تقارير وتحليلات

دور التحالف في دخول “كورونا ” إلى اليمن “تقرير “

كتب / زكريا الشرعبي

يجتاح فيروس كورونا اليمن بشكل واسع، وسط انهيار تام للنظام الصحي حسب بيان للأمم المتحدة، بينما يقف البلد عاجزا عن مواجهته، فالمؤسسات الصحية دمرت بفعل الحرب التي يقودها التحالف السعودي الإماراتي منذ 5 أعوام، والوضع الإنساني يوصف بأنه أسوأ مأساة على مستوى العالم،17 مليون يمني لا يعرفون من أين سيأتون بالوجبة التالية.

وبينما يقع عبء المأساة الإنسانية على دول التحالف كونها من دمرت 60 % من منشآت اليمن الصحية، وتفرض حصارا غير قانوني على البلاد، إلا أنها بدلا من أن تتحمل مسؤوليتها في مواجهة الأزمة الإنسانية أولا، ومواجهة فيروس كورونا كوباء مستجد ومدمر،  لا تزال مستمرة في عملية الحصار وتعيق دخول مستلزمات طبية خاصة بمواجهة الفيروس، وكذلك سفن الغذاء والوقود بواسطة سفنها العسكرية، على البحر،والمثير للسخرية  أنها مع ذلك تعير الحوثيين بانتشار الفيروس  في مناطق سيطرتهم وتنشر وسائل إعلامها أرقاما كبيرة تقول أنها لعدد المصابين، والوفيات بالفيروس.

دور التحالف في دخول الفيروس إلى اليمن

بدأ التحالف الحرب على اليمن قبل 5 أعوام ونيف، بزعم إنقاذ الشعب اليمني، لكنه لم يكتف بأن غاراته الجوية أدت إلى مقتل وإصابة حوالي 40 ألف مواطن يمني وتشريد قرابة 4 مليون مواطن من منازلهم،وما تسبب به من مأساة إنسانية إلا أنه كما يتهمه كثير من اليمنيين ساهم بإدخال الفيروس إلى اليمن، فحين كان العالم قد أغلق كل المنافذ أبقت الحكومة الموالية للتحالف مطار عدن ومنفذ الوديعة مفتوحين، ونقلت السعودية مئات المجندين من مناطقها الموبوءة إلى عدن، وأرسلت آلاف المعتمرين إلى اليمن المنكوبة دون أي اجرءات وقائية، في الوقت الذي كانت وسائل إعلامها تبث دعاية تجرم المحاجر الصحية التي وضعها الحوثيون في منافذ المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

انتشار الفيروس في مناطق سيطرة التحالف

أعلنت اللجنة الوطنية لمواجهة وباء كورونا التابعة للشرعية أن عدد المصابين بفيروس كورونا حتى يوم الأحد بلغ 222 إصابة، بينها 42 حالة وفاة.

هذه الأرقام بحسب ناطقة اللجنة الدكتورة إشراق السباعي لا تمثل العدد الحقيقي، وما يتم إعلانه هو فقط عدد الذين يتم إجراء الفحوصات لهم ممن يصلون إلى مراكز العزل، والمحاجر، بل إنه لا يجري الفحوصات لكل من يصل إلى مراكز العزل الصحي، بينما تؤكد الأرقام الحقيقة -حسب ما تقول السباعي- كبيرة جدا.

وعوضا عن أن عدد الوفيات تجاوز في عدن منذ مطلع مايو الجاري 1500 وفاة، فإن عدد الوفيات المعلنة رسميا من قبل اللجنة يبدو كبيرا مقارنة بعدد الإصابات، على عكس ما يحدث في العالم حيث لا تتجاوز الوفيات نسبة 1% من الإصابات.

هذه المعطيات تشير إلى حجم الكارثة التي تعيشها مدينة عدن والمدن الأخرى الخاضعة لسيطرة التحالف،  والتي يفترض أن تكون على عكس ما يشيع التحالف عن مناطق سيطرة الحوثيين، لكن ما يبدو هو العكس فهذه المناطق تعيش عرضة لعدد من الأوبئة أبرزها كورونا وحمى الضنك، والملاريا، وحمى الشيكونغونيا، وتعيش تردي كامل للخدمات، لكن التحالف بدل أن يرتقي بها خدميا، يؤجج الصراعات بين الفصائل ، لتخوض معارك عنيفة تمتد من أبين وحتى سقطرى.

نفقات على الحرب

بحسب إحصائية نشرتها مؤسسة جيمس تاون الأمريكية، فإن السعودية أنفقت شهريا، 5 مليار دولار منذ بدء الحرب، ما يعني 300 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية، ووفقا لمراقبين فإن من ينفق هذا المبلغ على الحرب، لا يمكن أن يهتم بإنقاذ المواطنين، فلو كان يهمهم لما دمر بلادهم.

شر البلية ما يضحك

قال مستشار ولي عهد أبو ظبي عبدالخالق عبدالله إن الإمارات قدمت مساعدة طبية عبارة عن 200 ألف جهاز فحص بقيمة 20 مليون $  لواحدة من أشهر المدن الأمريكية كانت بأمس الحاجة ولتستعيد عافيتها الاقتصادية.

وأضاف:سنحكي في يوم ما ان الإمارات قدمت مساعدات لأمريكا وبريطانيا وايطاليا وأغنى الدول وأكبر الاقتصاديات وليس العكس.

عبدالخالق عبدالله كان قد كتب قبل تغريدته هذه تغريدة أخرى يدعو فيها إلى قيام دولة اليمن الجنوبي.

في ذات اليوم توفي 96 مواطن في عدن  بالأوبئة دون أن يجدوا حتى فحصا واحدا ليعرفوا على الأقل سبب موتهم.

ليس مؤكدا أن العالم سيقول أن الإمارات دعمت أمريكا، لكن الأكيد  أنه سيقول أنها هي والسعودية دمرتا اليمن، وحولتاه إلى جحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى