تقارير وتحليلات

البروسترويكا السوفييتية والأمريكية !!

كتب / حافظ نديم

من الواضح ان الشعوب الغربية والشعب الأمريكي بدرجة أساسية خرج في مظاهرات مليونية جابت شوارع واشنطن ونيويورك ومدن كبرى في اوروبا لينتفض ضد قضية أكبر من قضية العنصرية بين البيض والسود .

 الشعوب الغربية ربما قد أدركت أو بدأت تشعر بوجود مخطط تديره المنظومة الرأسمالية الحاكمة في الغرب , والمتعلقة بإستغلال وتوظيف (أزمة ظهور فيروس مستجد ومجهول الهوية يسمى كوفيد19 أو كورونا) في تعميق نهج الاستبداد والتسلط وفي محاولة الإنقلاب على الديمقراطية والليبرالية السياسية ، من خلال “فرض قوانين الطوارئ وحظر التجوال وقطع العلاقات التجارية مع الدول المنافسة بحجة منع انتشار فيروس كورونا الذي لم يعرف بعد “اصله الجيني” ولم يتمكن أحد من علماء البيولوجيا  من التعرف على شكل الفيروس او على تركيبة الحامض النووي الرايبوزي الخاص به (R.N.A) عن قرب من خلال رؤية الفيروس بشكل مباشر بالمجهر الإلكتروني( Electronic Microscope) ، بيد أن الذي يتم ويجري اليوم هو التعامل مع اعراض ظاهرية للعدوى  عبر جهاز المسح الفيروسي العام (P.C.R) ..

حينما يصر الملايين من الأمريكيين والأوروبيين الخروج إلى الشوارع العامة بهذا الكم الهائل للتعبير عن الرفض الشعبي الجارف للعنصرية، فالأمر لايتعلق “بمسئلة العنصرية” فحسب، بل هو نوع من الوعي الشعبي او بداية ليقظة في العقل الجمعي الغربي وبعد 5 اشهر من التهويل والضجيج والقلق واثارة الخوف والهلع بين الناس لتمرير فكرة سياسية رأسمالية جديدة تحافظ من خلالها كبريات الشركات الغربية على صدارتها في الوجود التجاري والانتاجي والاستثماري في الغرب في ظل وجود منافسة اقتصادية من كتل اقتصادية شرقية تنمو بسرعة كبيرة في الاسواق الغربية والامريكية ..

إذ قرر ملاك كبريات تلك الشركات الامريكية ان يوقفوا العجلة الاقتصادية المتدحرجة من الشرق كالعجلة الصينية او العجلة الهندية او البرازيلية من خلال الغاء فكرة العولمة التجارية والاقتصادية الحرة ودفعت بالطبقة السياسية الى الانقلاب على فكرة الديمقراطية والليبرالية السياسية .

وتبدأ تنفيذ الخطة الأولى من العملية بفكرة (التباعد الإجتماعي والاقتصادي) بين الدول والشعوب والمجتمعات والبشر جميعهم، وتبدأ الخطة الثانية من العملية (بفرض قوانين الطوارئ و حظر التجوال وإلغاء رحلات السفر ومنع التجمعات وتعطيل الاستحقاقات السياسية كالانتخابات والاستفتاءات الشعبية والتظاهرات ،في ظل تكتيم من كل الدول التي انتشر فيها هذا “الفيروس المستجد” عن حقيقة الفيروس، في ظل تضارب الانباء ونقص المعلومات العلمية عن ماهية الفيروس ونوعه من قبل منظمة الصحة العالمية ،وبداية ظهور اصوات ومراكز ابحاث علمية طبية غربية تشكك في كل المعلومات المقدمة عن الفيروس من المنظمة الدولية واخرها اصوات الاطباء الايطاليين الذي قاموا بتشريح جثث المتوفين .

كثير من القراءات والتحليلات والحديث التي بات يثيره كبار الباحثين البيولوجيين والخبراء الاجتماعيين والاقتصاديين في العالم من ايطاليا الى فرنسا مرورا بالولايات المتحدة والدول الاسكندنافية عن (حقيقة الفيروس الخفي والمجهول)، الذي بدأ في ولاية “ووهان الصينية”واختفى في الصين فجأة ودون سابق انذار ..
ودون أن تقدم الصين أي تقارير او معلومات او دراسات علمية عنه توضح حقيقة الفيروس او الطريقة التي تم بها القضاء عليه او كيفية علاج المرض او كيفية احتواء انتشار الفيروس ..!!

في ظل تعتيم متعمد وممنهج من قبل كل الحكومات والدول واجهزتها المخابراتية ومراكزها البحثية الطبية المتخصصة عن ماهية الفيروس المستجد في العام 2019 ..
وهل هو فيروس طبيعي نشأ و تطور بفعل التغيرات البيئية الطبيعية ..أو أنه نوع من الفيروسات المهجنة وراثيا او المعدلة وراثيا في المعامل والمختبرات البيولوجية المتخصصة لإنتاج “الأسلحة البيلوجية” ..؟

في ظل هذا الصخب والجدل العلمي الكبير والواسع، خرجت تلك الشعوب في دول العالم الأول في مليونيات شعبية حاشدة وكاسرة لكل قيود الحظر والعزل والاجراءات الاحترازية المفروضة من قبل حكومتها ،
في رسالة مفادها “ضمنيا” لحكوماتها :
(نحن لم نعد نصدقكم ..ولم نعد نثق بأي شي تقولوه لنا حول هذا الفيروس الذي تريدون ان تجعلوه ذريعة لفرض سياستكم الديكتاتورية والاستبدادية علينا ،خدمة لمصالحكم واطماعكم الرأسمالية والتسلطية علينا”).!

وأظن أن ترامب ومنظومته الرأسمالية في الغرب قد قرأوا وفهموا تلك الرسالة الشعبية القوية وسيعيد “ترمب” ترتيب أوراقه السياسية من جديد واولها ورقة “فيروس كورونا”..

وربما سيظهر ترامب قريبا ليعلن اكتشاف علاج للمرض المجهول المسمى (كوفيد_19)..او لقاح مضاد للفيروس الخفي” .!!
وتنتهي فصول قصة (البيروستريكا الرأسمالية الأمريكية) المشابهة لفكرة (البيروسترويكا الروسية السوفيتية) التي اعلنها الرئيس السوفيتي “ميخائيل غورباتشوف” في العام 1985 قبيل سقوط الاتحاد السفيتي بخمس سنوات وهي كلمة روسية وتعني (اعادة البناء) ..

والتي اراد من خلالها “غورباتشوف” الاجهاز على النظام الاشتراكي الشيوعي في الاتحاد السوفيتي وتمكن من خلالها تحقيق رغباته بمساعدة ودعم الامريكان والمخابرات الامريكية انذاك..وتمكن من اعادة بناء الاشتراكية على الاسس الراسمالية.الوطنية الروسية وهو ما نتج عنه تفكك جمهوريات الاتحاد السوفيتي وانهيار المنظومة الاشتراكية في اوروبا الشرقية .

ولكني اظن ان البروسترويكا الامريكية التي يمثل دورها “دونالد ترامب” مثل مامثل دورها في الاتحاد السوفيتي (ميخائيل غورباتشوف)قد انكشفت امام الشعب الامريكي قبل ان يكمل تنفيذ المرحلة الاولى منها،وباءت بالفشل والخسران المبين”..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى