اليمن ضحية إعادة ترتيب العلاقة الأمريكية السعودية! بقلم| رانيا محمد
بقلم| رانيا محمد
أثارت زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى المنطقة تساؤلات عديدة حول مصير القضايا والملفات الشائكة الأمنية والإنسانية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، وما هي الأجندة التي يسعى جو بايدن لتحقيقها من خلال هذه الزيارة، لتتصدر بذلك الكثير من الآمال في إيجاد حلول في سوريا واليمن وليبيا للخروج من مآزق الحروب التي طالت أراضيها لسنوات.
في مقال نُشر على صحيفة واشنطن بوست عن أهم الأجندة للرئيس جو بايدن لزيارة الشرق الأوسط، وكانت أهم هذه الأجندة التي تم استعراضها تتمثل في الحفاظ على أمن المنطقة من الخطر الإيراني وإيقاف امتلاك إيران للأسلحة النووية، العلاقات الإسرائيلية العربية، وتزويد السوق العالمية بالنفط الخليجي للحد من ارتفاع الأسعار في أسواق الطاقة.
انعكس ذلك الارتفاع بالإيجاب على المملكة العربية السعودية، حيث تقدر الإيرادات اليومية بمليار دولار يوميًّا من الإنتاج النفطي، الذي قد تجعل الرئيس بايدن يتجاوز الكثير من ملفات حقوق الإنسان، منها مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي انتهى بتسليم الملف من قبل تركيا إلى المملكة العربية السعودية.
أما فيما يتعلق بالملف اليمني، ففي ظل زخم القضايا الأمنية والاقتصادية قد يتم مناقشة الأوضاع الإنسانية، كقضية الأمن الغذائي، وفتح الممرات البحرية والجوية والبرية، والعمل على تمديد الهدنة، وتقديم المساعدات المالية كما حدث في فلسطين من خلال التعهد الأمريكي بتقديم 100 مليون دولار لتحسين المستوى المعيشي للفلسطينيين، يرافق ذلك عدم وجود خريطة سلام تقوم على إنهاء الصراع الدائر.
سيشهد الملف اليمني إجحافًا فيما يتعلق بإنهاء الصراع، خاصة أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هي إعادة رسم وتشكيل العلاقات السعودية-الأمريكية بعيدًا عن الابتزاز الذي نحَتْهُ هذه العلاقة خلال الفترة الأخيرة، بعد أن تعرضت تلك العلاقات للتوتر خلال العشر السنوات الأخيرة نتيجة تراجع الولايات في تقديم الحماية لدول الخليج والهجمات الإيرانية للسفن الإماراتية في البحر. من جانب آخر، أتت زيارة الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط من أجل حشد المزيد من الحلفاء لمواجهة روسيا والصعود الصيني. في مقابل أن تغض الولايات المتحدة النظر عن العديد من المسائل المتعلقة بالملف اليمني ومواجهة الحوثيين والتمدد الإيراني على أن تقوم دول الخليج بإمداد السوق العالمية بالطاقة.
من ناحية أخرى، فإن الانقسامات الداخلية التي تشهدها اليمن في الجبهة المضادة للتمدد الحوثي، خاصة في ظل تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي يصيبه الشلل في أداء مهامه والذي قاد في نهاية المطاف إلى عدم القدرة للتوصل إلى اتفاق حقيقي بين الأطراف، لتوحيد الرؤى وإعلاء المصلحة الوطنية والانتماءات المتعددة، وتجنب الأحقاد المتعلقة بالماضي في الوقت الحالي، وعدم اتباع الأجندة الخارجية، بل العمل على الاستفادة منها في إنهاء الصراع، ونقل اليمن إلى مرحلة جديدة تقوم على المصالحة الوطنية والحد من الامتداد الإيراني في اليمن.