عبدالله عبدالعالم.. الجدل لم يُحسم بعد
حيروت – سالم الصبري
فتحَ خبر وفاة السياسي والقائد العسكري الأسبق عبد الله عبد العالم بابًا واسعًا للجدل في أوساط اليمنيين وفي مواقع التواصل الاجتماعي باليمن.
وأعلن الجمعة عن وفاة عضو مجلس القيادة وقائد قوات المضلات الأسبق في فترة حكم الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي، في العاصمة المصرية القاهرة؛ إثر تردي حالته الصحية.
وفور الإعلان عن وفاته انقسم اليمنيون كعادتهم إلى قسمين، الأول يرى فيه الشخصية الوطنية التي رفضت كل الإغراءات، وظلت محافظة على نهجها ومبدأها، ووفاءها للرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي، الذي يصف معظم اليمنين عهده بأنه أفضل المراحل التي شهدتها اليمن خلال تاريخها الحديث.
فيما اعتبره القسم الثاني متمردًا على الدولة “آنذاك” ومتورطًا في جريمة قتل مشائخ محافظة تعز خلال سبعينيات القرن الماضي، حد قولهم.
ويصفه العديد من المتابعين لأحداث فترة السبعينيات بأنه كان أحد القيادات العسكرية المقربة للرئيس الحمدي وأحد أعمدة نظام حكمه.
وعقب اغتيال الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي انسحب عبدالعالم مع قواته “لواء المظلات” من صنعاء إلى مسقط رأسه في عزلة القريشية بمنطقة الحجرية، جنوب تعز.
وظل فيها لأشهر ثم انتقل إلى محافظة لحج التابعة في ذاك الوقت لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، المعروفة حينها بـ”اليمن الجنوبي”، ثم انتقل بعدها إلى خارج اليمن كلاجئ سياسي، وبالتحديد إلى العاصمة السورية دمشق.
وطيلة فترة بقاءه خارج اليمن، التي استمرت نحو 44 عامًا، وحتى وفاته أمس الجمعة، لم يمارس عبد العالم أي نشاطٍ سياسي أو إعلامي ضد نظام الحكم في اليمن، على الرغم من أنه كان أحد المعارضين له.
كما أنه لم ينخرط في أي حوارات سياسية عن فترة اغتيال الرئيس الحمدي وانسحابه من صنعاء إلى منطقة الحجرية في تعز وما رافقها من أحداث مهمة.
وأبرز تلك الأحداث حادثة قتل عددٍ من مشائخ محافظة تعز الذين زاروه إلى منطقته بعد تولي الرئيس اليمني السابق أحمد الغشمي مقاليد الحكم في اليمن نهاية عام 1977.
تقول روايات تاريخية ومصادر محلية إن مشائخ محافظة تعز الذين تم قتلهم كانوا في مهمة وساطة؛ لتقريب وجهات النظر بين عبد الله عبدالعالم وبين الرئيس الغشمي وأركان حكمه الجديد، وأبرزهم الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح.
وكان صالح آنذاك يتقلد منصب قائد لواء تعز، وكلف بقيادة الحملة العسكرية التي ستتولى إخضاع عبدالعالم الذي يراه نظام الحكم متمردًا.
غير أن مصادر أخرى اتهمت كلا من الغشمي وعلي عبد الله صالح بالوقوف وراء حادث قتل مشائخ تعز.
بعد ساعات من إعلان وفاة عبد الله عبدالعالم سارع أقارب المشائخ الذين قُتلوا في حادث الحجرية الشهير عام 1978 إلى إصدار بيان عاجل حذروا فيه من مساعي نقل رفاته إلى اليمن لدفنه، حد تعبير البيان.
الببان وصف عبد الله عبدالعالم بالخائن، واعتبره المسؤول الأول عن أبشع جريمة يندى لها الجبين، تم فيها قتل وسحل عدد من مشائخ وأعيان محافظة تعز المشهورة بـ”أحداث الحجرية”.
وأشار البيان إلى أن عبد الله عبدالعالم خان أرض تعز بإقدامه على جريمة قتل مشائخ تعز الذين كان لهم أدوار مشهودة في العمل الوطني والاجتماعي والتنموي والخيري في اليمن ومحافظة تعز، حسب البيان.
ويرى متابعون للمشهد السياسي في اليمن أنه برحيل عبد الله عبدالعالم ما تزال كثير من الأحداث يكتنفها الغموض، وستطوى كثير من الملفات الهامة في تأريخ اليمن المعاصر التي شهدها بنفسه باعتباره “سياسي وقائد عسكري كبير”، رغم مرور قرابة 44 عامًا من خروجه من اليمن إلى المنفى، بحسب المشاهد.