مقالات

اشتراطات أبوظبي المذلة على الرياض للعودة الى التحالف.. وموقف صنعاء من صفقة غير وطنية بقلم| جمال عامر

بقلم| جمال عامر

حاولت ابوظبي القيام بدورين مخاتلين فيما له علاقة بالحرب على اليمن احدهما ازاء صنعاء واستمر حتى قامت بخطئها القاتل بالعودة الى المواجهة المباشرة بمديريات شبوة وفي مديريات بمحافظتي تعز والحديدة وأدى الى اعادتها الى دائرة الاستهداف العسكري المباشر من قبل صنعاء
اما الدور الأخر فكان مع الرياض التي تجتر فشلا متواصلا في عدوانها المتواصل منذ سبعة اعوام و الحريصة على استعادة مشاركة شريكتها الفاعلة ضمن التحالف
وهو مامنح بن زايد جرأة في فرض شروطه المجحفة على حليفه المفترض

ارادت ابوظبي ان تمسك العصا من الوسط مع استحالة نجاح سياسة كهذه وبالذات حين تغادر القضايا طاولات الحوار الى ساحات القتال
وفي هذا السياق ظلت قيادة ابوظبي تؤكد لصنعاء عبر وسطاء او من خلال لقاءات غير معلنة نأيها عن المشاركة في العدوان بما في ذلك الطلعات الجوية الحربية مبدية عن رفض شديد لسياسات المملكة والذين كانوا يصفون قيادتها الصاعدة بالمتهورة والمراهقة.

كانت صنعاء تعلم بواعث هذا التودد واغراضه الذي يتناقض تماما مع تمويل ابوظبي لمليشيات القوات المشتركة في الساحل الغربي واستمرار احتلالها لمديريات في محافظتي الحديدة وتعز وكذا طمعها باحكام سيطرتها على كامل الجنوب.
الا انه ولأسباب تكتيكية لم يكن من الواقعية جعل مطلب الانسحاب من الساحل الغربي بمثابة العقدة بالمنشار باعتبار ان خروج القوات التابعة لها من كل ارض يمنية سلما او حربا هي مسألة وقت لا أكثر، وبالمقابل فقد كانت الامارات تمارس ابتزازا مهينا على الجانب السعودي للحصول على كامل الكعكة في الجنوب بل وجزء من الشمال ما اوجد خلافا بانت علاماته وهو ماستدعى تدخل بريطاني.
وبحسب مصدر وثيق الاطلاع، فقد كانت ابوظبي تقدم اشتراطات للرياض مقابل عودتها للمشاركة في الحرب وان هذه الاشتراطات تم تقديمها اثناء لقاء ضم قيادات استخباراتية من البلدين في مدينة نيوم وبرعاية بريطانية ومنها تسليم الجنوب كاملا دون انتقاص لوكلائها في المجلس الانتقالي باخلاء ماتبقى من المحافظات الجنوبية ممن تسمهم بقوات الاخوان، بالاضافة الى التسليم بسيطرتها على مديرية المخا وباب المندب والمديريات المجاورة التي تمثل حماية ضرورية لهما بغطاء ادواتها المتمثلة بالقوات المشتركة التي تم تغطيتها سياسيا بانشاء المجلس السياسي.

وبحسب ذات المصدر فقد رفض الجانب الاماراتي طلبا سعوديا بابقاء المهرة وحضرموت تحت سيطرتها باعتبارهما محافظتين حدوديتين وكذا تسليم باب المندب كون السعودية من ضمن الدول المطلة عليه وقد صعد هذا الرفض من الخلاف بين النظامين الى مستواه الاعلى الا انه وبينما اتسم الرد السعودي بما هو اشبه بتعبير عن غضب منه الى سياسات تترجم على الارض نظرا لفشلها المتواصل في تحقيق اي نصر عسكري على الجبهات المفتوحة في اكثر من محافظة يمنية كان الرد الاماراتي عمليا مثل فرضا لأمر واقع تمثل:

– بسحب القوات الممولة اماراتيا من المناطق المتاخمة للحديدة دون علم الرياض وابقاء سيطرتها على المنافذ البحرية -الخوخة -ميناء ريمة -باب المندب الاستراتيجي وعدد من الجزر التي قدمت بعضها كرشوة لاسرائيل مثل جزيرة ميون الاستراتيجية.
-نقل عدد من الوية العمالقة من الساحل تمكنت عبرها من استعادة مديريات شبوة -بيحان -عسيلان -العين -بالاضافة الى مديرية حريب الماربية كونها تمثل حماية استراتيجية بعد السيطرة السياسية على المحافظة حين تم تعيين محافظ موال لأبوظبي بعد تمويل احتجاجات لاسقاطها قبليا.
-التوجه الى محافظة حضرموت التي بات اسقاطها مسألة وقت بسبب خروج هادي عن الجاهزية وارتهانه الكلي لنظام الرياض الذي يعاني العجز في ابداء اي ممانعة قد تقود الى قطيعة مع نظام ابوظبي الذي اكدت الوقائع الاخيرة حين تم استهدافها من صنعاء بالصواريخ والمسيرات بانه الحليف الاستراتيجي لامريكا وقفازاتها في تمرير العمليات القذرة القادر على اللعب على كل الحبال والمتناقضات والمتخفف من اي مخاوف من تغير المزاج الشعبي كنتاج لسياساته المتقاطعة مع الدين والمبادئ ومن اي قدر من الاخلاق.
الا ان هذا النظام ومع مايتبدى من تحقيق نجاح بالسيطرة على ماتحت يده من التراب اليمني والالتزام بعدم تجاوزه لازال مهددا بموقف نظام صنعاء الرافض لتقسيم اليمن وعدم مناقشة اي صفقات بهذا الاتجاه، وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى