مقالات

اللقاء التشاوري للانتقالي: لا تسأل عن سوق أنت وارد إليه

 

بقلم / وضاح اليمن الحريري

سينعقد تاريخ ٤ مايو ٢٠٢٣م اللقاء التشاوري للجنوبيين، الذي دعا له المجلس الإنتقالي الجنوبي، داعيا مجموعة لا باس بها من المكونات الحزبية والمدنية والمجتمعية في الجنوب، حيث تتعدد الاحتمالات حول مضمون ومخرجات هذا اللقاء التشاوري، إذ لم يعلن رسميا حتى هذه اللحظة بحسب علمي، عن أدبيات اللقاء والمساعي التي يتوخاها، إذ تتفاوت التكهنات عن الأهداف غير المعلنة للمجلس الانتقالي، من خلف تنظيمه وترتيبه للقاء، وإن كان ابرزها حضورا بحسب تغريدة رئيس جمعيته الوطنية احمد بن بريك، بما معناه ان المناسبة تأتي في اطار ضم المكونات الجنوبية في إطار المجلس الانتقالي، بينما قال آخرون إنها فرصة للمشاركة في صنع القرار الجنوبي والاتفاق ولو مبدئيا حول مستقبل الجنوب وكيفية الوصول إليه وتحقيقه.

وبين هذا وذاك، وبين تعدد الآراء، تفاوتت ردود الفعل والحماسة تجاه هذا النشاط فهناك من سار به إلى اقصى ما يستطيع باعتباره أمرا مصيريا وحاسما تجاه الجنوب، وهناك من لم يعره اهتماما او تغاضى عنه متعمدا، لأسباب مختلفة ومتباينة، لعل اكثرها تعبيرا ما يرتبط بالتوقيت لانعقادة، لملاحقة الاجراءات والتفاهمات السعودية – الحوثية وقبل فوات الأوان، ليفرض الانتقالي وجوده على طاولة المفاوضات كتعبير وحيد ومشروع عن الجنوبيين، مع التحفظ على ان ذلك لن يكون صحيحا حتى ولو نجحت فعالية اقامة اللقاء.

يبدو لي ان الفعالية ستنعقد بأي حال، حاملة بين طياتها اهدافا متفاوتة سواء للمشاركين فيها او الممتنعين عنها او حتى غير المدعوين إليها، رامية حجرا في المشهد السياسي اليمني الراكد منذ سنوات، منذ اندلعت الحرب وتعطلت الحياة السياسية تماما من حينها، بقضية ذات ابعاد سياسية، عموما كل يراها من منظاره وتصوراته ومصالحه ايضا، هي القضية الجنوبية، المختلف حول النظر الى حلولها بين اطروحتين رئيستين هما دولة الجنوب المستقلة او الإطار الوطني اليمني بما يعيد للجنوب اعتباره في الدولة الإتحادية.

ولان الَمجلس الإنتقالي صار يمثل اداة واضحة لاطروحة الدولة الجنوبية المستقلة، من ناحية المقولات التي يتبناها، سعى لحشد التعبيرات السياسية المتعددة عنها، في ابتلاع كبير ومحاولة مستميتة لهضم كل تناقضات المصالح في المجتمع الجنوبي على الأقل، التي من الطبيعي ان تكون موجودة فيه كغيره من المجتمعات البشرية، بطريقة من الوارد ان تكون سببا لتمزيق أحشائه من الداخل في مرحلة لاحقة، كما حدث لأكثر من شكل سياسي شمولي في العالم، هذا من ناحية، اما من ناحية ثانية يعتبر الانتقالي فيها شريك في السلطة من اعلى الى ادنى مستوياتها، كما يمثل دورا فاعلا في صناعة القرار السياسي والعسكري للدولة في المناطق المحررة، الامر الذي جعل منه صاحب بالين، الاول منهما في اتجاه الجنوب والاخر في اتجاه الاستجابة لرغبة دول التحالف، خصوصا السعودية والإمارات، في محاولة لاستجلاب او فرض توجهاته عليهما بدون إعلان، وامام المفاضلة بين أكثر من خيار لتقرير مصير الجنوب وخط سيره، قد لا يتبقى له من خيارات فعلية ومقدور عليها، في نطاق لعبة دولية معقدة، سوى ان يسير في اتجاه حل وسط، رغب به او لم يرغب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى