الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

الصحفية باضاوي.. تعذيب وتهم غير مسبوقة!

تعز – خليل مراد

أكثر من ثلاثين يومًا وما تزال الصحفية هالة باضاوي تقبع خلف القضبان في السجن المركزي بحضرموت دون محاكمة عقب نقلها من سجن الاستخبارات العسكرية الذي قضت فيه أيامها الأولى وتتهمها السلطات الأمنية بالتخابر مع أطراف خارجية، وهي ذات التهمة التي توجهها السلطات في حضرموت في وجه كل من ينتقد الوضع الأمني والمعيشي.

وتعد المرة الأولى في اليمن التي تعتقل فيها إعلامية وتوجه لها تهمة على هذا القدر من الخطورة منذ عقود من الزمن على خلفية عملها الصحفي، التهمة التي وضعت أسرة باضاوي في وضع نفسي وإنساني صعب كما دفعت العشرات من الصحفيين الحقوقيين لإعلان التضامن مع الصحفية هالة.

بداية القصة!
كانت هالة في مقر المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا وأثناء خروجها في منتصف الخميس 30 من ديسمبر الماضي هجم عليها مجموعة مسلحين وصعدوا إلى سيارتها وأجبروها على الذهاب إلى مقر الاستخبارات، وعند خروجها من السيارة قامت بتأمينها من الداخل وأخبرتهم أنها لن تخرج إلا بوجود مدير الاستخبارات حسين العليي، وحينها كتبت منشورها الأخير حول ما تعرضت له واتصلت بزوجها لتخبره بمكان احتجازها.‎

تم اعتقالها وإخفاؤها قسرًا في سجن الاستخبارات العسكرية قبل أن يتم السماح لأسرتها بزيارتها لمرة واحدة فقط، ثم نقلت إلى السجن المركزي في الثالث من يناير الماضي حيث ما تزال في السجن المركزي حتى اللحظة.

مماطلة:
بعد أن تم نقل الصحفية هالة في الثالث من يناير الماضي إلى السجن المركزي تم إبلاغ أسرتها بأن ملفها تم تحويلة للنيابة الجزائية (أمن دولة) وعند الذهاب للنيابة تم إبلاغهم بأن الملف لم يصل للنيابة وأنه في البحث الجنائي، إلا أنه وعند ذهابهم للبحث اكتشفوا أنه لا يوجد ملف، لكن وعقب ضغوط إعلامية وحقوقية اعترفت النيابة بوجود ملف للصحفية هالة وتم تحديد أول جلسة يوم الإثنين 24 يناير إلا أنها تأجلت بحجة غياب عضو النيابة!

المحامية صفاء باكونة قالت إن النيابة تسعى لإطالة أمد اعتقال الإعلامية هالة عن طريق إخفاء ملفها والسلطات الأمنية بالمحافظة تعرف أن جميع التهم الموجهة لهالة غير صحيحة.

حالة نفسية صعبة:
تعيش الإعلامية هالة حالة نفسية صعبة في المعتقل جراء التهم التي وجهت لها والتعذيب النفسي والجسدي حيث وضعت في السجن الانفرادي حسب شقيقتها هند، حيث أكدت بأنها تعرضت للضرب في اليوم الثالث من اعتقالها في سجن الاستخبارات العسكرية حتى نزفت وتم نقلها إلى السجن المركزي للعلاج وهي الآن تعاني من إصابة بيدها اليمنى نتيجة الضرب.

تهديدات سابقة:
ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها هالة للاعتقال فقد تعرضت في فبراير الماضي للاعتقال عندما كانت تغطي الوقفة الاحتجاجية الشعبية الرافضة للوضع المعيشي والاقتصادي.

وحسب إفادة شقيقتها هند أكدت أنها تعرضت للعديد من التهديدات خلال الفترة الأخيرة بسبب كتابتها الصحفية، حيث منعتها أسرتها من الخروج من المنزل خوفًا على سلامتها بعد كل تهديد.

صدمة في الوسط الإعلامي:
تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الانتهاكات التي تمارسها السلطات الأمنية بحضرموت؛ اعتقال وتهديد وممارسات غير قانونية عديدة، لكن الصدمة الحقيقية أن يتم استهداف صحفية هذه المرة، بل واتهامها تهمًا خطيرة سبب نوعًا من الرعب لدى زميلاتها وزملائها.

حضرموت المدينة المسالمة والتي يتسم أهلها بالهدوء باتت مكانًا غير ملائم للصحفيين والصحفيات أيضًا ولم تمر فترة طويلة على اعتقال الصحفي عبدالله بكير لما يقارب العام قبل أن يتم تبرئته من التهم الموجهة له.

كما تجري حاليًا محاكمة ثلاثة صحفيين في حضرموت حول قضايا نشر أمام محاكم غير مختصة في قضايا الصحافة حيث يحاكم الصحفيان صبري بن مخاشن وعوض كشميم غيابيًا أمام النيابة الجزائية في حضرموت، كما استدعت نيابة الأموال العامة الصحفي عبدالله الشادلي بسبب كتاباته الصحفية
ورصد مرصد الحريات الإعلامية 67 انتهاكًا ضد حرية الإعلام في محافظة حضرموت منذ نهاية العام 2015 م تنوعت بين اعتقال وتهديد وتعذيب، بحسب المشاهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى