استطلاعات وتحقيقاتالأخبارمحليات

كيف استهدف الحوثيون مطار أبوظبي؟ (تحقيق)

عدن – هلال كامل

الادعاء
استهداف مطار أبوظبي بصواريخ بالستية ومجنّحة وطائرات مسيّرة

الخبر المتداول
أعلنت جماعة الحوثي، مساء الإثنين 17 يناير الجاري، مسؤوليتها عن استهداف مطار العاصمة الإماراتية أبوظبي، ومنشآت أخرى بصواريخ بالستية ومجنّحة وطائراتٍ مسيّرة، جاء ذلك على لسان الناطق العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، الذي أعلن عن نجاح ما أسماها عملية “إعصار اليمن” في ضرب العمق الإماراتي.

الناشر
المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي – يحيى سريع

المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي – محمد عبدالسلام

قناة المسيرة

يحيى الشامي

تحقق المشاهد
حسب بيان الجهة التي أعلنت مسئوليتها عن الهجوم وحكومة موقع الهجوم، دولة الإمارت العربية المتحدة فقد تبين صحة الادعاء المتداول مع اختلاف في المعلومات عن السلاح المستخدم في الحادثة. وقد نتج عن الحادثة مقتل ثلاثة مدنيين، واحدا منهم من الجنسية الباكستانية والأخرين من الجنسية الهندية، حسب معلومات متداولة نقلا عن شرطة أبو ظبي. كما سقط في الهجوم ستة جرحى حسب ذات المصدر.

تتبع المشاهد مسار الحدث منذ أن أعلنت شرطة أبوظبي ظهر الإثنين انفجارات في 3 صهاريج نقل محروقات بترولية بمنطقة مصفح “آيكاد 3” بالقرب من خزانات أدنوك وحريق في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي، بتغريدة نشرتها وكالة أنباء الإمارات “وام” الساعة 12:13 ظهر أمس الإثنين.

رابط أول خبر رسمي إماراتي عن الحادثة-وكالة الأنباء الإمارتية

ست دقائق فقط، كانت الفارق الزمني بين إعلان شرطة أبوظبي، وإعلان المتحدث العسكري لجماعة الحوثي يحيى سريع عن بيان مهم للقوات المسلّحة للإعلان عن عملية عسكرية نوعية في العمق الإماراتي.

رابط تغريدة متحدث قوات جماعة الحوثي يحي سريع

تبعه في الساعة 2:38 مساءً، المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام الذي أشار في تغريدة له عقب إعلان الإمارات عن تعرّض مطار أبوظبي لهجومٍ بأجسامٍ مسيّرة عن مسؤولية جماعته حول استهداف مطار العاصمة الإماراتية.

بعد ساعة من إعلان شرطة أبوظبي نقلت وكالة الأنباء السعودية واس عن التحالف العربي أنه رصد تصعيدًا عدائيًا للحوثيين باستخدام طائرات مسيّرة من مطار صنعاء الدولي. لاحقًا صرّح المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي بأن استهداف منشأتين اقتصاديتين واستهداف مطار أبوظبي الدولي بثلاث طائرات مسيرة مفخخة من قبل الحوثيين يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

واعترفت الإمارات في بيانٍ لوزارة الخارجية والتعاون الدولي باستهداف الحوثيين لمنشآتٍ مدنية في أبوظبي، معلنةّ احتفاظها بحق الرد على ما اعتبرته “الاستهداف الآثم الذي لن يمر دون عقاب”.

رابط بيان وزارة الخارجية الإماراتية

الساعة 9:56 مساءً أعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع عن استهداف عدد من المنشآت الإماراتية الهامّة بخمسة صواريخ بالستية ومُجنّحة وعدد كبير من الطائرات المسيّرة.

تتطابق رواية الحوثيين مع التصريحات الإماراتية والتحالف العربي إلى حدٍ كبير، وهناك اختلافٌ واحد رصدناه في رواية الحوثيين الذين قالوا إنهم أطلقوا خمسة صواريخ بالستية ومُجنّحة إلى جانب الطائرات المسيّرة التي اعترفت الإمارات والتحالف العربي باستخدامها في هجوم أبوظبي.

القدرات الجوية للحوثيين
أطلق الحوثيون هجومهم بالطائرات المسيّرة، وصواريخهم البالستية، بعيدًا عن أي تغطية رادارية كافية، من صنعاء إلى الجوف إلى الربع الخالي إلى الإمارات، ويذهب المحلل العسكري الأردني فايز الدويري إلى أن الإماراتيين تحدّثوا عن بقايا طائراتٍ مسيّرة، والحوثيون لديهم مزيج متقارب من القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة، وهناك فارق بينهما من حيث القدرة التأثيرية عند التفجير.

الدويري في حديثه للتلفزيون العربي أكد أن ما يمتلكه الحوثيون يعود إلى بقايا سلاح الجيش اليمني تحديدًا الحرس الجمهوري، وما تزودهم به إيران، وأقصى مدى لهذه القدرات هو 1750 كم كطائرة صماد3 التي بإمكانها حمل 50كجم من المتفجرات كحد أقصى، وصاروخ بركان3 الذي يفوق مداه 1400 كم، برأس متفجر 250 كجم.

طائرة صماد3 المسيرة وصاروخ بركان3 بإمكانهما الوصول إلى أهدافهما في عمق الإمارات العربية المتحدة، إذ تبلغ المسافة بين مطاري أبوظبي المستهدف ومطار صنعاء الذي انطلقت منه الصواريخ والطائرات المسير نحو 1500كم، كما هو موضح برسم المسافة من خرائط جوجل.

المسافة بين صنعاء وأبو ظبي ضمن مجال قدرات الحوثيين الجوية

وليست هذه المرة الأولى التي يعلن الحوثيون فيها استهدافهم للعاصمة الإماراتية أبوظبي، إذ أعلنوا في 26 يوليو 2018م استهداف مطار أبوظبي بطائرة صماد3، وعلّق المطار على الحادثة بأنها داخلية.

ولا يتوقف الحوثيون عن تطوير قدراتهم على مستوى سلاح الجو بشكل مستمر منذ اندلاع الحرب في اليمن نهاية مارس 2015م.

السياق الزمني
عادت الإمارات العربية المتحدة إلى واجهة المشهد العسكري في اليمن عقب تعيين محافظ جديد لمحافظة شبوة، وتوجّهت على الفور ألوية العمالقة الجنوبية المدعومة إماراتيًا لاستعادة المديريات الثلاث التي سيطر الحوثيون عليها في أكتوبر الماضي. وخلال عشرة أيام من دخولها مسرح العمليات العسكرية استعادت ألوية العمالقة مديريات بيحان وعسيلان وعين، غرب شبوة، ونقلت المعارك إلى مديرية حريب بمحافظة مأرب، وهي واحدة من المديريات التي سيطر عليها الحوثيون عقب سيطرتهم على مديريات شبوة الثلاث.

وتبدو عملية استهداف مطار أبوظبي ردًا على عودة الإمارات إلى المشهد العسكري؛ حسب تغطية قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي.

تزامن توقيت عملية الاستهداف لأبو ظبي مع زيارة المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام العاصمة الإيرانية طهران، التقى خلال زيارته الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني.

المصادر: المشاهد
وكالة أنباء الإمارات “وام”

وكالة الأنباء السعودية “واس”

وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية

المحلل العسكري الأردني فايز الدويري

قناة الجزيرة

قناة المسيرة

وكالة سبوتنيك الروسية

المركز الإعلامي – ألوية العمالقة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى