هل تقرب المصيبة بين الأسد وأردوغان؟.. وماذا عن العلاقة بين الرئيس السوري ونظرائه العرب؟
حيروت _ وكالات:
لم تعلن العديد من الدول العربية حتى الآن عن تقديم مساعدات لسوريا رغم الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، بل لم يقدم البعض تعازيه للرئيس السوري بشار الأسد في وقت تمت فيه تعزية أردوغان.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في مصر حامد فارس، إن هناك دلالة واضحة على قيام بعض الدول بتقديم واجب العزاء لتركيا فقط وليس لتركيا وسوريا وهي أن التوافق مع الحكومة السورية لا زال غير كامل وبه الكثير من الاختلافات.
وتابع: “هناك دول ترفض أن تكون هناك علاقات مع حكومة بشار الاسد حتى وإن كانت هذه العلاقات غير سياسية و دبلوماسية أو حتى إنسانية في لحظه كارثية ووضعية صعبة وهو وقوع زلزال أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا والأبرياء”.
ونوه بأن بعض الدول لا ترغب في التقارب مع سوريا بأي حال من الأحوال حتى وإن كان هذا التقارب بسبب ظروف قهرية وكارثة طبيعية (زلزال).
وأشار إلى أن هذه الكارثة الإنسانية كبيرة ترتبط بين دولتين يوجد فيما بينهما خلافات سياسية حادة وشديدة، وبالتالي فإن الكوارث الطبيعية من الممكن أن تجمع ما فرقته السياسة، خاصة أن هناك عناصر وقواسم مشتركه بين سوريا وتركيا من حدود مشتركة ودين وعادات وتقاليد تجعل من هذه الظروف سببا رئيسيا لإذابه الخلافات السياسية بينهما، وتعظم النظرة الإنسانية بعيدا عن الصراعات والمكاسب السياسية التي تتحقق على حساب الشعوب.
وقال فارس إن هذه الفترة قد شاهدت تقدما ملحوظا في أحداث انفراجة حقيقية في العلاقات التركية السورية، بعدما لعبت روسيا دورا محوريا لتقريب وجهات النظر بين الطرفين والعمل على إذابة جبل الجليد المتراكم والتي نجحت السياسة الخارجية الروسية في إحداث اختراق به.
من جانبه، قال الباحث المتخصص في الشأن التركي محمد ربيع الديهي، إن العلاقات التركية السورية تشهد نوعا من التدهور في ظل قيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورغم إعلان الأخير نيته للتصالح مع سوريا عن طريق وساطة روسية إلا أن عملية التصالح لم تشهد تقدما ملحوظا حتى الآن وفي هذا السياق تسعى روسيا مؤخرا إلى دعم التصالح بين تركيا وسوريا وفق عدد من المعايير السورية.
وتابع الديهي: “حادث الزلزال وتقديم المساعدات إلى سوريا هو أمر بحاجة إلى النظر من الدول المانحة لإن الواقع يفرض أن سوريا هي الأكثر احتياجا للمساعدة عن الجانب التركي الذي لعب دورا مزعزعا للاستقرار في سوريا، ومن هنا لا يمكننا الحديث حول أن عدم تقديم المساعدات لسوريا سوف يكون بمثابة دفعة لتحسين علاقاته مع الطرف التركي، بالعكس الحكومة السورية لها مجموعة من المطالب والاشتراطات التي لن يتخلي عنها من أجل إقامة علاقات كاملة مع تركيا خاصة والحكومة السورية ترى أن أردوغان يسعي من خلال هذا التصالح لاستغلال والمتاجرة بالأزمة السورية وتحقيق مكاسب شخصية، فضلا عن أنه محاولة منه للتمصل من الاتهامات التي يوجهه له السوريين”.
المصدر: RT