الأخبارتقارير وتحليلاتعربي ودوليمحليات

الأزمات الدولية: المفاوضات بين صنعاء والرياض تؤسّس لحرب جديدة

حذرت مجموعة الأزمات الدولية (ICG)، من تداعيات المحادثات بين السعودية وجماعة الحوثيين،” أنصارالله” في القنوات الخلفية، التي لن توقف الحرب المستمرة منذ نحو ثماني سنوات، بل قد تؤدي إلى انهيار شامل للأوضاع والدخول في مرحلة فوضوية من القتال المتجدد.

وقالت المجموعة في تقرير  بأن المحادثات الجارية بين السعودية  الحوثيين، في حد ذاتها، لا يمكن لها أن تنهي الأعمال العدائية، بل قد تزيد منها، خاصة إذا ما كانت “نتائج المحادثات غير مجدية، أو سخية جداً للحوثيين، كما حصلوا عليه من فوائد من الهدنة، فقد يشجعهم هذا على التهرب من مفاوضات شاملة مع بقية الأطراف اليمنية خاصة مجلس القيادة الرئاسي، ما سيؤدي إلى مرحلة فوضوية جديدة من القتال”.

وأضاف التقرير بأن أي اتفاق بين السعوديين والحوثيين قد يقنع هؤلاء الأخيرين بقدرتهم على تجنب المفاوضات مع مجلس القيادة الرئاسي، مما لا يبشر بالخير فيما يتعلق بآفاق الحوار الوطني الشامل بين كافة الفصائل في الساحة اليمنية.

وأكد بأن المسار الحوثي السعودي يمثل مأزقاً محتملاً للأمم المتحدة واللاعبين الدوليين الآخرين الذين يسعون إلى إنهاء حرب اليمن، ويجب على المنظمة الدولية البدء في إرساء أسس المفاوضات التي تشمل جميع أطراف النزاع، فهذا هو الوقت المناسب، “إذا كانت الأمم المتحدة ستبدأ مناقشات تهدف إلى تسوية سياسية شاملة، فمن المرجح أن تجد قبولاً كبيراً، خاصة وأن الفصائل اليمنية المناهضة للحوثيين يائسة من المفاوضات الحوثية السعودية التي استبعدوا منها”.
وأشار التقرير إلى أن المنظمة الدولية تواجه تحديين رئيسيين، هما: “أولاً، يجب أن تضمن الأمم المتحدة استمرار المحادثات بين الحوثيين والسعودية مع نزع عزيمة المتمردين على فكرة أنه يمكنهم تجنب الحوار مع خصومهم. كما يجب أن توضح أن الشرعية الدولية لجميع الأطراف تتوقف على المشاركة في المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة. ثانياً، يجب إقناع الحوثيين بالعودة إلى تلك المحادثات قبل أن ينهار مجلس القيادة الرئاسي أو يتحد خلف العودة إلى الحرب”.
ودعت مجموعة الأزمات الدولية، الأمم المتحدة والقوى الخارجية إلى ضرورة العمل على دفع السعوديين والحوثيين لإيجاد أرضية مشتركة، مع وضع الأساس لمحادثات متعددة الأطراف وتوضيح أن أي اتفاق بينهما، في حد ذاته، لا يمكن أن يحقق السلام في البلاد، دون مشاركة بقية الأطراف الأخرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى