لو كانت شمس كانت بانت أمس !!
بقلم / وضاح اليمن الحريري
إنهم يركضون إلى الخلف، في المناطق التي لا تخضع لسلطة الحوثي في اليمن، المناطق التي تعرف بالمناطق المحررة، منها المحافظات الجنوبية، التي تكاد تقترب بسرعة من تسمية الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية، إذ قد نفاجأ عندما نصحو ذات صباح، بأننا لسنا يمنيين، او حتى جنوبيين، بل جنوبيين غربيين عرب وجنوبيين شرقيين عرب، يمكن إزالة مفردة عرب ايضا إذا أقتضى الأمر، من الوارد والمحتمل لاحقا، أن يتباين الوضع وينشطر، إلى جزيئات أصغر، كما في علم الذرة.. وما أدراك ما علم الذرة.
عودا إلى لب الموضوع، بقضية إنهم يركضون إلى الخلف، وجدت إنني وقد يكون هناك غيري، قد مررت بأغرب عيد من أعياد الأضحى المبارك، إذ لم يمر يوم من أيامه إلا وحدثت فيه حادثة قتل، اتكلم عن عدن العاصمة، بدون اسباب مفهومة تقتضي حصول الحادثة، في وقت يشاع فيه أن الوضع العام، خال من أي شوائب والأجواء نقية والأحوال على ما يرام، هذا في تناول الحوادث الفردية، اما على المستوى العام فنكهة العيد، انقسمت الى عدة أمزجة، بالاستناد إلى البعدين الإجتماعي والإقتصادي، بآثارهما الفئوية والطبقية، التي تتكرس تمايزاتها مع كل يوم يمر، تاركة ندوبا واضحة على وجه كل مشروع سياسي، بدرجات متفاوتة.
كي ندرس ونفهم أثر هذه الندبات، علينا ان نتحسس عمقها وسمكها ونزيفها، الذي تسببه وستسببه، خفوتا او سطوعا، كتمانا او علنا، لم يعد من الخفي على الناس اليوم، ان وضع الجنوب، لا يحسد عليه، الجنوب الإفتراضي، المتروس بالمدنية، المتخم بالعدالة والمساواة، إلى آخره من هذه التسميات، ضربه فيروس خطير للغاية، من الصعب مكافحته، لكم ان تسموه كما تشاؤون، مع احتمال ان يكون هناك أكثر من فيروس، يعني مشكلة معقدة ومركبة، ستتسبب في ضياع هذا الجنوب الإقتراضي، اي ان المعادلة بضياع الافتراض تسير بلا هدف، كذلك لن تحقق اي محصلة.
قال الشاعر: الخيل والليل والبيداء تعرفني، بينما وهم يركضون إلى الخلف، لم تجد الشرعية لها اي مكان للإعراب، في الجملة اليمنية، إلا وسبقتها، اداة جر او إستثناء او نصب أو جزم، هي في وضع لابد ان تسبقها فيه أداة ما، لتساعدها على الحضور، ولو من باب الحضور ذاته، ملحوقة بمضاف إليه، هو المعترف بها دوليا، الإضافة المذكورة قد تسقط عنها عما قريب، بفعل اي تفاهمات إقليمية مسكنة، ينقلب فيها الحال، كما تقول اغنية المرحوم كرامة مرسال، كذا تلقين يا الدنيا… ترفع فوق يا طارف، الشرعية بتركيبتها الفسيفسائية، إذ تستقوي بعض مكوناتها على بعضها الإخر، ليس بالمواقف الوطنية، لكن بمقدار الارتباط بالخارج، ليصبح كل شئ في حال ارتهان، رغما حتى عن الخارج نفسه أحيانا.
ماذا يريد كل هؤلاء.. إنهم يركضون إلى الخلف وبمهارة منقطعة النظير.