اخبار مميزة

الحزب الإشتراكي اليمني ينعي رحيل البروفيسور / أبوبكر السقاف 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان نعي صادر عن اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني إلى اليمنيين كافة

يوم قاسٍ وحزين من أيام اليمن، فيه توقف قلب أبو بكر السقاف عن النبضان وعقله الوقاد عن التفكير، وفيه استسلمت روحه الوضاءة للخلود في الأبدية بعد ثمانين عاما وأكثر من التعب الهادف والنضال المائز والكفاح المجيد. رحل الرجل الذي كانت حياته فلسفة وحكمة، وكانت سيرته استقامة وشجاعة وقدوة وقناديل تنير العقول والأفهام.

أبو بكر السقاف الاسم العَلَم والموقف الأسمى غادرنا في هذا اليوم تاركا وراءه الكثير والكثير من الأسى والشعور بالخسارة الفادحة التي نزلت على اليمن وعلى أهل العقول المستنيرة والنيرة لتضيف إلى فواجعهم الكثيرة فاجعة رحيل هذا العملاق، وهذا الرمز اليمني الشامخ، وهذا الاسم المهيب الذي ظل على الدوام مقرونا بالحب والاحترام.

أبو بكر السقاف واحد من القلائل الذين جاد بهم الدهر على اليمن واليمنيين على امتداد القرون الفاصلة بين أبو الحسن الهمداني وعبد العزيز المقالح، ومثل تلك الأسماء سيبقى لفقيد اليمن الكبير حضور خاص في الذاكرة الوطنية والذاكرة الثقافية.

لقد رحل أبرز ما بقي لنا من الرهان على الفكر والثقافة والنبل والنزاهة، لكن أملنا في قادم الأيام لن يخيب، وعزاؤنا أن البردوني والمقالح والسقاف ولدوا في زمن الجدب والقحط وخرجوا من بين الأوجاع، وفي الطريق إلينا ألف بردوني ومقالح وأبو بكر.

رحل العملاق أبو بكر السقاف تاركا فراغا كبيرا في عقول وقلوب كل محبيه وأصدقائه وزملائه وتلاميذه والآلاف من جيل الشباب الذين يعني لهم الفقيد الشيء الكثير على مستوى الفكر  والنضال والمواقف المسئولة وعلى مستوى البساطة والانحياز إلى الناس.

رحل المفكر الحر، والكاتب الشجاع، والمدافع الصلب عن الحقوق والحريات، وأحد أبرز رموز الحركة الوطنية ودعاة الوحدة اليمنية التي لا يخالطها ضم ولا إلحاق ولا استبداد ولا علو في الأرض ولا تغول على الناس ولا فساد.

رحل الرجل الذي أثرى واقعنا اليمني بالمثال الحي للفكر والكتابة المهمومة بالتنوير وبالسلام الاجتماعي والدولة المدنية التي كان يسميها “الفريضة الغائبة.

رحل الفيلسوف الذي جعل من قسم الفلسفة في جامعة صنعاء مقصدا للدارسين بفضل اسمه وفكره ومواقفه المشهودة وسلوكه النبيل.

رحل المبشر الأكبر بدولة المواطنة وبقيم المساواة والعدالة الاجتماعية والسلوك المدني، والمقارع المقدام للقمع والتسلط.
رحل المفكر الذي قيل عنه “مَنْ كَتَبَ لُبِجَ”، والذي داهمت بيته ذات ليلة الأجهزة القمعية السيئة الصيت وصادرت مسودات أبحاثه وكتبه وترجماته. وبرحيل هذا الرجل فقدت اليمن مدافعا فذا عن الحرية والعيش الكريم لكل يمني.

رحل يوم الثلاثاء 13 ديسمبر 2022 رجل عظيم يندر أن نجد له مثيلا، وعزاؤنا أن مثله لا يموت.

المجد للفقيد العظيم والخلود لروحه والعزاء لأسرته ولكل محبيه.

صادر عن اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني
صنعاء-الأربعاء
14 ديسمبر 2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى