ناطق جيش ام ناطق حزب؟ بقلم| صلاح السقلدي
بقلم| صلاح السقلدي
اعتبر العميد عبده مجلي- المفترض انه- ناطق الجيش الوطني تصريحات العميد السعودي المتقاعد حسن الشهري التي ادلى بها لقناة سكاي نيوز، وقال فيها ان الجيش الوطني يهيمن عليه حزب الإخوان المسلمين الارهابي -بحسب الشهري- ويستغلونه لمصلحة حزبهم تحت مظلة الشرعية -على حد تعبيره- بأنها تصريحات مسيئة للجيش الوطني ومسيئة للشرعية و للتحالف وللسعودية بالذات، ويجب إيقافها فورا.
إعتراض العميد مجلي على تصريحات الشهري كان تحديدا على تهمة الإرهاب التي ساقها ضد حزب الاصلاح، معتبراً ان هذه التهمة إساءة للتحالف، وللسعودية خصوصا.
ولأن الشيء بالشيء يُـذكر، فقبـل شهر تقريبا وجّـه وزير الداخلية اللواء حيدان المحسوب على حزب الإصلاح والمناهض للإمارات في تصريح خطير لوكالة سبوتنيك الروسية تهمة صريحة لا لبس فيها للتحالف بأنه يدعم الارهاب ويتستــر عليه، مُـدللا حيدان على صحة كلامه بدخول قوات التحالف الى المكلا مطلع عام ٢٠١٦م وخروج تنظيم القاعدة من المدينة دون أن تُـطلق رصاصة واحدة من الجانبين، على طريقة سلم واستلم، وأن مروحيات التحالف ظلت ترافق موكب القاعدة وهو يتجه صوب الوادي.
بصرف النظر عن صحة تصريحات حيدان من عدمها-وإن كان فيها شيء كثير من الصحة- وبصرف النظر عن صحة كلام العميد الشهري من عدمها والتي هي الأخرى فيها شيء من الصحة، فللتحالف علاقات مع الجماعات المتطرفة منذ بداية هذه الحرب لا يستطيع إنكارها أبدا، مثلما لا يقوى الإصلاح على دحض حقيقة ان له علاقة فكرية تاريخية وثيقة مع الجماعات الارهابية منذ عقود.
نقول انه بغض النظر عن تصريحات الرجلين- الشهري وحيدان- وان لا غريب ولا جديد فيهما إلا أن الجديد والغريب ان يظل العميد عبده مجلي الذي يقول انه ناطقا باسم الوطني الجيش الوطني فيما هو يؤكد المرة تلو المرة انه ناطقا عسكريا باسم جيش الاصلاح ،لا باسم الجيش الوطني كما يزعم. ناطق لا يكترث بجيش وطني ولا يابه لوطن ولا يستفزه حديث عن وجود ارهاب إلا حين يمس حزبه ، ففي الوقت الذي صمت عن تصريحات حيدان التي اتهم فيها التحالف بدعم الارهاب،ولم يعتبر مجلي تلك التصريحات اساءة للتحالف، مثلما صمتت الشرعية كلها التي يدافع عنها اليوم مجلي فقد استشاط غضبا من تصريحات الشهري وأقام عليها الدنيا ولم يقعدها، مع أنه أي الشهري خص الاصلاح بتهمة الارهاب ولم يتهم الجيش ولا التحالف ولا السعودية التي يتودد لها اليوم مجلي.