مقالات

الله لم يركب فينا معرفته تلقائيا .. بقلم المستشار / أكرم يحيى

 

بقلم المستشار / أكرم يحيى

الله جميل خلق أشياء جميلة فهل يعقل أنه يحرمها!!
الله خلق لنا الذوق والسماع والأذان فهل يحرم علينا المعازف والمغاني!!
الله دقيق في خلقه فحرم على الناس أكل بعض ماخلقه!!

الاختلاف في معرفة الله هو بسبب اختلاف المقدمات حول معرفة الله بالطريقة التي يريدها الله ؛ حيث لو قال شخص من المتحولين جنسيا أن  التغير الطارئ على جسده بل على نفسيته بالرغبة من الخروج من جسده لاحساس يحسه انه غير مناسب وأنه يريد ان يتحول جنسيا إلى أنثى وأن هذا الشعور والرغبة هي من الله اعطاه إياها، ولذلك لا عتب عليه.

فطالما هذا من عطاء الله وخلقه فلما نقولب الله كما نشاء.

والقول الآخر أقصد المقدمة الأخرى هي  أن نرى الله وفق ماحدد لنا من معطيات ان نراه ونعرفه من خلاله وهو عبر كلامه ورسله المعصومين (ماتواتر عنهم) ، حيث أن الله أشار في قرآنه إلى أسباب خلقه للإنسان قادرا للخير والشر وأنه وضعه الله في الدنيا خليفة له في مواجهة القتل والإفساد في الأرض، وأنه مبتلى غير متروك لحريته دون اختبار وابتلاء بتضحيات وجهاد بالنفس والمال والسبق في الخيرات،

فهذه المقدمة تختلف عن مقدمة توصيف الله بالجميل الحكيم الذي يخلق الجمال فيحرمه ويخلق الموهبة فيحرم موهبة الملاهي وماشابهها، لأنها في إطار الحكمة التي تتسلسل مع تشبيهه الحياة الدنيا باللهو ودار الابتلاء وتحمل المسئوليات والربط بتزكية النفوس لتصل للإيمان السليم ومن ثم للعمل الصالح القويم ومن ثم تترابط لبني آدم أهمية التواصي بالحق والصبر للنجاة من الخسران العظيم.

وأزلفت الجنة للمتقين ، المتقون الذين يصفهم الله هو بذاته لا عبر توصيف الخلق له، توصيف الله بذاته للمتقين عبر الايات الكريمة عبر سلسلة من التعريفات للمتقين ومايرتبط بها من صفات كثيرة ؛ كلها تصب في تعريف المتقي المؤمن بشكل آخر غير الذي نتخيله نحن.

فمعرفة الله تختلف عند الناس لكنها وفق الحيثيات والمعطيات التي قدمها الله عز وجل بنفسه في آيات كتابه الكريم (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها:……………..) ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم بمعنى عظيم في مراد الله تعالى، عظيم بتوصيف الله تعالى، اي ليست درجة سهلة النيل ولا سهلة الإدراك فالله العظيم يصف الامر فيكون هذا الامر جلل وعظيم فعلا.

قد يقول قائل علموا اولادكم الفن واستخدام القيتار ولاتعلموهم القتل ، نقول له هل في زماننا هذا حيث مصالح واجندات العالمين أن لا يكون هناك جيش قوي يمنع مصالحهم في منطقة هامة واستراتيجية!! ولا تكنولوجيا ولا صناعة ولا تنمية تجعل من اي دول تستقل عن ضغوط العالمين سياسيا واقتصاديا واركاعها لمصالحها!! هل نعلم اجيالا الفن في حين ارضهم تستباح حرمته وتستباح أعراضهم،

هنا نعرف معنى معرفة الله حين يسهب في شرح عداء تاريخي مع اليهود ويأمر بأن نعد ونستعد فنقول اتركوا كل ذلك والتهوا بالفن فقلوب الاطفال رقيقة بينما اطفال اليهود يتربون على عقيدة اسرائيل الكبرى للترأس اتفاقيات ابراهام والديانة الابراهيمية وقيادة المنطقة ونترك قول الله (ويريدون ان تضلوا السبيل والله أعلم بأعدائكم).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى