حيروت – صنعاء
استقبلت مؤسسة تمدين شباب، وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي، لبحث سبل التعافي الاقتصادي في اليمن، والوقوف على جهود تمدين شباب في هذا الجانب.
ورحب رئيس مؤسسة تمدين شباب، منسق مبادرتي توطين العمل الإنساني، والتعافي الاقتصادي في اليمن، الأستاذ حسين السهيلي، بهذه الزيارة، مثمناً لجهود الاتحاد الأوروبي في المجال الإنساني والتنموي وفي بناء السلام.
وقال السهيلي: أطلقنا نهاية العام الماضي مبادرة توطين العمل الإنساني في اليمن، وذلك لتحسين آلية الاستجابة الإنسانية، وخلق شراكة حقيقية واستراتيجية بين المنظمات المحلية والدولية، وفقاً لما هو مكرّس في “الصفقة الكبرى” و “الميثاق من أجل التغيير”. مضيفاً: وفي مطلع يناير الماضي أطلقنا مبادرة المجتمع المدني والقطاع الخاص للتعافي الاقتصادي، وعلى إثر ذلك زرنا معظم مؤسسات الدولة، والقطاع الخاص، وجمعية البنوك، والبنوك التجارية والإسلامية، والغرفة التجارية الصناعية، وغيرها من المؤسسات التجارية والمالية، للتهيئة لإعلان الخطة الاستراتيجية لمبادرة التعافي، التي يأتي من ضمن أولوياتها تحييد القطاع الخاص والاقتصاد عن الصراع.
وأوضح السهيلي أن مؤسسة تمدين شباب تعمل وفق الرابطة الثلاثية، المتمثّلة بالاستجابة الإنسانية والتنمية والسلام، معتبراً أن التعويل في الإنعاش والتعافي الاقتصادي، وفي كل القضايا الملحّة في اليمن، يقع بدرجة رئيسية على المجتمع المدني المحلي، باعتباره موجود على الأرض، وبمقدوره التقريب بين وجهات النظر المختلفة في جميع المستويات.
ورأى أنه إذا لم يأت الحل بالتشاور مع كافة الأطراف المحلية، فلن يتم تحييد الاقتصاد والقطاع الخاص، لافتاً إلى أن تمدين شباب قد بذلت جهود كبيرة لتحييد العديد من المؤسسات، مثل البريد، وكاك بنك، والبنوك التجارية والإسلامية، وقطاعي النفط والاتصالات.
وحول المعوقات التي تواجه المجتمع المدني في اليمن، قال السهيلي إنها تتمثل في الهوّة بين المجتمع المدني المحلي والمجتمع الدولي، معتبراً أن هذه الزيارة فرصة لردم الهوة وتفعيل التنسيق والتعاون بين الفاعلين المحليين والدوليين.
وأشار إلى أهمية تخفيف القيود التي تعيق وصول المنظمات المحلية إلى المانحين بشكل مباشر، وإيجاد شراكة استراتيجية بين المنظمات المحلية والدولية، كذلك دعم تحالف بين المنظمات المحلية والدولية، بما يقود إلى علاقة ندية. فضلاً عن ضرورة دعم شراكة بين الصندوق الاجتماعي للتنمية والمنظمات المحلية. منوهاً في ذات السياق إلى أن بناء قدرات المجتمع المدني لا بد أن يترافق مع التمويل.
وبخصوص الوضع في اليمن، أشار السهيلي إلى أنه لا يزال مأساوي، وتمنى ألّا توثر الحرب في أوكرانيا على حجم المساعدات المقدمة لليمن، آملاً من وفد الاتحاد الأوروبي تقديم الدعم والمساندة لليمن في مؤتمر المانحين المزمع انعقاده في 16 مارس من الشهر الحالي.
واختتم حديثه قائلاً: أنا سعيد بزيارة وفد رفيع المستوى لمؤسسة تمدين شباب، وأتطلع لعمل استراتيجي مع الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، عبّر وفد الاتحاد الأوروبي، عن تقديره لما تبذله تمدين شباب لتحييد القطاع الخاص والاقتصاد عن الصراع، مثمناً في ذات الوقت مبادرة التعافي الاقتصادي.
وأوضح الوفد أن الاتحاد الأوروبي يولي اهتمامه بمنظمات المجتمع المدني والشباب والقطاع الخاص والبنك المركزي.
بدورها، قالت مارسيلا ماسياريك، رئيس التعاون مع اليمن في السفارة الألمانية، نتابع عن كثب ما يحدث في اليمن، كما أننا على اطلاع بما يقوم به المجتمع المدني اليمني للتخفيف من آثار الصراع.
وخاطبت السهيلي قائلةً: لقد تابعت تحركاتك المكثفة في عدن وصنعاء بخصوص مبادر التعافي الاقتصادي، وأتمنى أن تتكلل جهودك بالنجاح.
ومثّل الاتحاد الأوروبي في هذه الزيارة إلى جانب ماسياريك، كلاً من ماريكه فيردا، نائب السفير الهولندي رئيس قسم التعاون مع اليمن، وميليسا رحموني، مستشار أول للسفارة الفرنسية لدى اليمن، وألن رالف، دبلوماسي في سفارة أيرلندا لدى ليمن، وآدم برجمان، من السفارة السويدية لدى اليمن، ومنيا حسين، وكارولينا هيدستورم، من وفد الاتحاد الأوروبي.
حضر اللقاء من جانب مؤسسة تمدين شباب، المدير التنفيذي، جميل عبده، ومدير برنامج التمكين الاقتصادي، نشوان القباطي، ومسؤول المناصرة، عمار الأشول.