بوصلة “التحالف” تتجه شرقاً بعد شبوة.. والحريزي يتوعد مشروع “عاصفة الحزم” بحزم
حيروت – خاص
بعد سيطرة قوات العمالقة على عدد من المناطق في محافظة شبوة، تعمل الرياض على الدفع ببعض هذه الألوية نحو التحرك باتجاه محافظتي البيضاء ومأرب، لكن هذه المحاولات تصطدم بالتوجهات الإماراتية التي تفضل التوجه إلى محافظة حضرموت، ليأتي الرد القوي والحازم على هذه التطورات من زعيم مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي ورئيس لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، الشيخ علي سالم الحريزي، الذي توعد بتشكيل جيش قوامه 30 ألف مقاتل للوقوف أمام الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته في المهرة، وطرد الاحتلال من الأراضي الجنوبية.
هذا التحرك السعودي تزامَن مع تحرّك إماراتي مماثل في مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت، وفي مدينة عتق مركز محافظة شبوة، إذ دفعت أبو ظبي، الأربعاء، بالمزيد من القوات الموالية لها من الساحل الغربي ومدينة عدن إلى عتق، لإنشاء غرفة عمليات عسكرية لـ«تأمين وحماية شبوة»، على حدّ وصف مصادر مقرّبة من «الانتقالي»، لفتت إلى أن تحريك «العمالقة» باتجاه حضرموت لفرْض سيطرة المجلس عليها، يتعارض مع توجُّه السعودية التي عرضت على تلك القوات دمجها في إطار قوات هادي، وتعيين قيادات منها في مراكز عليا ضمن وزارة الدفاع التابعة للأخير، مقابل موافقتها على التقدّم تجاه جنوب مأرب.
وتُعوّل الرياض، في ذلك، على كون ألوية «العمالقة» التي تقاتل حالياً في مناطق واقعة ما بين مديرية عين في شبوة ومديرية حريب جنوب مأرب، يقودها القيادي السلفي حمدي شكري، وهو مناهض للإمارات وسبق له أن أعلن اعتزامه الاستمرار في القتال باتجاه جنوب مأرب، وفق ما توضحه مصادر مقرّبة من «العمالقة».
من جهته، حذر الشيخ الحريزي، المجلس الإنتقالي الجنوبي، من اللعب بالنار وتنفيذ أجندة الإحتلال في المهرة، معتبراً أن أي تحركات تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة المهرة ستبوء بالفشل في عموم المحافظات الجنوبية.
وفي السياق، عُقد في محافظة المهرة لقاء موسعاً للقيادات الميدانية في لجنة الاعتصام السلمي برئاسة الشيخ الحريزي والسلطان محمد عبدالله آل عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى.
ودعا الاجتماع إلى رفع اليقظة، وتدشين مرحلة جديدة من النضال لمواجهة التحديات والمخططات التي تحاول إسقاط المحافظة واحتلالها تحت الذرائع الواهية.
وحث الاجتماع على أهمية رفض جميع أحرار المهرة كل المشاريع التي تحاول النيل من المحافظة المسالمة، مؤكداً أن أبناء المهرة سيتصدون لكل المخططات وسيكون النصر حليفهم، موجهاً الدعوة لكافة أحرار اليمن لمناصرة أبناء المهرة إعلامياً وسياسياً كونها قضية تهم اليمنيين بشكل عام.
وأقر الاجتماع عددً من الخطوات التصعيدية لمواجهة كافة المخططات التي تهدد الأمن والاستقرار في المحافظة، وتنهك السيادة اليمنية.
ويأتي ذلك أيضاً، عقب بيان أصدره المجلس الانتقالي، دعا فيه إلى تجنيد 5 آلاف شخص وإغلاق المنافذ البرية والبحرية في المهرة”، وهو الأمر الذي اعتبره الشيخ علي سالم الحريزي “كشف النوايا السيئة لقيادات المجلس الانتقالي التي تسعى إلى النيل من المحافظة وإدخالها في فوضى أمنية عارمة، واصفاً دعوات المجلس بالعدائية وغير الصحيحة الهادفة إلى تمكين الأجانب من المهرة”.
وتحدث الشيخ الحريزي أن “الشرعية أصبحت جهة تنفيذية لدى الاحتلال السعودي والإماراتي، والثقة بها انتهت”، معتبرا أن “الانتقالي تحول إلى شركة أمنية ومرتزقة لدولة الإمارات”، محذراً إياه من اللعب بالنار ومحاولات جر المهرة إلى مربع العنف والاقتتال.
ودعا الحريزي جميع المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية إلى الالتحام وتوحيد الصف لمواجهة المخاطر والمشاريع التآمرية الجديدة التي تستهدف المهرة ونسيجها الاجتماعي.
هذه المتغيرات المتسارعة، تجلب خلفها تداعيات كثيرة وخطيرة بحسب العديد من المراقبين، الذين أشاروا إلى أن مشروع التحالف السعودي الإماراتي في المناطق الشرقية بات بلا أقنعة، الأمر الذي يستدعي من جميع المكونات اليمنية وقفة جادة مع القوى المناهضة لهذا المشروع، قبل أن تتحول المهرة إلى سقطرى ثانية.