروا مصداقيتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى