الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

المجلس الرئاسي في مرمى النيران.. احتجاجات وتهديدات بالانفصال

حيروت – صنعاء

رغم تمثيله في المجلس الرئاسي والحكومة، يُصر المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، على الاحتفاظ بكيانه الموازي للدولة وقواته المناوئة لها.
ومجددا، يؤكد تمسكه بالنضال نحو بناء دولة جنوبية، رغم شراكته مع المجلس الرئاسي والحكومة.

ويعتبر رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، وجوده في مجلس القيادة الرئاسي يحتّم عليه ضمان تنفيذ تلك المطالب.
الزبيدي قال، خلال فعالية الدورة الخامسة للجمعية الوطنية، إن مشاورات الرياض الأخيرة أجمعت على ضرورة معالجة مؤسسة الرئاسة، وإجراء إصلاح جذري في هياكل الدولة.

وأكد أن إدراج قضية شعب الجنوب كانت في أجندة المفاوضات، ووقف الحرب، ووضع إطار تفاوضي خاص لها في عملية السلام الشاملة.
وتحدث عن مواجهة الحرب الظالمة على الجنوب، مهددا بالقول: “إننا من على الأرض سنقرر كيف يكون السلام.. السلام الذي يضمن تحقيق ما حاربنا وقدمنا التضحيات من أجله”.

وأضاف: “لن نقبل سلاما قاصرا وغير صالح لا يمكن تطبيقه والبناء عليه، السلام المغلف بالهزيمة والفشل والاستسلام”.
وأكد أن السلام يجب أن يضمن استعادة الجنوب إلى أهله من خلال عملية سياسية شاملة يشارك فيها الجميع، ويقرر من خلالها الجنوبيون مصيرهم، وفق تطلعاتهم المشـروعة والمعلنة.

وأوضح الزبيدي أن هذا الحل هو الذي تضمنه اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات مجلس التعاون والواقع على الأرض.
وبشأن الهدنة المعلنة، قال إن المجلس ينظر بعين فاحصة إلى كل ما يدور، ودعا إلى ضرورة تشكيل وفد تفاوضي مشترك وفق ما نص عليه اتفاق الرياض، وأكدته مشاورات مجلس التعاون، وكذا وضع محددات واضحة ومتفق عليها للعملية السياسية الشاملة.

بدوره، وصف القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، أحمد بن بريك، الرئيس عبد ربه منصور هادي برأس الأفعى.
وقال بن بريك إن الإطاحة بالرئيس هادي ونائبه علي محسن كانت من أولويات المجلس الانتقالي. كما انتقد، في الوقت ذاته، أيضاً أداء مجلس الرئاسة، ملوحا بالتصعيد ضده.

ويأتي خطاب المجلس الانتقالي التصعيدي في وقت يواصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، المكوث في الرياض، للمطالبة بإيفاء السعودية والإمارات بالمساعدات التي تم الإعلان عنها في السابع من شهر أبريل الماضي.
وقالت مصادر سياسية إن الرئيس العليمي لم يتمكن من لقاء أي من المسؤولين السعوديين لارتباط ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بجدول زيارات خارجية.

ولم يُعلن حتى اللحظة عن موعد عودة العليمي للعاصمة المؤقتة عدن، التي تشهد تصعيدا من قِبل المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا.
كما تشهد العاصمة المؤقتة عدن احتجاجات لليوم الثالث على التوالي، تنديدا بتدهور الوضع المعيشي وضعف الخدمات.

وأفاد شهود عيان بأن عشرات الشبان خرجوا إلى الشوارع في مديرية المنصورة، تنديدا بتدهور الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار وضعف الخدمات، خصوصا التيار الكهربائي.
وأضافوا أن المحتجين أغلقوا بالأحجار طرقا رئيسة في مديرية المنصورة، وأشعلوا الإطارات، تعبيرا عن سخطهم من ارتفاع الأسعار والخدمات العامة.

وخلال اليومين الماضيين، شهدت مناطق عدة في عدن احتجاجات مماثلة، تخللتها شعارات مناهضة للحكومة والمجلس الرئاسي، وسط اتهامات للانتقالي بالوقوف ورائها.
ويشير الباحث السياسي، نبيل البكيري، إلى أن “المجلس الانتقالي يستغل العجز الحاصل داخل المجلس الرئاسي لخدمة مصالحه”،

معتبرا، في حديثه لبرنامج المساء اليمني يوم أمس، أن ما يجري لا يخدم سوى الانقلابيين في صنعاء، ولا تخدم قضايا الوطن أو المواطنين.
وسبق أن أقدمت قوات الحزام الأمني في منطقة يافع على فرض نظام الكفالة على من يسمونهم “مواطني المحافظات الشمالية”.

وفي هذا السياق، يقول الباحث في العلاقات الدولية، عادل المسني: “إن المجلس الانتقالي يجسّد رؤيته المتعلقة بالانفصال، كما أن فرض الكفالة ونظام الإقامة على الشماليين يُعد عنصرية صارخة”.
ويلفت المسني إلى أن “الانتقالي يصعّد في اتجاه أية خطوة يتخذها العليمي، كونه يدرك أن نجاح مشروع المجلس الرئاسي يؤدي إلى ضياع مشروعه المتعلق بالانفصال”.

ويرى المسني أن “إعلان العليمي تشكيل لجنة لدمج القوات جعل الانتقالي يصعّد عسكريا، كما أن دعوته للتجنيد تأتي في إطار الرفض لمسعى العليمي في هذه الخطوات”.
من جهته، يقول المحلل السياسي، أحمد القفيش: “إن الوضع في المناطق المحررة واليمن بشكل عام هو وضع مأساوي، جراء ارتفاع الأسعار وانعدام المرتبات والخدمات كذلك”.

ويوضخ القفيش أن “هذا الوضع المتردي يجعل المواطنين ليس أمامهم سوى الانتفاضة”، مشيرا إلى أن “بعض الأطراف تحاول استغلال معاناة المواطنين وانتفاضتهم من أجل خدمة أهدافها”.

وسبق أن اقتحم موالون للانتقالي، في مارس 2021، قصر معاشيق الذي تتخذه الحكومة مقراً لها، في احتجاجات تحت ذريعة تدهور الخدمات، الأمر الذي غادرت على إثره الحكومة إلى السعودية، بعد فشل تطبيق الشق الأمني من اتفاق الرياض، بحسب قناة بلقيس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى