مقالات

بيان براءة من الأحقاد بقلم| عبدالملك المخلافي

بقلم| عبدالملك المخلافي

عندما يتوارث رجال الدولة الحقد على رجل أعزل-أصبح جثمانًا- ترك السلطة قبل 44 عاما، وعاش مشردا عن وطنه ومنفيًا، وبعد ان سقطت الدولة نفسها التي توارثوا احقادها.. لا يؤمل ان تستعاد الدولة ، وانما تستعاد الأحقاد لان الدولة لا تحقد ورجالها ان كانوا حقا رجال دولة لا يحقدون.

عندما يرفض رجال الحروب ان يمنحوا رجلا وحيدًا عاش منفيا عن وطنه مسالما، السلام الاخير وهو ميت ليدفن في وطنه فإنهم لن يمنحوا الوطن السلام.

عندما تتخلى الدولة عن رجل كان قائدا كبيرا فيها، شارك في معارك الدفاع عن الجمهورية وفي معارك بناءً الدولة منذ بواكير شبابه، وتبخل عليه بان تكرمه ميتا حتى ببيان نعي وبرقية عزاء كاحد رجال الدولة وابناء الوطن. بعد ان تخلت عنه حيًا.. علينا ان نعرف ان هذا وطن لن يتعافى من أحقاد يحملها من يتولون المسؤولية ويورثونها لمن يليهم. في الوقت الذي يحتاج الوطن الى التسامح واغلاق حقيقي وكامل لا انتقائي لملفات الماضي.

اما الذين يعتبرون كل الاحداث التي راح ضحيتها أفراد وقادة وشخصيات بارزة واجتماعية ومشائخ بعضها بالمئات و الآلاف في الشمال والجنوب، وفي فترة الصراع بين الشطرين، وعلى مدى عقود من الزمن .. يمكن المسامحة حولها .. وأحداث الحجرية لا تنطبق عليها هذه المعايير فهذا يعني ان تعز هي المستهدفة لتبقى الملفات فيها وحدها مفتوحة والصراعات بين ابنائها مفتوحة لكي لا تنعم بالسلام.

عندما لا يكون في تعز رجال من أمثال الرجال الذين أعادوا الفريق حسن العمري ليدفن في صنعاء بما يليق به مكرمًا رغم ان قضيته جنائية بحته.. او الذين تجاوزوا أحداث الشمال والجنوب على الأقل بعد الموت، فقل على تعز ورجالها والمرؤة والتسامح فيها السلام.

عن الفقيد الكبير القائد السياسي والعسكري عبدالله عبدالعالم عضو مجلس القيادة وقائد قوات المظلات واحد ابطال سبتمبر والجمهورية وحصار السبعين والشخص الابرز في رجالات حركة 13 يونيو التصحيحية ورفيق الرئيس الشهيد القائد إبراهيم الحمدي والقيادي الناصري ..اتحدث ..
ضحية الأحقاد وعدم وجود قبيلة معه في بلد قبلي لا يحترم الافراد، وضحية كونه من تعز التي من السهل تاجيج الصراعات البينية فيها والتي جرى توظيف بعض ابنائها بالضغط والاغراء والتعصب والغباء ..ضده. وضحية تخلي الجميع عنه، وضحية صمته الذي اغرى الحاقدين بتجاهل حل مشكلته ومعاملته معاملة امثاله من القادة، لو كان قد تحدث وكشف كل ما يعرف.

عن عبدالله عبدالعالم -رحمه الله-أتحدث و أكتب بعد ان تم التواصل من عديدين مع رئاسة الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وعدد من المسؤولين في الدولة والسلطة المحلية لترتيب دفنه في وطنه، والنتيجة أن اسرته فضلت أالاسراع بدفنه في القاهرة* عاصمة جمهورية مصر العربية التي احتضنته في سنواته الاخيرة، بدلًا من ان يدفن في وطنه في جنازة رسمية وشعبية تعبر عن إحترام الدولة لنفسها ولتاريخها ولقادتها. وتعبر عن الوفاء لرجل دولة قدم لوطنه الكثير، وسيأتي الوقت لكشف كل ما حدث على مدى عقود وكل المحاولات المبذوله لحل هذه المشكلة التي أصطدمت بالأحقاد على الرجل وما يمثله من انتماءات واعتبارات، وارتباطه بالشهيد الحمدي، وكيف لعب رأس النظام السابق دوره في تأجيج هذه القضية وتحريض أبناء مشايخ الحجرية الاباء الشهداء رحمهم الله- ضحايا احداث الحجرية التي كان نظام (الغشمي- صالح) – نظام 11 اكتوبر الدموي الذي اغتال الشهيد الحمدي – وراء اغتيالهم ، ضد عبدالله عبدالعالم ، بحسب شهادة الرجل الثاني في النظام سابقا ولاحقا، واستغلالهم للتعبير عّن احقاده تجاهه،ومنع حل المشكلة رغم اقراره اكثر من مره ببراءة عبدالعالم منها وهو في كل الاحوال حدثا من عشرات الاحداث السياسية الدموية في اليمن والتي كان يفترض ان تحل من خلال العدالة الانتقالية وجبرالضرر والمصالحة الوطنية.
***
ومازال النظام السابق رغم كل التغييرات ورغم انه يفترض رحيله يورث احقاده حتى الان.
وعند الله يلتقي الخصوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى