الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

اتهامات متبادلة بالتصعيد.. هل ستصمد الهدنة في اليمن؟

حيروت – خاص

مع دخول الهدنة في اليمن شهرها الثاني، من دون تحقيق اختراقات في اتّجاه تطبيق بنودها الإنسانية، تصاعد تبادل الاتهامات بالخروقات العسكرية في جبهات القتال الواقعة في نطاق محافظات مأرب وحجة وتعز وجنوب الحديدة وجبهات ما وراء الحدود، خلال أيام عيد الفطر.

وأفادت مصادر عسكرية بأن ما تمّ رصده من خروقات مختلفة من قِبَل غرف العمليات التابعة لوزارة دفاع حكومة الإنقاذ في صنعاء، تجاوز الـ400، منها أكثر من 150 خرقاً تمثّلت في تحليق للطيران الحربي والطيران الاستطلاعي المسلّح والتجسّسي في أجواء مأرب.

كما أفادت المصادر بأن الطيران شنّ عدّة غارات على الحديدة ومأرب ومدينة حرض الحدودية شمالي محافظة حجة.

وفي الإطار نفسه، أعلنت جماعة الحوثي إسقاط طائرة تجسّسية مسلّحة صينية الصنع من طراز «CH4» تابعة لسلاح الجوّ السعودي، بصاروخ أرض – جوّ محلّي الصنع، أثناء تحليقها في أجواء حرض. وفي تعليقه على ذلك، اعتبر رئيس الوفد المفاوِض، للحوثيين، محمد عبد السلام، «خرق الهدنة بطائرة تجسّسية، وقيام طيران العدوان العسكري بشنّ غارة جوّية في منطقة حرض، انتهاكاً جديداً يقوّض الاتفاق الإنساني والعسكري المهدَّد أساساً بعدم تنفيذ بنوده».

من جهته، اتهم الجيش التابع للحكومة المعترف بها دوليا، بارتكاب جماعة الحوثي لمئات الخروقات للهدنة الأممية في عدد من الجبهات.
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة، إنه رصد ارتكاب جماعة الحوثي 341 خرقا (للهدنة) في الفترة بين 30 أبريل/نيسان الماضي و4 مايو/أيار الجاري”. منها 113 خرقاً في الجبهات المحيطة بمحافظة مأرب، و69 خرقاً في جبهات القتال غرب حجة، و65 خرقاً في جبهات محور تعز، و43 خرقاً في جبهات الجوف، و43 خرقاً في محوري البرح وحيس جنوب الحديدة (خلال يوم العيد فقط)، و4 خروقات في محور الضالع، و3 خروقات شمال صعدة وغربها، وخرق واحد في محور أبين. مشيراً إلى أن الخروقات شملت تنفيذ الحوثيين عمليات هجومية، وإطلاق صواريخ، ومحاولات تسلل إلى مواقع الجيش، والدفع بتعزيزات عسكرية .

وقال قائد اللواء الثالث عاصفة اللواء محمد العجابي، إن “وحدة الرصد والاستطلاع في اللواء الثالث عاصفة رصدت تحليق طائرات هجومية مسيرة حوثية فوق مواقع الجيش الوطني في جبال “كلح الكرس” وجبال “المدافن”.
وأضاف اللواء العجابي أن وحدة الرصد والاستطلاع أرسلت بلاغا فوريا لاختراق الطائرات المسيرة لتقوم وحدة الدفاع الجوي باستهدافها وقصفها.

ويأتي ذلك في ظلّ تعثّر الجهود المحلّية والدولية لفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية، وشقّ ممرّات إنسانية آمنة للمواطنين بين المحافظات الواقعة تحت سيطرة الطرفين، وعلى رأسها الطريق المؤدّية إلى مدينة تعز في منطقة التماس في الحوبان.

ووفقاً لمصادر ديبلوماسية مطّلعة، فإن هناك مساعيَ يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غرندوبرع، والوسيط العُماني، إضافة إلى السفير البريطاني، ريتشارد أوبنهايم، منذ أيام، لحسم القضايا الخلافية التي أعاقت تدشين أوّل رحلة جوّية في 24 نيسان الماضي.

وكان أوبنهايم قد دعا الأطراف اليمنية إلى تنفيذ بنود الهدنة المعلَنة «كونها تهيّئ لسلام شامل ومستدام». وأشار، خلال جلسة نقاش نظّمتها مؤسسة «تمدين شباب»، مطلع الأسبوع الماضي، إلى أنه على تواصل مع مكتب الأمم المتحدة لإيجاد حلّ للخلاف بشأن جوازات السفر، مضيفاً أن هذه الجهود تركّز أيضاً على فتح الطرقات في تعز وبقيّة المحافظات لتخفيف معاناة المدنيين، وتمكينهم من حقّهم في حرية التنقل.

من جهته، أكد المدير العام لمطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، أن «إعاقة دول تحالف العدوان استئناف الرحلات الجوية، تسبّبت بقتل مشاعر الآلاف من المرضى اليمنيين الذين انتظروا تنفيذ الهدنة».
وأشار الشايف إلى أنه كان من المفترض أن يصل 1400 مسافر ويغادر مثلهم وفق الاتفاق، معتبراً أن حكومة الإنقاذ قدّمت الكثير من التنازلات من أجل تخفيف حدّة الأزمة الإنسانية، لكن «تحالف العدوان لا جدّية لديه».

بدوره، رأى القيادي في حركة «أنصار الله»، عبدالله النعيمي، في منع الطلاب المبتعّثين للدراسة في الخارج والآلاف من المغتربين الذين يحملون جوازات سفر صادرة من صنعاء، «دليلاً آخر على أن تحالف العدوان وحكومة الطرف الآخر يتّخذان من الخلاف حول جوازات السفر مبرّراً للتنصّل من التزامهما».

وعلى مستوى صفقة التبادل، أعلنت «لجنة شؤون الأسرى» في صنعاء عدم معرفتها بالأسرى الـ163 الذين ادّعى المتحدّث باسم «التحالف»، تركي المالكي، أواخر الشهر الماضي، الإفراج عنهم، في حين أظهر كشف بأسماء هؤلاء أن ما يقارب 80% منهم ليسوا من أسرى جماعة الحوثي.

وفي 1 أبريل الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى