الأخبارمحليات

طبيب ينشر قصة تعرضه للسجن والتعذيب في العاصمة صنعاء لكن ماورد فيها من أحداث درامية أثارت الجدل ” تفاصيل “

 

حيروت – خاص

شكك الناشط الحقوقي ماجد زايد بحكاية رواها طبيب في العاصمة صنعاء عن تعرضه للإعتقال والتعذيب .

وقال  الناشط ماجد زايد ، في منشور على حسابه في فيسبوك رصده حيروت الإخباري، بأن الدكتور رياض سمير  نشر حكاية سجنه في صنعاء، تألمت عليه جدًا، وبدأت أكتب عنه لأنشر مظلوميته، من حرقتي ووجعي ولأجل الكثير من المظلومين الأخرين .

وتابع :” لكن أحدهم تدخل وأرسل اليّ رابط رواية بعنوان “معايشات سجين تدمري” للكاتب أيمن العتوم، وقال لي; تأكد من نصوصها وقارنها بنصوص الشاب الذي كتب حكايته في السجن، وبالفعل قارنتها ووجدت فيها كثير من التشابه والعبارات المنسوخة، في تشكيك حقيقي لمضامين ما قاله الدكتور الشاب رياض سمير.

وأوضح بانه أذا كان هذا الشاب مظلوم، فقد وصلت مظلوميته، وإن كان كاذب فقد ظلم مئات المعتقلين الآخرين، المعتقلين الذين لن يصدقهم بعدها أحد.

وتمنى ماجد زايد بأن  لا تكون غريزة الشهرة والمظلومية دافعًا لهذا الشاب، لأنها بصدق ستكون كارثة وجناية على الكثير من المعتقلين فيما بعد، أما قناعاتنا الأخرى ففيها من الحكايات والمظلوميات الكثير والكثير ، حد قوله.

وكان الشاب رياض سمير قد نشر منشورا عن تعرضه للسجن والتعذيب في صنعاء ، يعيد حيروت نشرها حتى يكون الحكم للجمهور .

اليكم القصة :

اتصلت لزوجتي وقلت خلصت عملي وأنا بالطريق الآن للبيت ..
وفي حين أكملت إتصالي مباشرة إعترضتني جماعة مسلحة ،،!
فتحوا باب السياره وركلني أحدهم بقوه في صدري حتى ما عدت أستطيع التنفس، وقام الآخر بفتح الباب المقابل من السياره ولكمني في وجهي وأسفل أنفي وكنت أصييح أييييش فيي ولييش هذا كله ولكنهم أستمروا ليقوم ثالث بضربي خلف رأسي بأقوى ما لديه حتى ما عدت استطيع المقاومة من شدة الضربات ف أغشي علي للحظات وطحت من على باب السياره إلى الأرض وقاموا بسحبي من ملابسي على الشارع وتمزيقها ليحملوني بعدها ويزجوا بي في مقدمة الطقم وبجواري مسلحان ومن خلفنا وأمامنا سيارات لا أعلم عددها..
أخذوا يدي وكلبشوني وأخذوا هواتفي من جيبي وأغلقوها وساعتي وخاتمي وبطاقتي ومفاتيح منزلي وكنت أقول لهم إعترفوا من أنتوو وليش هذي التصرفات الهمجيه قالوا أسكت ولا كلمة بتعرف بعديين والسلاح في وجهي ،،

طيب وين أوراقكم وإثباتكم أنكم لستم مختطفين ، قالوا اصااااه وعادك ما شفت شي مننا ..
هذي اللحظات بالذات جعلتني مرعووب وأن الموضوع فعلاً إختطاف وأن هناك موضوع كبير لا أعلم ماهو ..
وصلنا لمكان وقف فيه الطقم، ونزلوني لاني ما عدت أستطيع المشي وجى باص معكس بأسود، ربطوا عيني وقيدوني وأخذوا بصماتي العشر وطلعوني فيه وطلع معي ثلاثه أشخاص ومشى الباص مسافة لم أكن أعلم بأي إتجاه نحن ذاهبون فيه ، فقط كل ما كنت أقوله بنفسي لا اله الا الله محمد رسول الله لاااا اله الا الله محمد رسول الله وجسمي يرتجف ليس من البرد وانما من الوجع ..

بعد وقت وصلنا وسمعت فتحة بوابة ودخل الباص وإنزلوني منه ومشوني وهم مقيدين لي وأنا اقول لوين بتودوني أنا بوجوهكم امي في العناية مريضه ،
انا بوجهكم ووجه كل يمني غيور ، ولكني كل ما تكلمت بكلمة إلا وكان الرد منهم بشتيمة إلى أن وصلوا لمكان فتحوا رباط عيني ورموني فيه وأغلقوا الباب .

ي الله .. زنزانه مغلقه تماماً ،، باب أصم ، لا مخارج ، لا صوت ، ولا منفذ ..
أربعه جدران وشاشه مكسوره وحمام ومجلات مرمية على الأرض وشمع وكئابة وبرد قارس وموحش للغاية،
لا ضوء نهار ولا ظلمة ليل تعرفها حق معرفه لم أكن أعرف انا بأي وقت من هذا اليوم صباح ظهر عصر ولا في أي يوم أنا فيه في زنزانة الإخفاء تلك ..
كنت أدور على الجدران وأسأل نفسي أنا وين وليش انا هنا .. طرقت الباب بأقوى قوه ولأكثر من مره ولكن لا أحد يرد إلا أن صابني التعب ..
ذهب لأحد الزوايا وجلست فيها إنتظر وأنتظر يارب يارب حتى غلبني النوم ..
فتح الباب اليوم التالي قمت مسرعاً وفي داخلي أمل الخروج وان هناك سوء فهم أكيد ، ولكنهم قالوا مد يدك وقيدوها وغطوا عيني ونزلوني درج وعدد من اللفات يمين ويسار حتى سمعت باب غرفه يُفتح ..

قالوا أدخلوه ..
دخلوني وكنت واقف
قالوا أجلس .. جلست
كانوا خمسه من حولي خمسة أصوات لا اعرف كيف هي أشكالهم وانا معصوب العينين ،
خمسة حناجر كانت تسألني من أنت !؟ قلت بنفسي كيف أخذوني وهم مش عارفين من أنا .. لكني رديت وقلت رياض ..
قالوا انت عليك وعليك وفعلت كذا وكذا وانا قلت ولا اي شي من هذا الكلام ..
قالوا بتفعل نفسك ذكي صح !؟ والله لا نوديك خلف الشمس

قلت ليش ايش هي تهمتي وليش هذا كله أشتي إجابة منكم.. أعطوني كلام ليس بكلامي ومقاصد غير مقاصدي وإتهامات باطلة

قلت ايش هذا الكلام أذكروا الله أنا للآن مش مستوعب ليش انا هنا ؟
ليش ما تخلوني أتصل بأهلي طيب ؟ لهم يومين يدوروني بكل مكان في المستشفيات وفي الأقسام في كل المحافظات قلقين عليا ، أنا أستحلفكم بالله امي داخل العناية والله والله وكنت بسافر أزورها وعندي عقد عمل حصلت عليه انا وزوجتي في مستشفى وتلفوناتي عندكم شوفوا الرسايل وشوفوا كل شي تشتوه عشان لا تعرقلوني باطل ..
قالوا والله لا ننسيك امك وعادنا بنفصلك عن عملك ومستقبلك ..
قلت والله ما تحمل من مستقبلي مثقال ذرة
قال اصاااااه هذا القانون
قلت الله فووق القانون ، هذا الي تفلعوه إجرام

قال كلبشوه .. وبعدها أعطوني أوراق وقالوا بصم وأنا كنت رافض وبصموني بالإكراه على ورقتين وانا معصوب العينين لا إدري ما فيها واخذوني للزنزانه وأغلقوا الباب وانا أصيح افتحوا الباب وأتقوا الله والدتي مريضه لا تفجعوها عليا .. لكن لا حياة ولا حياء لمن تنادي

مرت أيام وانا محجوز ، كان الباب يُفتح فقط لمدة أربع ثواني تتدخل فيها وجبه طعام فول مصبوب على مغرف الحمام ..
أضربت عن الطعام لا مأكل ولا مشرب وصابني التعب وانتفخ صدري من الضرب لدرجة اني تمنيت الموت مره على أن اموت في كل مره أتوجع فيها أخذ نَفَس ل داخل صدري ورئتي ..

إلى أن جاء أحدهم وفتح الباب ، نظرت إليه كالعاده متوقعاً دخول ذلك الوعاء لكن لا شي حدث ..
إستغربت !
قمت ومشيت بإتجاه الباب شفت شخص واقف قال خذ طعامك ، قلت انا مضرب عن الطعام
قال يا اخي أنت شكلك إبن ناس ومحترم
في معك رقم أقدر أوصله لأهلك أبلغهم أنك موجود هنا ..

حقييقه لم أستطع تماالك نفسي من الفرح ، ورفعت يدي وقلت اللهم لك الحمد أخييراً الفرج ..
قال موعدنا غداً عند وقت فتح الباب ، قلت أعطيني قلم
قال مافيش معي دبر نفسك
كنت أدور في أركان الغرفة وكاميرة المراقبة ب ليزرها الأحمر تراقب كل تحركاتي ولم أجد أي طريقة أستطيع من خلالها كتابة الرقم لكني أخذت المجلات وقطعت كل الأرقام التي أحتاجها صفحة ٧٧ وصفحة ٥ و ١ وقمت بإحراق الشمع وتقطيره على قصاصة ورقية وتدبيس الأرقام بالترتيب حتى اصطفت ك رقم واحد وكان ذلك إنجاز للنجاه والخروج من الموت ..
أنتظرت وخفت ألا يغلبني النعاس خشية ان تذهب فرصة قد لا تتكرر ، وفعلاً فُتح الباب كما لو أنه أشبه ب الأمس.. ، قال بصوت خافت معك فلوس
قلت ايواه ، وكان هناك مبلغ 10 الف في جيب بنطالي
قال أعطيني اياها بالمقابل ..
قلت ولا يهمك خذ الرقم وشرحت له طريقة ان الأرقام ملصقة بشمع بالترتيب وأعطيته المبلغ وقام بعدهِ وطويه في جيبه وأخذ الورقه مني ومزقها أمامي وأغلق الباب في مشهد صادم صادم وموجع جداً تمنيت فيه لو انه مزق روحي ولم يفعل ذلك
ركلت الباب وكنت أصييح يا حقييير وأخبط الباب مراراً وتكراراً ولكن لم يجدي ذلك نفعا..

وقتها صابني الخوف واليأس وقلت خلاص أنا أنتهيت

دعيت وقلت اللهم أني أعوذ بك من قهر الرجال

توحدت في مكاني لأسابيع وأنتشرت الحكة في جسدي وعلمت أن ركلي للباب وصياحي وإضرابي عن الطعام ماهو إلا إستنزاف لقوتي وسعراتي الحرارية حتى غلبني التعب وسجدت على الأرض ونمت
رأيت نفسي أزور أمي في المنام وأقول لها كيف حالك في البعد 💔 امي حبيبتي قلبي ليش مريضه بهذا الشكل
قالت اني مريضه من مرضك شوف حالي وحال زوجتك بعد إختفاءك ، برضاي عليك قوم كل اي شي لا تستلم الله يحرسك وكانت تبكي أمامي حتى أستيقضت من النوم فجأه وقلبي مقبوض، رحت افتش بين اكياس الخبز اليابسة وأخذت ماء من الحمام وبدأت بغمسه واكل الخبزه تلو الأخرى حتى سمعت موسيقى بداية النشيد الوطني من خارج الجدران وبدأت كلمات النشيد رددي ايتها الدنيا نشيدي وكنت أردد معه ردديه وأعيدي وأعيدي وهنا نزلت الدموع الغفيييره حتى امتلأ الخبز منها حين تذكرت قبل أسابيع قليله عندما وقفت أمام كل من حضر عرسي ووضعت يدي على صدري اهتف بأعلى صوت وسيبقى نبض قلبي يمنيا .. وأي نبض الآن قُتل بداخلي

لكن هذا الصوت أعاد لي الأمل

بدأت بحرق أرجلي لأتفادى قسوة البرد الذي أوجعني حق وجع وشربت مياه الحمام كلها وانتظرت موعد النشيد الوطني في اليوم التالي حتى أتحلا بجرعة حياة من جديد

لكن لا صوت اليوم ..
قررت المغامره وغطيت الكاميرا وحاولت فتح النافذه، لقد كانت حديديه صماء وقفزت مع وجعي كله لها وتسلقت ورأيت سور طويل وسياج كهربائي وكاميرات مراقبة وجلست هناك متمسك بالشبك أنظر إلى مارة الطريق حتى مرت إمراة
كانت أول مره أرى فيها الحياه والحريه بعد 23 يوم من الإخفاء، صحت هيييي وكانت تلتفت يمنة ويسره وبصوت خافت آخر صحت هييي ممكن تتصلي !!
ردت وقالت بشجاعة ولم تخف من أحد ورفعت هاتفها وقالت كم الرقم ، قلت 77 .. قالت من أقلهم ؟
قلت ريااض
سمعني الحراس تحت وصاحوا وبدأوا بالركض وانا قفزت من على النافذه وقمت بإغلاقها ولكن لم يسعني الوقت حتى دخلوا وقاموا بالهجوم عليا من شتم وتهديد بالتقييد ل يداي و قدماي معاً ولكني دافعت عن نفسي لا مجال للخضوع لأني ميت ميت
ووقت خروجهم وقبل إغلاقهم للباب قلت صدري مكسور انا ماا اقدرش اتنفس ،،، إلتفت أحدهم وقال ” موووت ما نفعلك ”

حرفياً لقد كنت ميت ولم أعد استطيع الحركة

نظرة عيناه وتلويح يدهِ ونبرة الصوت لا زالت في ذاكرتي وستبقى خالده ليلعنها التاريخ أجيال بعد أجيال

الدكتور رياض طبيب القلوب محفور على جدران تلك الزنزانه لتكون شاهده على أكبر جُرم أُرتكب في حقي إلى أن أُنتشل جسدي من هناك البارحه وأنا مغيب تماماً عن الحياة بقولهم إفراج انت طلعت بريء وهذي كانت إجراءات ..

مع لهفة الخروج من ذلك المكان كُسرت فيها كل جوارحي عندما فُتحت البوابه أتصلت لأمي، ردت وهي تقول رياااااض يا ريااااض وتبكي وتبكي وتبكي من قلبها الرحيم وأقسم لكم أن بكاءها أبكاني في الشارع حتى ما عدت أستطيع تمييز مخارج حروفها وهي تحدثني عبر الهاتف
كانت تقول اني مرييضه ارتفع السكر ورجلي وعيني ورمت مع التهاب الكلى تعال اشوفك واشم ريحتك وانا يا جماعه ما قدرت امسك نفسي من البكاء 💔

بالله عليكم هل هناك وزارة عدل أو مكتب أو قبيله أو عرف أو محكمه أو نيابة أو جاه في هذا البلد أقدر أقدم فيه شكوى ظلم وإعتداء باطل وتعذيب
من يعوضني ويرد إعتباري
سلبوا عملي وخربوا بيتي وصحتي والآن انا مهدد على ألا أبوح بما حصل لي وإلا سأخسر مالم أخسره

ماذا يمكن أن أخسره الآن بعد هذا كله ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى