الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

حشد واسع لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في مؤتمر المانحين لليمن.. هل نجحت أنجلينا جولي في مهمتها؟

حيروت – صنعاء

يُعقد الأربعاء 16 مارس/ آذار، فعاليات مؤتمر للمانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، تستضيفه الأمم المتحدة وسويسرا والسويد، وسط ظروف وأضاع صعبة تمر بها البلاد التي تعاني من حرب وصراع طاحن للعام الثامن على التوالي، وتحذيرات من توسع رقعة الجوع وتوسع فجوة الأمن الغذائي مع انخفاض ملحوظ للتمويل الإنساني المقدم لليمن منذ العام الماضي.

ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان أنه من المتوقع أن تصبح مستويات الجوع كارثية في اليمن التي مزقتها الحرب، حيث تدفع الأزمة الأوكرانية أسعار المواد الغذائية لأعلى، بينما فجوة التمويل البالغة 900 مليون دولار أمريكي تجعل إجراء المزيد من التخفيضات في المساعدات الغذائية ضرورة أكثر من أي وقت مضى.

مع اشتعال الحرب في 2015، برز نوع آخر من مؤتمرات المانحين، موجهًا نحو الإغاثة الإنسانية ومواجهة حالات الطوارئ الناجمة عن كوارث الحرب وتداعياتها على السكان، الذين فقدوا منازلهم أو مزارعهم أو مصادر دخلهم، واضطروا للنزوح باحثين عن الأمن والسلام.

وعُقِدت تلك المؤتمرات منذ عام 2015، بسبب تداعيات الحرب الكارثية على وضع الملايين من السكان؛ فهناك حوالي 20 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك ما يقرب من 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويحتاج حوالي مليوني طفل إلى العلاج من سوء التغذية الحاد، ربعهم تقريبًا مهدد بفقدان الحياة، ويبلغ عدد النازحين أكثر من 3 ملايين شخص، ولذلك أصبحت الأزمة الإنسانية باليمن، تصنف على أنها من أسوأ الأزمات في العالم.

تداعيات مع انخفاض التمويل

سبع سنوات من النزاع، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي ترتبت على ذلك، وانخفاض قيمة العملة والجائحة العالمية- دفعت أسعارَ المواد الغذائية في عام 2021 إلى أعلى مستوياتها المسجلة منذ عام 2015، وأصبحت المساعدات الغذائية المصدرَ الوحيد للغذاء لدى الملايين. وتأتي الأزمة الأوكرانية لتضيف ضربة أخرى لليمن، حيث تواصل أسعار المواد الغذائية والوقود ارتفاعها.

وفقًا لأحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) في اليمن، فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية إلى 17.4 مليون -بزيادة 1.2 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي- ومن المتوقع أن يصل إلى 19 مليون شخص في النصف الثاني من العام إذا لم نحصل على التمويل في أقرب وقت.

وقال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، عشية فعاليات مؤتمر للمانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن: “نحن بصدد أزمة جوع قد تزلزل العالم إذا لم نتدخل الآن. وما لم نتلقَّ تمويلًا عاجلًا، فإن الجوعى سيخسرون المساعدات في الوقت الذي هم في أمس الحاجة إليها”. وأضاف: “إن التمويل المخصص لليمن لم يصل أبدًا إلى هذه النقطة. ليس لدينا خيار سوى أن نُطعم من يتضورون جوعًا على حساب الجوعى.”

وكان برنامج الأغذية العالمي قد اضطُر إلى خفض الحصص الغذائية المقدمة لثمانية ملايين شخص في بداية العام بسبب نقص التمويل. وفي الوقت الحالي، لا يزال خمسة ملايين شخص من الفئات المعرضة لخطر الانزلاق في ظروف المجاعة يتلقون حصصًا غذائية كاملة. ولكن بدون تمويل جديد، فلن يكون هناك مفر من إجراء المزيد من التخفيضات.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه حصل على 11% فقط من التمويل الذي يحتاجه لتوفير المساعدات الغذائية لنحو 13 مليون شخص خلال الأشهر الستة المقبلة، ويحتاج إلى أكثر من 887.9 مليون دولار أمريكي.

وتؤكد منظمات أممية أن اليمن ليس سوى بلد واحد من عدة بلدان يشكّلون تحديًا للجوع غير مسبوق يواجه العالم في عام 2022. ويؤدي النزاع والصدمات المناخية، التي تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا وارتفاع التكاليف، إلى اقتراب الملايين من الموت جوعًا؛ مما يهدد بزيادة الهجرة وعدم الاستقرار على مستوى العالم.

لفت الأنظار لأزمة منسية

هذه المرأة لا تقدر على إطعام أطفالها غير الخبز والشاي، وتلك فقدت زوجها أثناء النزاع. هذه بعضٌ من الشهادات الحية التي اطلعت عليها المبعوثة الخاصة لمفوضية شؤون اللاجئين، أنجلينا جولي، أثناء زيارتها إلى اليمن، حيث دعت إلى حماية ودعم الشعب اليمني، وإنهاء النزاع المستمر منذ سبعة أعوام لوقف المعاناة الإنسانية.

وعملت الأمم المتحدة على حشد شخصيات عالمية مهمة مثل النجمة السينمائية الأمريكية التي تحظى بشهرة واسعة لزيارة اليمن، ولفت الانتباه إليه وإلى معاناة شعبه بسبب الحرب والصراع الدائر في البلاد منذ مارس/ آذار من العام 2015.

زيارة أنجلينا جولي، الممثلة الأميركية والمبعوثة الخاصة لمفوضية اللاجئين منذ عام 2011، إلى اليمن الأسبوع الماضي، هدفت إلى لفت الانتباه إلى العواقب الكارثية على المواطنين المدنيين بعد سبعة أعوام على النزاع.

وقالت جولي: “مستوى المعاناة الإنسانية هنا لا يمكن تصوره. في كل يوم يستمر فيه الصراع الوحشي في اليمن، تُزهق أرواح المزيد والمزيد من الأبرياء وسيستمر المزيد من الناس في المعاناة”.

وقد وصلت جولي إلى اليمن في 6 آذار/ مارس في زيارة استمرت ثلاثة أيام، والتقت بيمنيين نازحين داخليًّا ولاجئين في شمال وجنوب البلاد.

خلال زيارتها، وتزامنًا مع اليوم العالمي للمرأة، شهدت جولي على التأثير الكارثي لهذا الصراع على المدنيين اليمنيين، وخاصة النساء والفتيات، واللاتي يشكّلن أكثر من نصف السكان النازحين. ويواجهن بالفعل مستويات من عدم المساواة القائم على النوع الاجتماعي والتمييز- هي من بين الأسوأ في العالم، ومِحنتهن تتفاقم مع الصراع الذي لا ينتهي.

وفي بيان للخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي، فإن هناك أهمية لاستمرار المجتمع الدولي في دعم الاستقرار الاقتصادي وجهود الإغاثة الإنسانية. ونزح ملايين اليمنيين بسبب النزاع، وهم اليوم يعتمدون على المساعدة الدولية لتلبية حاجاتهم الأساسية، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والمياه.

وحثّت الخارجية الأمريكية بشدة، الجهات المانحة على تقديم الدعم السخي للشعب اليمني في مؤتمر التعهّدات رفيع المستوى لليمن الذي تستضيفه الأمم المتحدة وسويسرا والسويد في 16 آذار/ مارس.

معاناة النازحين

في أحد المواقع في محافظة لحج جنوبي اليمن، حيث فرّ الأشخاص على مدار الأعوام الماضية، ويعيشون في ملاجئ متهالكة، أخبرت العائلات النازحة السيدة أنجلينا جولي كيف فقدت منازلها وأحباءها ومصادر رزقها، ووصفت لها كيف حطّم النزاع آمالها.

مديرة، هي أمّ لخمسة أطفال، نزحت من تعز خلال الأعوام الأربعة الماضية، قالت إنه لا أحدَ من أطفالها ذهب إلى المدرسة، أو لديه شهادة ميلاد أو تلقى التطعيم. وكل يوم تكافح من أجل إيجاد أي شيء آخر غير الشاي والخبز لإطعامهم.

في شمال اليمن، في موقع للنازحين داخليًّا، التقت جولي بريم (65 سنة) التي نزحت منذ عام 2016، وفقدت زوجها خلال النزاع. وأخبرت جولي كيف أن حفيداتها الثلاث قضين لأن الأسرة لم تكن قادرة على توفير الرعاية الصحية التي احتجن إليها.

وكرّر مسؤول أممي قلَق الأمم المتحدة “بشأن الوضع الخطير في البلاد، بما في ذلك تأثير الصراع المستمر، الذي يتسبب في وقوع إصابات بين المدنيين بشكل يومي”.

وبحسب الأمم المتحدة، نزح أكثر من 23,000 شخص منذ بداية العام، معظمهم في محافظات الحُديدة ومأرب وشَبوة وتعز. وقالت إن هؤلاء “ينضمون إلى أكثر من أربعة ملايين رجل وامرأة وطفل نزحوا في أنحاء اليمن منذ التصعيد الأخير في 2015”.

وأُجبِرت العمليات الإنسانية التي تساعد ملايين اليمنيين والمهاجرين، بما في ذلك الصحة والتغذية وبرامج كسب العيش، على الإغلاق أو تم تقليصها بشكل حاد بسبب خفض التمويل ونقصه. نقلاً عن خيوط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى