استطلاعات وتحقيقاتالأخبارمحليات

مجدداً.. وثيقة مفبركة في “التمييز العرقي”

صنعاء – حمدي رسام

الادعاء
الحوثيون في جامعة صنعاء يقبلون الطلاب بناء على الاسم السلالي وليس على نتيجة الثانوية، وأبناء القبائل يزج بهم في جبهات القتال.

الناشر
فهد سلطان

زعفران زايد

علي العقبي

نوح الجاسري

عميد ركن/محمدالكميم

علي جعبور

الخبر المتداول
تداول ناشطون وصحفيون عبر منصات التواصل الاجتماعي في 1 و2 يناير الجاري، قائمة بأسماء الطلاب المقبولون في كلية الطب جامعة صنعاء للعام 2021/2022، مدعين أن الحوثيين في جامعة صنعاء يقومون بقبول الأشخاص بناء على انتمائهم للأسر الهاشمية، وليس على نتائج الاختبارات.

وفي الوقت ذاته، فإن الحوثيين يقومون بالزج بأبناء القبائل في الصفوف الأمامية لجبهات القتال، ليسوقوهم إلى حتفهم، فيما أبناؤهم يستلمون المناصب والرواتب، ويتابعون دراستهم في أفضل الكليات، ومنها كلية الطب.

تحقق المشاهد
من خلال التحقق عن الخبر المتداول، تبين أنه يحتوي على معلومات مضللة وغير دقيقة، إذ توضح القائمة المنشورة أسماء طلاب تنتهي بألقاب لبعض الأسر الهاشمية، مثل المؤيد، الكبسي، المتوكل، الحوثي… الخ، على اعتبار أن هؤلاء الطلاب في المراتب الأولى للمقبولين في كلية الطب، بسبب انتمائهم.

وعند مقارنة الأسماء المذكورة في القائمة المتداولة مع الأسماء المنشورة على منصة القبول في كلية الطب، لم نجد أي وجود للأسماء المذكورة ضمن قائمة المقبولين في الكلية للعام 2021/2022، والتي تحدد 150 طالبًا وطالبة مقبولين في تخصص الطب البشري، ومن كل مناطق اليمن، وهو ما يؤكد أن الخبر المتداول مضلل.

لقطة شاشة لمنصة إعلان نتائج اختبار المفاضلة في كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة صنعاء

وعند فحص الوثيقة المنشورة يتضح للعيان أنها مفبركة، إذ إن عنوان الوثيقة كشف بأسماء الطلاب المقبولين بكلية الطب للعام 2021/2022، ولم تحدد أي تخصص، حيث يوجد في كلية الطب والعلوم الصحية ثلاثة تخصصات: طب بشري، وتمريض ومختبرات، فيما الوثيقة المنشورة لم تحدد أي تخصص.

كذلك، فإن الوثيقة المتداولة تظهر نتائج مواد مثل الإنجليزي واللغة العربية والأحياء، والمعروف أن القبول في كلية الطب يعتمد بنسبة 30% على معدل الثانوية، ونسبة 70% على نتائج اختبار القبول، وهو ما كان مفقودًا في الوثيقة التي أظهرت فقط نتائج اختبار المواد.

لكن هذا لا ينفي تحيز جماعة الحوثي برأي جانب من المراقبين. فبحسب وثيقة فكرية موقعة من زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي بتاريخ فبرارير 2012، تنص صراحة على حصر الحكم في أسر محددة يتصل نسبها بسلالة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب من ذرية زوجته فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي تعليقه على هذا التضليل، يقول مفيد الغيلاني، صحفي وخبير في تدقيق الحقائق: “هذا النوع من التضليل يُستخدم من جميع أطراف الصراع في اليمن، وعادة ينتشر عندما يكون هناك أحداث ساخنة على الصعيد الميداني بين أطراف الصراع، كما هو حاصل الآن، وهذا ليس مستغربًا، باعتبار أن نشر الشائعات والأخبار المضللة أصبح إحدى الاستراتيجيات التي يستخدمها أطراف الصراع في اليمن”.

ويضيف الغيلاني: “لكن المستغرب هو انسياق صحفيين وناشطين كبار مع مثل هذه الشائعات والأخبار المضللة، ولا يبذلون أي جهود للتحقق والبحث عن الحقيقة، وهم من يفترض أن يكونوا حريصين على نقل الحقيقة بعيدًا عن التزييف، لأن مشاركتهم في ترويج الشائعات تعمل على ضرب مصداقيتهم عند متابعيهم وجمهورهم على منصات التواصل الاجتماعي”.

السياق الزمني
تأتي هذه الأخبار المتداولة في ظل اشتداد المعارك في مأرب بين القوات الحكومية من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى، وكذلك في ظل التقدم الذي تحرزه القوات المشتركة وقوات العمالقة في شبوة، وزج الحوثيين بأعداد كبيرة من المقاتلين في هذه الجبهات المشتعلة.

المصادر
المشاهد: البحث العكسي – التحليل النقدي – موقع جامعة صنعاء الخاص بعرض نتائج اختبار المفاضلة – خبير في التحقق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى